يا صناديقك يا مصر !
بقلم : هشام مبارك
Hisham.moubarak.63@gmail.com
يبدو أن حكومتنا غير الرشيدة قررت تطبيق نظرية الاستاذ الملوانى فى مسرحية مدرسة المشاغبين.النظرية تقول:كل ما تتزنق اقلع, مع استبدال كلمة اقلع بكلمة:اعمل صندوق !.هكذا هو الحال فى مصر حالياً.الحكومة العاجزة عن تشغيل المصانع أو جذب الاستثمارات الجديدة للبلد عن طريق إجراءات ميسرة غير معقدة لتوفير العملة الأجنبية وفرص العمل للشباب,قررت اللجوء للحل السهل ألا وهو جيوب الناس.لذا لا عجب أن تجد فى كل يوم جباية جديدة وصندوق جديد هدفه الأول والأخير تدبير عجز موازنة الحكومة من جيوب الناس التى تتعرض يوميا لعملية سطو وابتزاز لم يحدث أن رأيناها على مر التاريخ.
مشكلة الحكومة الأكبر أنها تقيس مستوى معيشة الغالبية العظمى من الناس على نفس مستوى طبقة الأثرياء المقتدرين,أولئك الذين يمتلكون من الإمكانيات ما يؤهلهم للحصول على الفيلات والقصور الفخمة التي يعلن عنها يوميا ويقفون عليها بالطوابير.هذه الطوابير التى تسبب ارتكاريا للحكومة فتظن أن كل المصريين يقفون فيها حيث يقبلون على كل ما هو غال وثمين فيجتمع خبراء الحكومة ومستشاريها ليقرروا أنواع جديدة من المكوس على كل الشعب الذي يضج أغلبه بالشكوى والأنين من تراجع مستوى الدخل مقارنة بالارتفاع الجنوني في الأسعار دون حسيب أو رقيب.
أصبحنا كل يوم تقريبا نصحو على خبر إنشاء صندوق جديد يمتص دم الغلابة حتى وصل الأمر لذلك الصندوق الغريب المسمى بصندوق الاسرة والذي يفرض على كل شاب مقبل على الزواج أن يسدد مبلغا من المال لذلك الصندوق كشرط من شروط كتب الكتاب.يحدث ذلك فى ظل أزمة كبيرة يعانى منها الشباب جعلت أغلبهم يحجمون أصلا عن خطوة الزواج وبدلا من أن تيسر الحكومة عليهم أمر الزواج كنوع من الحماية لهم وللمجتمع تراها قد أثقلت كاهلهم بتكاليف زيادة من رسوم للصندوق وشهادات وموافقات ما انزل الله بها من سلطان كشرط لإتمام الزفاف حيث من المعروف ان ليس هناك شهادة يتم إصدارها مجانا ناهيك عن قيمة التحليلات والكشوف الطبية المطلوبة تحت حجج الكشف عن الإدمان والأمراض المستعصية بينما الهدف الحقيقي هو تحصيل أكبر قدر من الفلوس من جيوب الناس لإنقاذ الموازنة المثقلة بالديون وفوائد الديون.
ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء وكفانا صناديق جباية فلم يعد فى جيوب الناس ما يكفي حتى احتياجاتهم الضرورية.وأغلب الناس استغنى حتى عن كثير من الضروريات وفقد الأمل فى المستقبل تماما واصبح يعيش يوم بيوم انتظارا لليوم الذي سيدخل فيه الصندوق الذي سينقله للحياة الأخرى عسى أن يجد فيها العوض عما عاناه من الحياة الدنيا وصناديقها.وليت هؤلاء الذين ضيقوا صناديق الدنيا على الناس لا يقرأون هذا المقال فيفرضون رسوما على صندوق الآخرة !!