كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن أن سد النهضة الإثيوبي قد يعاني من نقص فعلي في توليد الكهرباء، رغم امتلاء بحيرته بكامل سعتها التخزينية البالغة 60 مليار متر مكعب.
وأوضح شراقي في منشور على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك »أن إثيوبيا تشهد حاليًا موسم الجفاف، حيث يعتمد النيل الأزرق بشكل رئيسي على تصريف بحيرة تانا بكمية تتراوح بين 10 إلى 15 مليون متر مكعب يوميًا، إلى جانب إيرادات محدودة من الروافد الأخرى، ما يجعل متوسط الإيراد اليومي خلال شهر فبراير حوالي 20 مليون متر مكعب، ومن المتوقع أن ينخفض إلى 16 مليون متر مكعب في مارس المقبل.
التوربينات لا تعمل
وأضاف الخبير الجيولوجي أن هذه المياه غير كافية لتشغيل التوربينات الأربعة المتاحة، وأن تشغيلها يتطلب استهلاك جزء من المخزون المائي، ومع ذلك، جميع القياسات تؤكد أن مستوى البحيرة لم ينخفض منذ سبتمبر الماضي، ما يدل على عدم تشغيل التوربينات فعليًا، فضلاً عن أنه لم يتم تركيب توربينات جديدة إلى الآن.
التوربينات لا تعمل
وأوضح شراقي أن مشاهدة الدوامات أمام بوابات التوربينات لا تعني بالضرورة أنها تولد الكهرباء، وقد يكون التصريف القليل للإيراد اليومي عبر الأنفاق محاولة لإظهار السد وكأنه يعمل بكفاءة، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي أعلن في أغسطس الماضي عن اكتمال إنشاء السد وتشغيل أربعة توربينات، مع وعود بإضافة ثلاثة توربينات جديدة في ديسمبر 2024.
هدوء للنشاط الزلزالي
وفي سياق متصل، أشار شراقي إلى هدوء نسبي للنشاط الزلزالي في منطقة الأخدود الإثيوبي، حيث سُجل زلزال بقوة 4.6 درجة على مقياس ريختر فجر يوم 2 فبراير على عمق 10 كيلومترات، لافتاً إلى أن المنطقة شهدت منذ بداية العام 117 زلزالًا بقوة تفوق 4 درجات، إضافة إلى 57 زلزالًا خلال الأيام الأخيرة من ديسمبر الماضي، تراوحت قوتها بين 4.3 و5.8 درجة وعلى بعد 500 إلى 600 كيلومتر من السد.
وأشار إلى أنن تسرب المياه من خزان سد النهضة خلال سنوات التخزين الخمس الماضية عبر أخدود النيل الأزرق العميق، الذي يربط بحيرة سد النهضة بالأخدود الإثيوبي عند منطقة الزلازل، فضلاً عن دوره في زيادة عدد الزلازل الأخيرة، مضيفاً أنه لو كان هناك تعاون، لتم إجراء بعض الدراسات لتحديد كمية التسرب، وسرعة حركة المياه الجوفية واتجاهها، والقياسات الزلزالية في محيط سد النهضة.
