أسعار السيارت الى أين؟!
بقلم : خالد سعد
أمين عام رابطة مصنعي السيارات
تتجه أنظار المستهلك المصرى حاليًا الى أسعار السيارات حيث أن السيارات قد تعرضت الفترة الماضية الى تحديات كثيرة وهى كالآتى:
1- سعر العملة:
واجهت الأسعار تحدى شرس بسبب أسعار العملات الغير ثابتة حيث أن السوق كان يوجه سعر البنك وكذلك سعر السوق السوداء الى أن تم مواجهة هذه الآفة الشرسة وقضاء الحكومة على أسعار العملات فى السوق السوداء وبالتالى تم تقنين الأسعار فقط فى سعر البنك.
2- سعر الشحن والحروب الجارية:
هناك بعض الحروب الدائرة حاليًا مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا مما أثر بالسلب على أسعار الشحن بسبب تغيير مسار المراكب وتوجيهها عبر البحر المتوسط بديلًا عن البحر الأحمر.
3- التسجيل المسبق:
بالطبع الدولة مهتمة بالتصنيع المحلى وتوطين الصناعة المحلية مما أدى الى توقف التسجيل المسبق بشكل كبير ومفاجىء مما أثر على وفرة المنتج فى السوق المحلى لكافة السيارات المستوردة مما أدى الى تواجد أسعار متفاوتة ومتباينة وارتفاع شرس فى الأسعار و”أوفر برايس” مخفى عن أعين الحكومة المصرية متمثلة فى الضرائب.
كل هذه العوامل أثرت بالسلب على أسعار السيارات مما أدى الى تدخل الحكومة بالضغط على السوق وتوجيه اهتمام الوكلاء والتجار الى التصنيع المحلى والذى أدى بطبيعة الحال الى تقديم سيارات الى السوق المحلى بسعر منافس وفى حدود امكانيات المستهلك المصرى.
تمثل السيارات الاقتصادية 70% من السوق المصرى وتعتمد على التمويل من البنوك والشركات العاملة فى قطاع التمويل، لذا نزول الأسعار المصنعة محليًا الى سعر عادل ومقبول ساعد بشكل كبير على توجه المستهلك المصرى الى هذه المنتجات والتى تقدم بسعر ممتاز وكماليات تغطى احتياج المستهلك المصرى.
وقد أدى ذلك الى الضغط على أسعار السيارات المستوردة والتى بطبيعة الحال تراجعت حتى تباع مما أدى الى رغبة المستهلك المصرى فى الشراء.
كل هذه العوامل ساهمت بشكل كبير فى توجيه اهتمام المستهلك المصرى وتغطية احتياجاته، وأعتقد ان الأسعار حاليًا تتمتع بالثبات لثبات سعر العملة واهتمام كافة المختصين بالإنتاج المحلى وأتوقع الاستمرار فى الثبات وتقديم المنتج المحلى بسعر جيد، كما أن ذلك يساعد فى تصدير السيارات المجمعة محليًا للأسواق الخارجية فى أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا حيث أن هناك اتفاقيات دولية كبيرة تساهم فى تصدير هذه السيارات بدون جمارك أو ضرائب لهذه الدول مما يعود على الدولة بالعملة الأجنبية التى تساهم فى عدم الضغط على العملات الصعبة.
وفى النهاية، أعتقد أن الأسعار وتباينها تساهم فى شكل كبير فى ارتفاع المبيعات فى الفترة القادمة وفى إعادة السوق الى سوق معافى بديلًا عن السوق المريض الموجود فى العصر السابق.