في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين الكويت والصين، أكدت هبة عباس، المستشار الفني ورئيس لجنة الاستدامة في جمعية المياه الكويتية، أن التعاون بين البلدين يعد نموذجًا للشراكة الاستراتيجية القائمة على الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة.
وأشارت عباس على هامش الاحتفال بمرور 60 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلى أن هذه العلاقات تعود إلى عقود مضت، حيث بدأ الحلم يتحقق بفضل قادة عظماء، على رأسهم الشيخ جابر الأحمد الصباح، أمير الكويت الراحل، الذي أرسى أسس التعاون مع الصين، الدولة التي تُعد رمزًا للابتكار والتطور المستدام.
زيارة تاريخية أسست لعلاقات متينة
وأوضحت عباس أن الشيخ جابر الأحمد الصباح، عندما كان وزيرًا للمالية والصناعة والتجارة، قام بزيارة تاريخية إلى الصين في الفترة من 12 إلى 14 فبراير 1965، مشيرةً إلى أن هذه الزيارة كانت خطوة جريئة في وقت كانت فيه الكويت من أوائل الدول الخليجية التي تسعى لتعزيز العلاقات مع بكين، مما مهد الطريق لعقود من التعاون المستمر والتفاهم المشترك بين البلدين.
وأضافت أن هذه الزيارة لم تكن مجرد حدث دبلوماسي عابر، بل كانت بداية لعلاقة اقتصادية وسياسية متميزة، حيث أثبتت الكويت على مر السنين أن العلاقات الاقتصادية الناجحة لا تُبنى فقط على المصالح المادية، بل على الثقة المتبادلة، مشيرة أن التجارة بين البلدين شهدت توسعًا كبيرًا، مثل شجرة تُثمر في كل فصل، مما يعكس عمق الروابط بين الكويت والصين.
تعزيز التعاون الاستراتيجي
وتابعت عباس أن قوة هذه العلاقات تجلت في الزيارة الرسمية الأخيرة لأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى بكين، حيث التقى بالرئيس الصيني شي جين بينغ، مؤكدةً أن هذه الزيارة لم تكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل كانت تجسيدًا لالتزام البلدين بتعزيز التعاون الثنائي في مجالات حيوية مثل الطاقة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار.
ميناء مبارك الكبير
وأشارت عباس إلى أن أحد أبرز المشاريع التي تجسد هذا التعاون الاستراتيجي هو ميناء مبارك الكبير، الذي يمثل بوابة لوجستية رئيسة تعزز مكانة الكويت كمركز إقليمي للتجارة والنقل البحري. وأكدت أن هذا المشروع الطموح، الذي يتماشى مع رؤية الكويت 2035، لا يخدم فقط المصالح الكويتية، بل يتقاطع مع الاستراتيجية الصينية لتعزيز تواجدها التجاري في المنطقة عبر بنية تحتية متطورة.
مستقبل واعد للشراكة الكويتية الصينية
وأضافت عباس أن المستقبل يحمل فرصًا كبيرة لتعزيز العلاقات بين البلدين، خاصة مع تزايد الاستثمارات الصينية في الكويت، لا سيما في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى التعاون في مشاريع البنية التحتية الكبرى.
وأكدت أن الشراكة بين البلدين ستدخل مرحلة جديدة أكثر ديناميكية، مدفوعة بالتحديات العالمية الحالية في مجالات الاقتصاد والطاقة، والتي تدفع الدولتين إلى توثيق التعاون لمواجهة هذه التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة.
واختتمت عباس بأن العلاقات الكويتية الصينية لم تعد مجرد تعاون اقتصادي أو تبادل تجاري، بل أصبحت نموذجًا لعلاقة استراتيجية قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. ومع استمرار تعزيز هذه الشراكة، تبقى الكويت والصين شريكتين رئيسيتين في صياغة مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا لمنطقة الشرق الأوسط والعالم.