منذ افتتاحه في مايو الماضي أى منذ 3 أشهر لخدمة أكثر من 830 ألف نسمة، بات مستشفى المراغة المركزي يشكل “صورة مأساوية” على أرض الواقع: مبنى جديد وفارغ ليلاً، أقسام بلا أطباء وطوارئ لا تستجيب، الأمر الذي ضاعف معاناة المرضى وأجبر الكثير منهم على التوجه إلى مستشفيات بعيدة مثل مستشفى سوهاج الجامعي أو الكوامل.
محمود مكي، أحد أبناء المركز، قال في تعليق عبر فيسبوك: “أصبحنا بلا رعاية صحية، المبنى فارغ، لا نجد حتى أدنى الخدمات، وإذا بحثنا عن طبيب لا نجد سوى الوعود”، فيما أكد آخرون أن غياب الكوادر الطبية خلق حالة من التسيب داخل المستشفى، حيث يصف الأهالي تعامل بعض طواقم التمريض بأنه غير لائق مع المرضى وذويهم.
وتروي السيدة إكرام إبراهيم تجربتها مع طفلتها قائلة: “بنتي كانت بتصرخ من الألم ولم نجد أي رحمة أو اهتمام، الممرض تعامل معنا ببرود شديد، وعندما جاء الطبيب قال إن الحالة انتهت وأعطاها محلول، ثم حولونا في النهاية إلى مستشفى الكوامل”، مشيرة إلى أن معاناة المرضى تفاقمت بسبب الازدحام وسوء الإدارة.
كما أكد محمد عبد الحفيظ الشريف أن غياب الأطباء عن قسم الأطفال عرض حياة مولودته للخطر قائلاً: “ذهبت لأخذ الحقنة الخاصة بالمولودة ولم أجد أي دكتور أطفال، المدير نفسه أكد عدم وجود طبيب في القسم، فإلى أين يذهب الفقير إذا احتاج خدمة عاجلة؟”
وفي نداء عاجل، وجّهة أحدى الأهالي رسالة إلى محافظ سوهاج قالت فيها:”مستشفى المراغة الساعة 12 بليل مفهاش دكتور نبطشي! طب أنا آخد ابني أروح بيه فين؟ المستشفيات الخاصة بليل أقل كشف 150 جنيه غير العلاج والتحاليل يعني ممكن توصل لـ700 جنيه”.
وتابعت: “المواطن الغلبان يعمل إيه؟ اللي مش معاه فلوس يموت يعني؟ المستشفى المركزي مفهوش لا دكاترة ولا أجهزة، والأعضاء بتوع الدائرة مش بيظهروا غير في الانتخابات.. وبعدها المواطن مش مهم. حسبنا الله ونعم الوكيل.”
ويذكر أن اللواء عبد الفتاح سراج، محافظ سوهاج، كان قد افتتح المستشفى المركزي البديل في مايو الماضي، ليخدم أكثر من 830 ألف نسمة من أهالي المركز والقرى التابعة له، البالغ عددها 23 قرية .
لكن الأهالي يرون أن المستشفى لم يحقق حتى الآن الدور المنشود في تقديم الرعاية الصحية الكاملة، خاصة في فترات الطوارئ الليلية.
هذه الشهادات المتكررة تكشف حجم الأزمة التي يعيشها الأهالي، وسط مطالبات متزايدة بسرعة التدخل من وزارة الصحة ومحافظة سوهاج لإعادة تشغيل مستشفى المراغة بكامل طاقته وتوفير الكوادر الطبية المتخصصة، باعتباره الملاذ الوحيد لعشرات الآلاف من المواطنين الذين لا يملكون القدرة المادية أو الوقت للانتقال إلى مستشفيات أخرى.
كما أن الأهالي يطلقون نداء استغاثة إلى محافظ سوهاج ووزارة الصحة قبل أن يتحول غياب الرعاية إلى حصد أرواح.