أكد خبراء تقنيون أن “الميتافيرس” الذي يشكل مساحة افتراضية جماعية مشتركة بين مجموعة من البشر، سيجتاح العالم على نطاق واسع قريباً، لافتين إلى أن هناك أكثر من 3,9 مليار شخص يمارسون الألعاب الإلكترونية ويشكلون معاً مجتمعاً متطوراً.
وشدد الخبراء خلال مشاركتهم في جلسة حوارية ضمن مسار “مستقبل الثقافة والإبداع” الذي عقد في اليوم الثاني للقمة العالمية، على ضرورة قيام الحكومات بمضاعفة جهودها لضمان الأمن السيبراني في الوسائل التكنولوجية المتنوعة، فضلاً عن مواكبتها لعملية انتشار الميتافيرس عبر وضع قوانين وتشريعات لحماية الإبداع وحفظ ممتلكات وحقوق الملكية الفكرية، لكن دون أن نخسر حق الوصول إلى المعلومات.
وطالب الخبراء .. الحكومات بأن تقنن الرقابة على المنتج الإبداعي، وألا تتدخل في هذا المنتج إلا للضرورة القصوى، وأن تتيح الفرصة للمبدعين بالعمل في حرية، حتى نرى أعمالاً ذات تأثيرات إيجابية على المجتمعات.
وأكد إريك أندرسون رئيس الشؤون الحكومية لـ Bytedance في جلسة بعنوان “كيف تتعامل الحكومات مع مستقبل العوالم الافتراضية” أن الميتافيرس أصبح ضرورة في حياة البشر وقال : “سنشهد خلال العامين المقبلين زيادة الوعي بالميتافيرس.. وهناك لاعبون محترفون من أعمار مختلفة ومن الجنسين هدفهم التواصل وليس الألعاب، العالم تمحور حول المجتمعات الافتراضية، وكيف نزيد من الترابط والتمكين في هذا العالم، نحن في بدايات الرحلة الطويلة”.
وشدد على أهمية الأمن والسلامة في عالم التكنولوجيا، موضحاً أن “هناك تطوراً في مجال الأمن السيبراني الذي يسعى لتحقيق أمن التكنولوجيا، ونأمل زيادة تلك القوانين ونشرها حفاظاً للحقوق وحماية الخصوصية لا سيما لدى المؤسسات الحكومية”.
من جهته تحدث كريشتوفر بيكيت الرئيس التنفيذي لـ DigiLenc حول تأثر المجتمعات بالتكنولوجيا وقال : “تواصلت المجتمعات الافتراضية أثناء جائحة كورونا التي ضربت البشرية في الفترة الأخيرة من أجل خلق بيئة واحدة للتضامن مع المتضررين وتسيير حياتهم، وقد لعب عالم الميتافيرس دوراً كبيراً في تسهيل مهمتهم”.
ولفت إلى أن “عالم الميتافيرس في توسع وانتشار دائمين، وهناك شركات تعمل على خلق أجهزة تكنولوجية رخيصة الثمن، مستهدفة الفئات ذات الدخل الضعيف، مثل شركة سوني التي طرحت نظارات ذكية وتعرض ألعابا بأسعار زهيدة لتزيد عدد المستخدمين لديها، حيث تسعي الشركات العملاقة إلى التوسع أكثر، وتعد شركة فيسبوك التي تحولت إلى ميتا خير مثال على ذلك”.
وأوضح راشد منصورالمؤسس لـ Metagravity أن هناك تطوراً في استخدام الحاسوب عاماً بعد الآخر، وقال :”لابد من وجود تكنولوجيا مثل البلوكشين والعملات الرقمية المشفرة لحفظ حقوق المستخدم لممتلكاته، وهدفنا الانتقال من التحكم المركزي إلى اللامركزي”.. منوها إلى أن وجود الميتافيرس أمر مهم، وهناك ضرورة تحققها التكنولوجيا، فمع وجود برمجيات في الميتافيرس لابد من دعم أمن التكنولوجيا.
وفي الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان : “هل بإمكان الحكومات تنمية الإبداع والحفاظ على الثقافة أكد مايكل بهاسكار الشريك المؤسس لـ Canelo Publishing أن” الإبداع عمل شاق خلال السنوات الماضية ومكلف جدا من جميع النواحي كتأليف الموسيقى والكتب، وهو شبيه في الجهد بالزراعة في الحقول قديما”.
وأشار إلى أن دخول الإنترنت إلى العالم سهل الكثير من الأمور وأصبح العالم متسارعا، وكل شيء في المتناول، مما أدى إلى مزيد من الإنتاج الإبداعي في شتى المجالات الفنية، مؤكداً في الوقت نفسه مساهمة الذكاء الاصطناعي ودوره في رقي وجودة المنتج.
وحذر بهاسكار من خطر استخدام التكونولوجيا خصوصا في مجال الفن والإبداع في مجالات في غير محلها.
من جانبه وصف توني ماركس الرئيس التنفيذي لمكتبة نيويورك العامة الإبداع بأنه صفة إنسانية، مشيراً إلى أن الإنترنت سهل حياة الكثيرين وساهمت التكنولوجيا في مهمة إنتاج الصحف وغيرها من المنتجات الورقية، لذلك يجب التنسيق مع خبراء التكنولوجيا ومشاركتهم المعلومات بناء على الخبرات وبعيداً عن الربح التجاري”.
وأضاف: “نحن ضد من يخترق المعلومات الشخصية أو الخاصة، نحتاج إلى تشريع حول المعلومات التي يقدمونها وإلا سنخسر تواصلنا معهم”.. مطالباً بحماية حقوق الملكية الفكرية، لكن دون أن نخسر حق الوصول إلى معلومات مهمة، وقال :”رؤيتنا أن يحصل الجميع على التعليم ويمتلك كتبا مجانية وبإمكاننا توفير مسار يحترم الملكية الفكرية دون تحجيم الوصول إلى الكتب، مهمتنا توفير كتب لرعاية الإبداع في كل مكان”.