الأحد, 15 ديسمبر 2024, 23:35
أسواق المال أسواق مصر الرئيسية بنوك وتأمين مقال رئيس التحرير

أيمن الشندويلي يكتب : براءة صندوق النقد الدولي من خنق الشعب المصري

ايمن الشندويلي

جمعنى لقاء مع مسؤولة بإدارة الإعلام بصندوق النقد الدولي ، وسألتنى عن أحوال الشعب ، فأخبرتها بأنه يعانى الجوع والحرمان وقسوة المعيشة بسببكم !!.

إنزعجت السيدة وقالت لماذا ؟ نحن لا ندير بلدكم ، فقلت لها ولكنكم تفرضون علينا شروطا مجحفة وخانقة وحكومتنا تنفذ هذه الشروط رغما عن أنفها لحاجتها للدولار .

وأكدت لها بأننا ننظر اليكم كصندوق قاتل للشعوب وليس فى قلبه رحمة .

هدأت المسؤولة من روعي وحالة الهجوم علي الصندوق الذى تعمل فيه ، ووجدت لديها هدوء غير طبيعي فى تقبل النقد ، ثم قالت بنبرة صوت هادئة ، الصندوق برىء من كل هذه التهم ، فنحن لا نفرض شروطا ولا نعاقب شعوبا ، ولا نتعامل مع قضايا داخلية للدول .

وإستطردت بقولها إن كل هذه الشروط أو البرامج الاقتصادية هى من تضعها الحكومات عندما تطلب قرضا من الصندوق ، ويعرض الطلب والبرنامج على مجلس الإدارة أو الجمعية العامة التى تضم كل الدول المشتركة فى الصندوق ، وبمجرد الموافقة على القرض يتولى الصندوق متابعة البرنامج الذى التزمت به الحكومة لكى يتم صرف القرض على دفعات حسب الاتفاق .

لاحظت السيدة أن وجهى تغير لونه وحدث لى إحباط وكأننى وضعت فى حوض ثلج فى عز الشتاء ، لأن كلامها معناه أن حكومتنا هى من خططت لقتل العملة المصرية وتخفيضها بهذه القيمة غير العادلة ، وهى من تورطت فى جريمة رفع الأسعار وأجور لا تكفى للعيش فى الفقر وإنما فى بئر الجوع .

لماذا أقدمت حكومة مهمتنا التخفيف عن الشعب فى خنقه ليموت بالبطىء وهى تشد الخناق متعللة بأوامر صندوق النقد الدولي .

وفى غفوة استرجاع شريط الخداع الاقتصادى للحكومة والتى جاءت بدم كذب على قميص صندوق النقد الدولي ، وجدت السيدة تقول نحن موظفين ندير صندوق ولا نملك قرارات ، مثل شركة يملكها دول وتقوم بإقراض الأعضاء من أموالهم ، ولابد من موافقة جميع الأعضاء على طلب القرض وخطط تنفيذه ، ثم يتولى موظفين الصندوق الاجراءات .

أخبرتها بأننى فهمت الآن ما أحيك لنا ، وما تصدعنا به وسائل اعلام جاهلة لا تعلم الحقيقة .

انتهت المقابلة التى جعلتنى أسترجع كيف قامت الدولة ببناء أبراج العلمين وحددت ملايين لسعر شقة فى الوقت الذى كان هذا السعر يشترى أفخر فيلا فى القاهرة الجديدة ، فهى تعلم أنها ستخفض الجنيه ، وغيرها وغيرها من القرارات التى إتخذت للتخفيض المدمر للعملة ، وكيف إستغل البعض المعلومات لتحقيق ثروات طائلة بشراء الذهب أو تحويل مدخراتهم لدولارية ، أو إستيراد بضائع بكميات كبيرة وتخزينها .

نترك كل هذا ونذهب للدول العربية المشاركة فى الصندوق والتى لديها معلومة خفض الجنيه وقامت بشراء شركاتنا ومصانعنا وأراضينا بقيم غير عادلة ، وتضغط فى كل عملية شراء على تنفيذ الحكومة لخطتها فى خفض الجنيه .

هل نلوم أشقاء على نهمهم للقمة سهلة وسائغة وطيبة ، أم نلوم على حكومة هرستنا وطبختنا وجعلتنا طعاما جميلا فى الشكل والطعم ، ولكن من يأكل لحما لا يفكر فى الروح التى أذهقت فيه !!.

لو لدينا مجلس نواب حقيقي ، واعلام حر ، ما كنا وصلنا مع هذه الحكومة لهذا الوضع الحزين !!.