الثلاثاء, 24 يونيو 2025, 8:38
أسواق عربية الرئيسية بنوك وتأمين

19.85 مليون دولار من البنك الأفريقي للتنمية لدعم الفئات الأكثر ضعفًا بالسودان

وافق مجلس إدارة مجموعة البنك الأفريقي للتنمية مؤخرًا على منحة قدرها 19.85 مليون دولار أمريكي على مدى عامين لدعم عملية إنسانية وبناء القدرة على الصمود في السودان، مع التركيز بشكل كبير على تحسين سبل عيش الفئات الأكثر ضعفًا وتخفيف آثار النزاع المستمر على المجتمعات والبنية التحتية.

وعلى المدى القصير، سيعمل مشروع “الاستجابة للأزمات من أجل المرأة والمجتمعات المتضررة في السودان”، الذي تشارك في تمويله اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على تدريب وتأهيل العاملين في الخطوط الأمامية، مثل العاملين في مجال الصحة، وأخصائيي المياه والصرف الصحي، وميسّري الأسواق. كما سيعمل المشروع على ترميم ما يصل إلى خمسة مرافق صحية وأربعة مراكز طوارئ في مناطق النزاع، بالإضافة إلى إعادة تأهيل أنظمة المياه والطاقة في المناطق الحضرية والريفية.

 

كما يُسهّل هذا التمويل إيصال المساعدات الغذائية الطارئة، مثل العدس والذرة الرفيعة، وغيرها من المواد الغذائية الأساسية، مثل أوراق الشاي والسكر. وسيحصل حوالي 60 ألف شخص على مُدخلات زراعية، كالأسمدة والبذور، هذا العام وحده. كما سيتم تقديم منح نقدية لدعم سبل العيش، مع التركيز على النساء وأسرهن، بالإضافة إلى الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

 

وبشكل عام، سيستفيد من المشروع 1.5 مليون سوداني، أي 265 ألف أسرة، غالبيتها تعولها نساء. كما سيستفيد منه النازحون داخليًا والمجتمعات المضيفة. ويُصنّف البنك مشروع “الاستجابة للأزمات من أجل المرأة والمجتمعات المتضررة في السودان” ضمن “الفئة 1” في نظام مؤشرات النوع الاجتماعي، مما يُشير إلى أن الهدف الرئيسي للمشروع يُعالج بشكل مباشر المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

قالت الدكتورة بيث دانفورد، نائبة رئيس البنك لشؤون الزراعة والتنمية البشرية والاجتماعية، عن المشروع “إن السلام والأمن والاستقرار حاجة ماسة للمجتمعات السودانية لتحقيق كامل إمكاناتها”.

وسيُساعد المشروع على استعادة الخدمات الاجتماعية والفرص الاقتصادية لبعضٍ من أكثر المجتمعات ضعفًا في البلاد. كما سيُعزز تمويل البنك استراتيجيًا الأنشطة الاقتصادية الشاملة والمرنة، مُساهمًا بشكل مُتعمد في بناء السلام.

ويُموِّل مرفق دعم البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية التابع للبنك، حصة البنك في المشروع، إذ يُوفر هذا المرفق، الذي أُطلق عام 2008، موارد إضافية بشروط مُيسَّرة للبلدان التي تواجه أوضاعًا هشة ونزاعًا.

وتتجاوز عملية الاستجابة للأزمات التي يُنفَّذها البنك بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر التدخلات الإنسانية قصيرة الأجل لتستثمر في الصمود طويل الأجل والتنمية المستدامة، مع التركيز على النساء والمجتمعات المتضررة. وتتبنى نهجًا قائمًا على التكامل بين العمل الإنساني والتنمية والسلام، يمزج الإغاثة الإنسانية العاجلة مع الجهود المبذولة لإرساء أسس التنمية والسلام طويلي الأجل. وبينما يُعالج المشروع النزاع باستجابة سريعة تُركِّز على الأمن الغذائي وغيره من دعم سبل العيش، يبقى تركيزه مُنصبًّا على التعافي المُبكر للمجتمعات المتضررة والنازحين.

وستعتمد اللجنة الدولية للصليب الأحمر على خبرتها الميدانية العميقة وحضورها العريق في السودان، وستعمل من خلال كوادرها وبنيتها التحتية الحالية. ويركز المشروع على توسيع نطاق الحلول المستدامة، بما في ذلك من خلال تعزيز قدرات جمعية الهلال الأحمر السوداني. وكجزء من ولايتها، ستعمل اللجنة الدولية أيضًا على تعزيز احترام القانون الإنساني الدولي، الذي لا يزال حجر الزاوية في الاستجابة الإنسانية في المناطق المتضررة من النزاع، وبالتالي حماية البنية التحتية والممتلكات المدنية.