في إطار سعيها لتحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم الصناعات المحلية، أطلقت مصر سلسلة من المشروعات البتروكيماوية الكبرى التي تهدف إلى تقليص الاعتماد على الواردات المكلفة وتخفيف فاتورة الاستيراد التي تثقل كاهل الاقتصاد الوطني.
و تمثل هذه المشروعات خطوة هامة نحو تعزيز قدرة مصر على تحقيق طفرة صناعية وتنموية مستدامة، وتدعم أيضًا أهداف الحفاظ على البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية.
من أبرز المشروعات المُعلَن عنها، مجمع البتروكيماويات في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، الذي يهدف إلى تحقيق طاقة إنتاجية تصل إلى 4 ملايين طن سنويًّا، مما يعزز القدرة الإنتاجية للصناعات المحلية.
كما يشمل المشروع إنتاج الأمونيا الخضراء بقدرة إنتاجية تصل إلى 150 ألف طن سنويًّا، وهي خطوة هامة نحو تحقيق الاستدامة البيئية.
بالإضافة إلى ذلك، يتضمن المشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام (SAF) بقدرة إنتاجية 120 ألف طن سنويًّا لتلبية احتياجات قطاع الطيران، مما يسهم في تحسين كفاءة النقل الجوي.
وتعمل أيضًا المصرية للبولي إيثيلين على زيادة طاقتها الإنتاجية لتصل إلى 600 ألف طن سنويًّا لدعم الصناعة المحلية، بينما يهدف مشروع السليكون المعدني إلى إنتاج 45 ألف طن سنويًّا، وهو ما يعزز من قدرات الصناعات التكنولوجية.
كما يعكف مشروع الألواح الخشبية على تقليص الانبعاثات الكربونية بنحو 360 ألف طن سنويًّا، في خطوة نحو الاستدامة البيئية.
وتشير الأرقام إلى أن 10 مشروعات كبرى قيد التنفيذ ستضيف طاقات إنتاجية تُقدَّر بـ 7 ملايين طن سنويًّا، في حين سيتم إنشاء 20 منتجًا صناعيًا جديدًا لأول مرة في السوق المحلي، مما يوفر 8 مليارات دولار كانت تُنفق على الاستيراد.
ومن المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية الحالية لقطاع البتروكيماويات إلى 9.5 مليون طن سنويًّا مع اكتمال المشروعات الجديدة.
تسعى الاستراتيجية الوطنية لتوسيع دور مصر كمركز إقليمي للصناعات البتروكيماوية، عبر جذب الاستثمارات وتوطين التكنولوجيا المتقدمة.
كما تسهم هذه المشروعات في توفير آلاف الفرص الوظيفية وتعزيز الصادرات، إضافة إلى التزام مصر بالمعايير البيئية العالمية.
مع تسارع تنفيذ هذه المشروعات، يُتوقع أن تُحدث نقلة نوعية في صناعة البتروكيماويات في مصر، مما يمهد الطريق لاقتصاد أكثر قدرة على المنافسة عالميًا، ويعزز مكانة مصر كداعم رئيسي للاقتصاد الإقليمي والعالمي في هذا القطاع الحيوي.