الإثنين, 9 يونيو 2025, 8:43
نافذة الرأى

هشام مبارك يكتب : محمد منصور والمسئولية المجتمعية الغائبة

 

فلوس الناس :

بقلم : هشام مبارك

ردود فعل كثيرة تلقيتها من داخل مصر وخارجها تعقيباً على ما كتبته فى مقالى السابق عن رجل الأعمال الوطنى محمد منصور,الذي قلت فيه أني أشعر باستفزاز من قيامه بشراء نادى أمريكى بنصف مليار دولار, وتبرعه لحزب المحافظين البريطانى بخمسة ملايين استرلينى أنقذت الحزب من شبح الإفلاس.أغلب تلك الردود من أصدقاء مقربين لمحمد منصور وبعضها ممن يعملون معه بشكل أو بآخر.وأنا على يقين أن جميع من حرص على التفاعل كان هدفه الأول الدفاع عن الرجل الذي لم اطعن أبداً فى شرفه وفي صدق انتمائه لمصر رغم أن يعيش خارجها منذ سنوات طويلة.

أصدقاء منصور المقربين والعاملين معه قالوا لى أن الرجل تبرع ولا يزال يتبرع لأى مشروع وطني مصري وليس كل تبرعاته معلنة منها على سبيل المثال وليس الحصر ‏ ما فعله أيام قناة السويس الجديدة وتبرعه مشروع حياة كريمة وصندوق تحيا مصر وكذلك تبرعه لقمة المناخ التى استضافتها مصر منذ شهور فى شرم الشيخ.هذا غير اشياء اخري أحترم رغبة الصديق الذي أفصح لى عنها بعدم الاشارة إليها.

ورغم أني أعيد التأكيد على أنى لم اشكك فى وطنية الرجل لكني لا يزال لدي بعض الاسئلة تتعلق بحرص منصور على عدم الإعلان عما يفعله لبلده, حيث كنت أتمنى أن تكون هذه التبرعات في مصر وكذلك حجمها وأرقامها معلنة مثلما حرص محمد منصور علي اعلان تبرعاته خارج مصر حتى يعرف الرأي العام يعرف ويفهم مساهمة رجل أعمال بحجم منصور، وربما ساهم مثل هذا الإعلان أن يتخذه رجال أعمال قدوة لهم، حيث أن عدم الإعلان عن مساهمته في اقتصاد بلده، وإعلانه فى الخارج يأتى بنتيجة عكسية وتفسيراً سلبياً ويدع المساحة للقيل والقال والتشكيك في وطنية الرجل.ربما يقول قائل أن الحزب البريطانى هو الذي أعلن عن تبرعات منصور حيث القانون هناك يلزم أى حزب بالإفصاح عما يتلقاه من تبرعات وأسماء المتبرعين, لكن لماذا حرص منصور على إخفاء قيمة تبرعاته لمصر.هل كانت تلك التبرعات مثلاً هزيلة لا تستحق الإعلان عنها وأن الرجل قدمها ذراً للرماد فى العيون أم للموضوع جوانب أخرى خافية؟!.

وربما يقول قائل انه يكفى محمد منصور ان استثماراته فى مصر يعمل بها حوالى أربعة آلاف عامل لكن معروف أيضاً أنه لا يوجد رجل أعمال فى العالم يفتتح مشروعاً ويوظف فيه اعداداً كثيرة دون أن يأخذ فى اعتباره العائد على تلك الاستثمارات فلم نسمع عن رجل أعمال قد افتتح مشروعاً بداعى العطف والشفقة.أو أن نسبة الأرباح تأتى فى المرتبة الثانية عند التخطيط لأي مشروع. فى الخارج يدرك كبار رجال الأعمال جيداً مسئوليتهم المجتمعية,لكن تلك المسئولية المجتمعية مع الأسف غائبة عن ذهن كثير من رجال الأعمال المصريين الذين يضعون الربح ثم الربح ثم الربح على رأس أولوياتهم.أتذكر منذ سنوات سألت رئيس احدى شركات الأسمنت الشهيرة فى مصر عما تفعله الشركة للمجتمع المحيط بمصنعها الذي يبث سمومه فى المنطقة كلها,فعقد الرجل حاجبيه مندهشاً وتلعثم ببضع كلمات تؤكد ربما أن كان لأول مرة يعرف تعبير المسؤولية المجتمعية.

مرة أخرى أؤكد أنى لست ضد محمد منصور وأن للرجل رصيد عندى يجعلني اثق فى نواياه وأهدافه ولكن أنصحه مخلصاً بأن ليس كل الصمت فضيلة خاصة إذا أثر ذلك الصمت على سمعة الإنسان التى أعتقد أنها أعز ما يملك أى إنسان سواء كان فقيراً معدماً أو مليارديراً بحجم محمد منصور!.