أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، أن مصر تمتلك استراتيجية طموحة قائمة على مصادر الطاقة المتجددة النظيفة والآمنة، مشيراً إلى الدور الواعد للطاقة الاندماجية كبديل مستقبلي للوقود الأحفوري. وأضاف أن مفاعل الاندماج النووي قادر على إنتاج طاقة تصل إلى أربعة أضعاف ما تنتجه تكنولوجيا الانشطار النووي، وأربعة ملايين مرة أكثر من الفحم أو البترول، مما يعزز من أهميته كمصدر صديق للبيئة وخالٍ من الانبعاثات الكربونية.
جاء ذلك خلال المشاركة في الاجتماع الوزاري لمجموعة الطاقة الاندماجية العالمية التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي انعقد في العاصمة الإيطالية روما .
وأوضح الدكتور عصمت أن التعاون الدولي هو ضرورة أساسية لمواجهة التحديات العالمية المتزايدة، مشدداً على أهمية التكامل الإقليمي لتحقيق التنمية المستدامة. ودعا إلى تعزيز الشراكات العالمية بين الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والشركات الخاصة لتسريع جهود البحث والتطوير في مجال الطاقة الاندماجية ونقل التكنولوجيا المتطورة. وبيّن الوزير أن التحولات المناخية الحالية، مع استمرار تزايد الطلب على الطاقة والتقدم التكنولوجي في مجالات الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة والهيدروجين الأخضر، تُبرز الحاجة لتطوير بدائل مثل الطاقة الاندماجية.
وأشار الوزير إلى أن استراتيجية مصر للطاقة حتى عام 2040 تهدف إلى زيادة نسبة الطاقة المتجددة إلى أكثر من 60% من مزيج الطاقة، في إطار تحقيق رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. كما أكد على الجهود المستمرة لتشجيع استثمارات القطاع الخاص في قطاع الطاقة، من خلال تهيئة بيئة تشريعية محفزة، وتوفير الأراضي اللازمة لمشروعات الطاقة المتجددة، وإبرام اتفاقيات شراء الطاقة طويلة الأجل، مما ساهم في جذب العديد من الاستثمارات المحلية والدولية.
كما أوضح الدكتور عصمت أن هذه الاستثمارات ساعدت في تطوير برامج التصنيع المحلي لمكونات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، مستفيداً من الموارد الطبيعية والعمالة الماهرة في مصر. ولفت إلى موافقة المجلس الأعلى للطاقة على الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون، مما يعزز من موقع مصر كدولة رائدة في هذا المجال بحلول عام 2040.
وفيما يخص الربط الكهربائي، قال الوزير إن مصر تولي اهتماماً خاصاً بمشروعات الربط مع الدول المجاورة وأوروبا، لتكون مركزاً لنقل الطاقة بين القارات. وأشار إلى مشروعات الربط الحالية مع دول المشرق العربي والمغرب العربي وأفريقيا، والمشروعات الجارية مع السعودية، وكذلك الربط المخطط مع اليونان وإيطاليا.
وفي ختام كلمته، أعرب الدكتور عصمت عن تقديره للوكالة الدولية للطاقة الذرية لتنظيم هذا الاجتماع، مؤكداً أهمية بناء الوعي العام وتعزيز الثقة في فوائد وأمان الطاقة الاندماجية، بما يسهم في دعم التحول العالمي نحو الطاقة المستدامة.