عبير فؤاد أحمد
تم تصنيف مصر ضمن قائمة أفضل 100 تجمع للعلوم والتكنولوجيا في تصنيف مؤشر الابتكار العالمي لعام 2024، الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية “الويبو”، بعد احتلالها المركز 86 عالمياً من حيث القدرة علي الابتكار.
كما تعتبر هي التجمع الوحيد المدرج علي مستوي أفريقيا. ويعتمد مؤشر الابتكار العالمي علي رصد أقرب إلى أرض الواقع باستخدام بيانات إيداع البراءات والنشر العلمي لتحديد التركيزات المحلية للنشاط العلمي والتكنولوجي الرائد عالمياً.
وقد احتفي التقرير بالنمو السريع في النشاط الابتكاري لدى بعض الاقتصادات الناشئة. حيث تم التركيز علي أفضل 50 تجمع للعلوم والتكنولوجيا داخل أفريقيا. حيث استحوذت مصر علي العدد الأكبر لهذه التجمعات بإجمالي عدد 11 تجمعاً، تصدرتها محافظات القاهرة والإسكندرية بوصفهما يضما أكبر عدد من المخترعين والعلماء على مستوى القارة. حيث تصدرت الكيمياء والهندسة والتكنولوجيا الطبية موضوعات النشر العلمي. وساهمت جامعة القاهرة بنحو 25% من الأبحاث المنشورة، يليها جامعة عين شمس بنحو 15%، والمركز القومي للبحوث بنحو 13%. ويلي مصر كلا من جنوب أفريقيا بإجمالي عدد 8 تجمعات تتصدرها جوهانسبرغ، ثم المغرب بإجمالي عدد 5 تجمعات تتصدرها الرباط.
وبحسب تصريح دارين تانغ، مدير عام منظمة العالمية للملكية الفكرية، من المشجع أن نرى تجمعات الابتكار خارج الدول الصناعية، في بعض الاقتصادات النامية. وستواصل المنظمة مساعدة تلك التجمعات على استخدام الملكية الفكرية من أجل ترجمة البحوث الواعدة إلى حلول ملموسة وواقعية.
وكشف التقرير الحديث عن تباطؤ نبض الابتكار على خلفية النمو الاقتصادي العالمي الثابت ولكن ببطء، فضلاُ عن تراجع تمويل الابتكار وتباطؤ الإنتاجية. حيث تصدرت سويسرا الاقتصاد الأكثر ابتكاراً في عام 2024 وذلك للعام الرابع عشر على التوالي، ويليها السويد، والولايات المتحدة، وسنغافورة، والمملكة المتحدة، وكوريا، وفنلندا، وهولندا، وألمانيا، والدانمرك. حيث تم رصد أداء الاقتصادات الدولية وتقييم تطوراتها، بهدف إعطاء صورة عن مشهد الابتكار من خلال 80 مؤشراً بما في ذلك قياسات للبيئة السياسية والتعليم والبنية التحتية وآليات استحداث المعرفة في 133 دولة حول العالم.
هذا وتحتضن كلا من الصين والولايات المتحدة أكبر تجمعات العلوم والتكنولوجيا علي مستوي العالم. وللعام الثاني على التوالي، تحتل الصين الصدارة بأكبر عدد من التجمعات هو 26 في قائمة أفضل 100، وتليها الولايات المتحدة عن كثب برصيد 20 تجمعاً. تليها ألمانيا بثمانية تجمعات ثم الهند وجمهورية كوريا بأربعة تجمعات لكل منهما.
وقد شهدت التجمعات الواقعة في الاقتصادات المتوسطة الدخل أقوى نمو في مجال العلوم والتكنولوجيا، حيث شهدت التجمعات الصينية أكبر زيادة في ناتج العلوم والتكنولوجيا، بريادة تقدر ما بين 19-23%. وشهدت مصر نمواَ يقدر بنسبة 11% في ناتج العلوم والتكنولوجيا، وهو أعلى معدل نمو بين التجمعات الاقتصادية الأخرى ذات الدخل المتوسط، تليها تشيناي الهندية واسطنبول التركية بنسبة 8% لكل منهما.
وعلى العكس من ذلك، يشير التقرير إلي نمو ابطأ في الاقتصادات المرتفعة الدخل مقارنة بتلك الموجودة في الاقتصادات المتوسطة الدخل، حيث شهد 37 من أصل 63 تجمعاً من التجمعات المرتفعة الدخل نمواً سلبياً في ناتج العلوم والتكنولوجيا. وتراجعت معظم تجمعات أمريكا الشمالية وأوروبا في الترتيب.
