صلاح البجيرمى
يشهد مطار القاهرة الدولي احتفالات كبرى بمناسبة مرور ستين عاما على إنشاء المطار وذلك فى الثامن عشر من شهر مايو من كل عام نحتفى سويا بمرور عام جديد على مسيرة البناء والتطوير التى لا تنقطع وتخليدا لذكرى افتتاح الرئيس جمال عبدالناصر لمطار القاهرة الدولى رسميا فى عام 1963 . نحتفل بهذه الذكرى الهامة التى لا تنسى مستلهمين دروس الماضى العريق ماضيين نحو رؤية جديدة لهذا الصرح الضارب بجذوره فى أعماق الزمن . والاحتفال هذا العام بمرور ستين عاما من عمر مطار القاهرة الدولى له خصوصيته التى تميزه عن كل عام فمنذ ايام قليلة وتحديدا فى 24 ابريل الماضى شهد مطار القاهرة الدولي أعلى نسبة فى معدلات تشغيل الرحلات الجوية في حركة السفر والوصول منذ تاريخ إنشائه حيث بلغ عدد الرحلات الجوية 612 رحلة ووصل عدد الركاب 82 ألف راكب على مدار اليوم حيث تم تصنيف المطار من المطارات الأعلي كثافة في الشغيل وعدد الركاب داخل القارة الأفريقية محققين بذلك تحديا جديدا يعد ثمرة الجهود المتراكمة لجميع العاملين فى ضوء خطة التطوير المستمرة التى تشهدها المطارات المصرية بصفة عامة ومطار القاهرة بصفة خاصة لما يتميز به من موقع جغرافى مميز وكونه بوابة مصر وأفريقيا الاولى وأقدم المطارات الافريقية وأكثرها عراقة وطاقة استيعابية .
وإيماناً بأهمية توثيق هذه المسيرة الممتدة نسترجع أهم المحطات فى رحلة صعود مطار القاهرة الدولى بداية من الفكرة والنشأة ومرورا بعمليات التطوير المستمرة .
كانت البداية أثناء الحرب العالمية الثانية عندما قامت القوات الجوية الأمريكية بالتعاون مع الجيش البريطانى بإنشاء مطاراً عسكرياً على بعد 5 كيلو مترات من مطار ألماظة، لخدمة قوات التحالف ، وسمى المطار باسم “مطار باين فيلد” نسبة إلى اسم أول طيار أمريكى قتل فى معارك الحرب العالمية الثانية . وكان المطار يضم مدرجين للطائرات، وبرج للمراقبة الجوية وأربعة حظائر للطائرات، والعديد من المبانى مما جعله كبيرا جدا اذا ما تمت مقارنته بالمقاييس التى كانت سائدة فى المطارات فى ذلك الوقت .
مصلحة الطيران المدنى المصرية
وفى 22 أبريل 1945 تم إنشاء مصلحة الطيران المدنى المصرية بعد أن كانت إدارة صغيرة تنتمى لوزارة الحربية.
وبعد ان وضعت الحرب اوزارها وفى 15 ديسمبر من عام 1946 انتقلت إدارة المطار مع كافة المطارات المصرية الأخرى إلى الجانب المصرى بعدما كانت تحت الإدارة البريطانية ، وبدأت مصلحة الطيران المدنى المصرية فى تجهيز مطار مدنى دولى ومن اجل استيعاب أكبر عدد من الركاب تم توسعة صالتى السفر والوصول وتم تخصيص مطار ألماظة للرحلات الداخلية.
مطار فاروق الأول
فى سنة 1946 تم تغيير اسم المطار من مطار باين فيلد ليصبح مطار فاروق الأول وبعد قيام ثورة يوليو تم تغيير اسم المطار من “مطار فاروق الأول” إلى “ميناء القاهرة الجوى”، وفى سنة 1955 تم اجراء بعض الدراسات لبناء مبنى جديد للركاب بدلاً من المبنى القديم، وذلك لمواكبة حركة السفر المتزايدة، وتم اختيار موقع المبنى الجديد بين المدرجين الرئيسيين.
إفتتاح مطار القاهرة
فى 18 مارس 1963 قام الرئيس جمال عبد الناصر بالافتتاح التجريبى لمبنى الركاب رقم 1 والذى استغرق تصميمه وتنفيذه ما يقرب من ثمانى سنوات إلى أن تم افتتاحه فعليا فى 18 مايو 1963، وظل المبنى يعمل بكفاءة عالية حتى وصل عدد الركاب فى عام 1970 إلى 1.268 مليون راكب، ونظراً لهذه الزيادة فى أعداد الوافدين إلى مصر فقد تم إنشاء صالة الركاب (رقم 2 وصول)، وفى عام 1977 وبعدها بعامين تم إنشاء الصالة ( رقم 2 سفر)
تصدر مطار القاهرة الدولى القائمة التى أصدرها المجلس الدولى للمطارات ” ACI ” لأول عشر مطارات إفريقية من حيث حجم حركة الركاب فى عام 2021 . كما جاء مطار القاهرة فى “المركز الثانى” فى حركة شحن البضائع.