الجمعة, 19 سبتمبر 2025, 7:53
الرئيسية مقال رئيس التحرير

أيمن الشندويلي يكتب : إسرائيل قامت ببروفة حرب فى الخليج !!

ايمن الشندويلي

دائما ننظر للمشهد بشكل عاطفي أو من منظور ضيق كما حدث فى العدوان الاسرائيلي على قطر ، فالرسالة التى وصلت للجميع هى إستهداف قادة حماس ، رغم أن إسرائيل لو أرادت إغتيال قادة حماس حقيقة كانت نفذت عملية استخباراتية بقوات خاصة وعملاء داخل قطر ، والأراضى الخليجية مستباحة للموساد وبعملاء فى الظاهر أكثر من الخفاء ، ولا يستدعي تحريك 10 مقاتلات حربية تخترق كل الأجواء العربية وتقطع هذه المسافة لتطلق كل هذه الصواريخ على بناية فى الدوحة .

لو فكرت خارج الصندوق بنظرة أبعد قليلا ستجد ما حدث ما هو الا بروفة حرب ناجحة على الأراضي العربية الخليجية ، فالجميع مشغول بالدول العربية التى اخترقها الطيران الاسرائيلي وتحليل بأن هذه الدول متواطئة سواءا كانت السعودية أو الأردن وسوريا والعراق ، وهى تحليلات مضحكة .

فالذى حدث هو تنسيق أمريكي إسرائيلي لبروفة حرب عالمية ، إستطاعت من خلالها أمريكا أن تعطل كل أجهزة الدفاع الجوية بما تضمه من رادارات بعيدة وقصيرة المدى من خلال غرفة التحكم المركزية بقاعدة العديد العسكرية ، والتى أغلقت كل الأنظمة الالكترونية للرادرات والصواريخ الدفاعية فى كل هذه الدول ، واخترق الطيران الاسرائيلي السماوات العربية بحرية كاملة ، وكان يمكن أن يقصف مقرات الحكم فى كل هذه الدول دون أن يشعر أحدا ، ويمكنها تدمير معظم القواعد العسكرية الخاملة أيضا دون رد ، وبين ليلة وضحاها لن تجد حكاما ولا جيوش لهذه الدول وإنما شعوبا لا تعرف مصيرها ، من السهل تقسيمهم من جديد بين سنه وشيعة وتحديد دولهم الجديدة .

وحتى قادة الخليج يعلمون جيدا بأن أمريكا تعتبر دولهم محطات وقود لها أنظمة تابعة لها أمنيا وماليا تتحكم فيها كيفما تريد ، والقواعد العسكرية فى الخليج فى حقيقتها لا تدافع عن دول الخليج وانما عن أمريكا فى مواجهة الحلف الجديد ، وعلى أرض الواقع لم تدافع هذه القواعد عن أى دولة خليجية تعرضت للعدوان بداية من صواريخ الحوثي فى اليمن على السعودية ، أو الايرانية والاسرائيلية على قطر ، إنما إستغلت هذه القواعد فى القضاء على الجيوش العربية فى العراق وسوريا ، ولضرب ايران .

هذه القواعد بالخليج مرتبطة بدوائر اتصال مع الأسطول المتواجد بالمحيط الهادى و الذى يتجول فى الخليج العربي على فترات متقاربة .

ونأتى للخلاصة بأننا لا نحمل هذه الدول فوق طاقتها ولابد أن نتعامل مع القضية ببساطة شديدة ، لأن تريليونات الدولارات التى دفعتها دول الخليج فى الأسلحة الأمريكية كانت أسلحة فاسدة ، ليست للدفاع عن هذه الدول ولا حتى هى تستطيع استخدامها للدفاع عن نفسها اذا كانت حربها مع إسرائيل أو أى دولة حليفة لأمريكا ، وانما إشترت بأموالها أكبر مخازن للسلاح الأمريكي فى الخليج ، و سيسخر لأمريكا وجيشها فى أى حرب قادمة بالمنطقة .

وببساطة أيضا فإن قوات درع الجزيرة وهوالحلف العسكرى الخليجي لا يستطيع الدفاع عن أى عدوان إسرائيلي على دول الخليج .

ولمن يتصور ان اتفاقات ابراهام التى حاولت الامارات اقناع دول الخليج بها ما هى الا احتلال اسرائيلي سلمي بدايته إقتصادية ونهايته عسكرية .

أمن الخليج ليس فى الأموال أو التحالف بين دول ، ولكن أمنه كان عربيا لو لم تشارك بعض هذه الأنظمة فى تدمير جيوش الحماية الحقيقية لها فى سوريا والعراق ، والمساهمة فى تقسيم السودان وليبيا وتدمير اليمن .

لم يتبقي لدول الخليج الا مصر التى يحاولون خنقها إقتصاديا بالتحالف مع صندوق النقد الدولي ، وهو واجهتهم الدولية لتحقيق مآربهم فى زعزعة نظام الحكم وإفقار الشعب وخلق جبهة عملاء يمهدون لهم الأرض الخصبة التى ينقضون عليها و يصنعون لهم ما يريدون .

مصر تصفح دائما عن الصغائر اذا وجدت أذانا صاغية وتعاونا صادقا لحماية الشعوب العربية ، ولم يكن خطاب الرئيس السيسي والذى نادى فيه بأهمية وجود جيش عربي نابعا من أحلام ، وإنما خوفا على شعوبا شقيقة وحتى أنظمة حكم تعتقد أن أمنها فى أحضان أعدائها .

الحرب قادمة لا محالة وعلى الأرض العربية والخليجية وعلى قادة دول الخليج تحديد مصيرهم من الآن بعد نجاح بروفة الضربة الاسرائيلية فى قطر .