كشف الدكتور السيد العقدة، عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، عن نتائج دراسة حديثة تشير إلى تأثير الإضاءة النيونية القاسية المستخدمة في غرف المرضى داخل المستشفيات على نسب الشفاء وجودة النوم. وأوضح أن استمرار إشعال هذه الإضاءات مع غروب الشمس يؤثر سلبًا على إيقاعات الساعة البيولوجية للمرضى، مما يعيق استعادة عافيتهم.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن فعاليات اليوم الرابع للأسبوع العربي للتنمية المستدامة، حيث ناقشت الجلسة آليات تحقيق المستشفيات الخضراء ودورها في تحسين الرعاية الصحية.
وأشار الدكتور العقدة إلى أن الأبحاث دفعت القطاع الطبي إلى تبني تقنيات الإضاءة اليومية التي تحاكي نمط ضوء الشمس الطبيعي. وأضاف أن هذه التقنية تعيد ضبط الساعة البيولوجية للمرضى، مما يسهم في تحسين جودة النوم والرفاهية العامة.
كما استعرض تجربة أجريت في أحد المستشفيات المتخصصة بطب الأعصاب في ليفربول، حيث تم تطبيق نظام إضاءة يومي طبيعي في وحدة العناية المركزة باستخدام لمبات LED ذكية تحاكي ضوء النهار وتخفت تلقائيًا خلال الليل. التجربة، التي استمرت 6 أشهر، أظهرت تحسنًا ملحوظًا في حالة المرضى، مع تقليل فترات العلاج بالمستشفى.
وفي إطار الحديث عن المستشفيات الخضراء، أكد العقدة أهمية المعايير البيئية في تعزيز استدامة المؤسسات الصحية، مثل تقليل الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة. ولفت إلى وجود نظام لتصنيف المستشفيات بناءً على التزامها بالمعايير الخضراء، حيث تمنح شهادات التميز بمستويين: الذهبي والفضي، شريطة حصول المستشفى على اعتماد رسمي من الجهات المختصة.
وأشار إلى أن تطبيق معايير الاستدامة، مثل تقليل الهدر في المستشفيات، يمثل خطوة أساسية نحو مستقبل صحي أكثر كفاءة وصداقة للبيئة.
