تراجعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية، اليوم الأربعاء، بعد مكاسب بلغت 4% في الجلسة السابقة، في ظل تقييم الأسواق لاحتمالات تعطل الإمدادات بسبب الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل، مقابل ترقب قرار مرتقب من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، والذي قد يؤثر على مستويات الطلب العالمي على الخام .
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 35 سنتًا، أو ما يعادل 0.5%، لتصل إلى 76.10 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 07:23 بتوقيت غرينتش. كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 23 سنتًا، أو 0.3%، إلى 74.61 دولارًا للبرميل.
وكان الخامان قد سجلا في بداية التعاملات ارتفاعًا طفيفًا تراوح بين 0.3% و0.5%.
أعرب محللون عن قلقهم من احتمال تعطل الإمدادات النفطية عبر مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله نحو خُمس النفط المنقول بحرًا على مستوى العالم.
وتُعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إذ تنتج نحو 3.3 مليون برميل يوميًا. ومع ذلك، فإن الطاقة الفائضة لدى منتجي “أوبك+” يمكنها تعويض أي نقص محتمل.
وقالت وكالة “فيتش” في مذكرة للعملاء: “أي تعطّل كبير في إنتاج أو صادرات إيران من النفط سيُضيف ضغوطًا صعودية على الأسعار. ومع ذلك، حتى في السيناريو غير المرجح المتمثل في توقف جميع صادرات إيران، يمكن تعويض ذلك باستخدام الطاقة الاحتياطية المتوفرة لدى منتجي أوبك+، والتي تُقدر بنحو 5.7 مليون برميل يوميًا”.
ورغم تصاعد المخاوف الجيوسياسية، يتبنى بعض المحللين موقفًا متفائلًا من الناحية الفنية.
وقال كيلفن وونغ، كبير محللي السوق في شركة “أواندا”، إن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط، إلى جانب انخفاض مراكز الشراء الصافية لدى كبار المضاربين في عقود خام غرب تكساس، تعزز النظرة الصعودية على المدى القصير.
و تتجه أنظار الأسواق العالمية إلى اليوم الثاني من اجتماعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والذي من المتوقع أن يُبقي على سعر الفائدة الأساسي ضمن نطاق 4.25% إلى 4.50%.
لكن توني سيكامور، محلل الأسواق في IG، يرى أن الصراع في الشرق الأوسط إلى جانب مؤشرات تباطؤ النمو العالمي قد يدفعان الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يوليو، أي قبل الموعد المتوقع حاليًا في سبتمبر.
المصدر: رويترز