الخميس, 21 نوفمبر 2024, 17:50
الرئيسية مقال رئيس التحرير

مباشر | “أبو الهول” فى البنك المركزي !!

 “أبو الهول” فى البنك المركزي !!

البنك المركزى المصرى هو ميزان الاقتصاد المصرى وصاحب الضربة القاضية فى جولات المصارعة بين الدولار والجنيه المصرى ، ولأن عمليات الرهان كبيرة كانت ناجحة للمضاربين فى الجولات السابقة، إلا أن الجولات الحاسمة لم تبدأ بعد.

 ورهان تقديم جولة استباق اجتماع صندوق النقد الدولى كانت مراهنة خاسرة من تجار الدولار، فقد احبط المركزى كل الرهانات التى كانت تتوقع للدولار أن يتخطى الأربعين جنيها فى هذه الجولة، رغم أن المركزى لم يوجه أى ضربات وإنما اكتفى بالسكوت وعدم الرد وهو ما فسره البعض بأن القرارات ستخرج فجرا أو مع ضوء الصباح، ولكن أقوال كانت سرابا للناظرين.

وبات الانتظار يقلق التجار والمراهنين أكثر لأن صمود المركزى جعل المضاربين يخسرون حالات الصعود غير المبررة وارتفاع المضاربات على العملة الخضراء ، بل حدث العكس فالموافقة على قرض صندوق النقد الدولى ، وعدم خروج تصريحات أو قرارات جعلت الدولار يهبط فى السوق الموازية ليلامس الثلاثين جنيها بعد أن كان يتراوح بين ٣٥ الى ٣٨ جنيها مقابل الدولار الواحد .

والتحليل يؤكد أن صمت البنك المركزى أقوى من الكلام، وبالتالى فإن البيانات التى تصدر من شركة علاقات عامة تحدث بلبلة ولبس أكثر منها إفادة للوضع الاقتصادى المتأزم بين اشاعات ومضاربات تضر وتشوه سمعة الاقتصاد المصرى خارجيا وتتناقلها وسائل إعلام بلغط شديد ودون معلومات موثقة.

و عليه أن يكون مثل صمت أبوالهول فهذا الشخص لا يحتاج لابتسامات يوزعها أو أيدى خفية تلصق عنه أقوالا بالرفيع المستوى، وبالتالى فإن البيان الرسمى الموثق الذى يصدر عقب اجتماع لجنة السياسة النقدية هو المعتمد وهو ما يجب أن يذكر للجميع، وتبقى قرارات الخميس هى الفيصل فى كون أبوالهول رمز التاريخ العريق قادر على تجاوز الحملات الخارجية التى تريد أن تهدم اقتصاد مصر ، أم يصمد ويتلقى شظايا تنال من أنفه ولكن لم تحرك صموده أو تنال كبرياؤه . صمود المركزى هز المضاربين، وعدم اتخاذ قرارات الاجتماع القادم سيجعله ينتصر فى أول جولات النهائيات ، والاكتفاء برصد التضخم ومعالجته وتحليل البيانات الخارجية هو غاية للوصول بالاجتماع إلي بر الأمان.

قوة أبوالهول فى قلعة اقتصاد مصر تحتاج لمن يقف معها وليس هز استقرارها .