الأربعاء, 5 فبراير 2025, 7:58
أسواق مصر الرئيسية مقال رئيس التحرير

أيمن الشندويلي يكتب : مصر وإستراتيجية الحرب القادمة

ايمن الشندويلي

لا سلام مع إسرائيل ولا عهد وأمان مع أمريكا، هكذا يجب أن يكون الدستور المصري لأمن الدولة والحفاظ على كيانها.

وقناعتى أن الاستراتيجيات التى تضعها قواتنا المسلحة نابعة من هذه القناعة أيضا، فالأمريكان الذين دعموا السلام على مدى أكثر من خمسين عاما كان هدفه وصول إسرائيل لمرحلة القوة المسيطرة، وفى نفس الوقت الذى يتم فيه إضعاف الدول العربية وإسقاط أنظمتها، وتفكيك جيوشها لتسهيل الإستيلاء على أراضيها وثرواتها، ومع السلام البارد تظل مصر فى حالة انكماش ومحاولة الحد من قدراتها العسكرية بجعل السلاح الأمريكي هو السائد فى تسليح جيش مصر.

تغير التفكير بدخول الجيش المصري إلى سيناء للقضاء على الإرهاب والمليشيات التى كانت تدعمها أيضا أمريكا وإسرائيل، وهو ماعجل بفكرة بقاء الكيان الصهيوني منكمشا، وإعتداءات الثامن من أكتوبر عليه سيكتشف العالم أن المخابرات الإسرائيلية كانت على علم بها، وأن نتنياهو كان يتابعها لحظة بلحظة، وتدمير الأراضي الفلسطينية ومحو كل ما عليها تمهيدا لضمها للدولة العبرية هو الهدف حتى الوصول لمحور فلاديلفيا على الحدود المصرية.

القوات المصرية على الحدود أقرب ما تكون لأى وقت فى مواجهة القوات الإسرائيلية، وعلى قواتنا المسلحة أن تضع فى خططها بأن المواجهة لابد وأن تكون على الأراضى الفلسطينية، وهزيمة الكيان الغاصب لابد أن تكون مدمرة له ولكل طموحاته، ونتائج الحرب تعيد لمصر حدودها التى كانت فى عهد أسرة محمد على.

أما الحدود الغربية فلن تسلم من مخططات تقسيم الشرق الأوسط الجديد، ولذا علينا أن يكون فى تخطيطنا أن جيش خليفة حفتر هو الجيش الأول لمصر لأنه سيقاتل إلى جانب القوات المصرية والتى ستجعل حدودها الآمنة بعد بنغازى.

أما الجنوب فمصر تستطيع أن تؤمن حودوها من منابع النيل إذا أرادت.

مصر بقوتها وتاريخها يجب آلا تنكمش على حدودها وهى تتفرج على تقسيم وضم دول الجوار والحدود لها.

بناء الجيش وإعادة تسليح وحداته بالتنوع الذى لا يفرض علينا السلاح الأمريكي لابد أن يكون مثار إعجاب لشعبنا، مع ما يظهره الكيان الصهيوني من تخوفات.

رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي أعطى تصريحات عن وجود إستراتيجية حكومية للحرب وهى بالطبع إستراتيجية اقتصادية لتأمين حياة الشعب المعيشية فى حرب لا يعلم أحدا مدتها أو شراستها، ولكنها فى الحسبان، وإذا خرجنا بانتصارات عسكرية كبيرة فلن تفرض علينا شروطا اقتصادية لأن الواقع العالمي سيسقط معه كل القروض كما أسقطت الحرب الحدود.

تبقى الجبهة الداخلية هى الأهم، ولابد أن تكون بنفس قوتنا العسكرية فى وحدتها، وهذا يتطلب إستراتيجية إعلامية وأخرى سياسية.

الإستراتيجية الإعلامية لابد أن تكون من خلال كبار الكتاب والصحفيين والمثقفين، وليس من مدرسي المواد الإعلامية وتلاميذ السمع والطاعة ومطبلاتية لا يفقهون ما يرددون.

وهذه الإستراتيجية لابد أن تكون برعاية أجهزتنا السيادية وتنفذ بشكل دقيق وحساس فى كل وسائل الإعلام، ولها مصداقية بالحقائق وليس بالشعارات.

لابد من إنهاء فكرة الصبيان فى الإدارة والتى كلفت ميزانية الدولة مليارات الدولارات والجنيهات التي ذهبت هباءا فى الوقت الذى كنا فى أحوج ما يكون إليها.

لسنا بحاجة لقناة إخبارية عالمية تنافس سى إن إن أو الجزيرة، ولا قناة بالإنجليزية، ويجب توفير هذه الأموال ولتكون قناة محلية متميزة لديها مصداقية ومهنية تجبر العالم على متابعتها.

أما الإستراتيجية السياسية فيجب أن يكون البرلمان القادم من غرفة واحدة وإلغاء مجلس الشيوخ الذى تم فرضه للمجاملات فقط.

وأعضاء البرلمان لا يتم اختيارهم من أحزاب كرتونية وإنما إختيار صفوة رجال مصر فى كافة المجالات ويمثلون كافة أطياف الشعب، ولا مكان لسطوة المال وفرض رجال كل زمان وحل تنسيقية شباب الأحزاب، والقوائم النسبية بالكامل هى الحل الأمثل لهذه الفترة الحرجة.

مصر لابد أن بكون لها شأن فى النظام العالمي الجديد، وهذا لا يكون إلا بتخطيط وقوة ووعي وتنسيق على كافة الجبهات.