الجمعة, 20 سبتمبر 2024, 9:52
الرئيسية صحة ودواء

مؤتمر يطرح تساؤلا : المضادات الحيوية لقتل البكتيريا أم الفتك بأعضاء الجسد ؟

مني السيد

نظمت الهيئة العامة للرعاية الصحية، اليوم، المؤتمر الطبي الثاني للاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات ومكافحة العدوى (AMR)، وحضره الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للصحة والوقاية (الرئيس الشرفي للمؤتمر)، والدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروعي التأمين الصحي الشامل وحياة كريمة بوزارة الصحة والسكان (رئيس المؤتمر)، والدكتورة مها الرباط، وزير الصحة الأسبق، والدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، والدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، والدكتور أحمد الشاذلي، المدير الإقليمي لشركة فايزر بمصر والسودان .
وأكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، ضرورة تكاتف الجهود لمجابهة سوء استخدام مضادات الميكروبات، وتحسين الوعي العام، إلى جانب مراقبة الكائنات الحية المقاومة، وتنفيذ الممارسات القائمة على الأدلة لمنع العدوى ومكافحتها، لافتًا إلى أن مصر لديها إمكانات عظيمة وكوادر متميزة حيث قضت على البلهارسيا، وشلل الأطفال، والالتهاب الكبدي الوبائي، كما أدارت جائحة كوفيد بحرفية شديدة، مشيرًا إلى أنه من بين أكثر من 10 أمراض تسبب الوفاة على مستوى العالم، منها 4 أمراض متعلقة بالجهاز التنفسي، لذا من الضروري الاستخدام الجيد لمضادات الميكروبات، ووضع خطوط عريضة في كل تخصص طبي بشكل علمي ومماثل لمختلف دول العالم، وتابع: ينبغي أن نتجه إلى تصنيع الأدوية الجديدة وذات الفاعلية الأكبر حيث أن الابتكار الدوائي يسهم في مكافحة المقاومة البكتيرية.

وقال الدكتور أحمد السبكي، سيقوم فريق من الخبراء على رصد وتحديد مسببات مقاومة مضادات الميكروبات داخل مجمع الإسماعيلية الطبي، خاصة في وحدات العناية المركزة، ومن المقرر أن يصدر المجمع تقريرًا عن نتائج البحوث التي تمت داخله لمحاربة مقاومة مضادات الميكروبات، وكذلك خطط التدريب للفرق الطبية لرفع كفاءتهم مما سيسهم في تطوير منظومة الخدمات الصحية ويعود بالنفع على المرضى والعاملين بالقطاع الصحي، كما سيسهم المجمع الطبي في وضع البروتوكولات الاسترشادية لمحاربة مقاومة مضادات الميكروبات بكافة المستشفيات والمراكز الطبية التابعة لمنظومة التأمين الصحي الشامل بمختلف محافظات الجمهورية.
وأضاف، أنه سيتم نشر نتائج هذه البحوث في مجلات ودوريات علمية إقليمية وعالمية لتناقل الخبرات، فضلًا عن المشاركة في المؤتمرات المختصة باستراتيجية الاستخدام الأمثل والرشيد لمضادات الميكروبات، مما يسهم في تعزيز ريادة هيئة الرعاية بإمكاناتها الخدمية والرعاية الصحية، ووضعها على خارطة البحث العلمي للرعاية الصحية والأنظمة الصحية العالمية.
وأشار الدكتور أحمد السبكي، إلى أن تطبيق برنامج الاستخدام الآمن لمضادات الميكروبات يمثل أفقًا جديدًا للرعاية الصحية في مصر، وموضحًا أن مقاومة المضادات من أكبر المخاطر التي تعترض الصحة العالمية والأمن الغذائي بسبب إساءة استعمالها عند إعطائها للإنسان والحيوان، حيث بات علاج عدوى الإلتهابات المتزايدة أقل تأثيرًا بعد تضاؤل فعالية المضادات الحيوية التي تؤدي مقاومتها من الميكروبات إلى تمديد فترة الإقامة في المستشفى، وارتفاع التكاليف الطبية حسب تقديرات البنك الدولي لأكثر من 30%، وزيادة معدل الوفيات حيث تتسبب في وفاة 1,270 مليون شخص سنويًا بشكل مباشر، ووفاة 5 مليو شخص سنويًا بشكل غير مباشر حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، منوهًا بأنه وفقًا لتوقعات المنظمة ستكون مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية السبب الرئيسي للوفاة عام 2050.
وأكد السبكي، أن هيئة الرعاية تبنت استراتيجية واضحة واتخذت خطوات عديدة على أسس علمية عززت مسارها الناجح في تقديم الرعاية الصحية المأمونة للمرضى والحد من مقاومة مضادات الميكروبات، وأهمها اتفاقية إعلان الأقصر للحوكمة الإكلينيكية بما يضمن ترشيد استخدام المضادات الحيوية واستخدام
الدواء بشكل آمن وفعال، وتعزيز الترصد والبحث عن طريق وإنشاء وحدة لتقييم استخدام الأدوية والملائمة الدوائية تستهدف تحسين جودة الرعاية وفعالية الدواء والحد من سوء استخدام الدواء، ووحدات أخرى لليقظة الدوائية بالتنسيق مع هيئة الدواء المصرية لوضع استراتيجية للحد من مخاطر الآثار الجانبية والتفاعلات العكسية للدواء، إضافة إلى العديد من المبادرات التي تبنتها الهيئة لزيادة الوعي العام بالاستخدام الأمثل للأدوية ومنها مبادرة جرعة وعي لدوا صح، فضلًا مبادرة الممارسة الدوائية المتميزة لحوكمة استخدام الدواء وترشيد استخدام المضادات الحيوية .

وأضاف السبكي، إلى أنه يوجد نظام للترصد الكامل داخل 11 مستشفى من مستشفيات هيئة الرعاية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، والعمل ببرنامج النقاط المضيئة للاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية في أكثر من 10 مستشفيات بالتنسيق مع هيئة الدواء المصرية، وذلك فضلًا عن أنه في إطار التزام مصر أمام العالم باتفاقية مسقط الناتجة عن المؤتمر الوزاري العالمي الثالث حول مقاومة مضادات الميكروبات قدمت المنشآت الصحية التابعة للهيئة تقاريرها من مراقبة مضادات الميكروبات خلال النصف
الأول من هذا العام، وبنسبة أكبر من المتفق عليها، حيث تم الإتفاق على نسبة 60% وتعدت هذه النسبة في منشآتنا لنسبة تصل إلى 70% مما يدل على إنجاز واجتياز المستهدف.
ونوه، إلى جهود منظمة الصحة العالمية مع هيئة الرعاية في وضع الخطط التنفيذية لتطبيق برنامج مقاومة مضادات الميكروبات بالمنشآت الصحية، وذلك في إطار التوجه العالمي للتصدي لاستخدام مضادات الميكروبات، وتدريب الكوادر الطبية لإطلاعها على آخر المستجدات العالمية في هذا المجال، مشيرًا إلى تدريب من قبل فريق WHO لفريق مكافحة العدوى والأطباء والصيادلة وأطباء معامل الميكروبيولوجي، وذلك لاستخدام منظمة الصحة العالمية في تسجيل نتائج معامل الميكروبيولوجي لعمل أنتيبيوجرام وهو عبارة عن تجميعة لكل معامل الميكروبيولوجي وينتج عنها استخدام أمثل وبيان لنسب النجاح في العلاج والاستخدام الأمثل المضادات الحيوية وماهية الأدوية المضادة للميكروبات والتي يمكن مقاومتها، ومنها توثيق النتائج وتجميعها آخر العام لتحديد كيفية شراء المضادات الحيوية وكيفية وضع الخطط العلاجية حسب كل منشآة صحية والأقسام داخلها مما يؤكد نجاح وفعالية استخدام المضادات الحيوية او مضادات الميكروبات في هذه المنشآة والقسم، وبذلك نكون قد استخدمنا جميع انواع استراتيجيات الاستخدام الأمثل للمضادات الميكروبية حسب المعايير العالمية.

وأشار الدكتور أحمد السبكي، إلى أن إطلاق هذا المؤتمر الهام يأتي في إطار التزام هيئة الرعاية الصحية بتعزيز مستوى الرعاية الصحية وتطوير المعرفة والممارسات الحديثة في مجال استخدام مضادات
الميكروبات ومكافحة العدوى، حيث يجمع المؤتمر مجموعة متنوعة من الخبراء والمهتمين في المجال الطبي لتقديم المحاضرات والمشاركة في النقاشات المثمرة لتبادل المعرفة والتجارب وتعزيز التعاون بين الأطباء والصيادلة والممرضين والباحثين والمختصين في هذا المجال، مؤكدًا أنه فرصة كبيرة للتواصل فيما بينهم للتعرف على أحدث الابتكارات والأبحاث في هذا المجال المهم.
وتابع: نتطلع إلى مشاركة معرفتنا وتجاربنا مع الجميع من خلال هذه الفعالية الرائدة في مجال مضادات الميكروبات ومكافحة العدوى، ونشكر جميع الداعمين والشركاء الذين ساهموا في تحقيق هذا الحدث الهام، لتحقيق تقدم كبير في تحقيق هدفنا المشترك في تعزيز سلامة المرضى وتحسين جودة الرعاية الصحية، مشيرًا إلى السعي للاعتماد الدولي لمستشفى النصر التخصصي التابعة للهيئة ببورسعيد كأول مركز متميز ضمن البرنامج العالمي للاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات ومكافحة العدوى.

و أكدت الدكتورة نعيمة القصير، أهمية الدور المركزى الذى تلعبه الرعاية الصحية فى منع ظهور وانتشار مقاومة مضادات الميكروبات، لافتة إلى أن الطبيعة العالمية لمقاومة المضادات تتطلب استجابة عالمية تماشيًا مع نهج الصحة الواحدة One Health، وأنه يجب التشجيع على الاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات محذرة من خطورة الاستخدام غير الرشيد لها، ولافتة إلى أن الاستخدام الخاطئ لمضادات الميكروبات يتسبب فى وفاة 5 ملايين مواطن عالميًا.
وتابعت القصير، مؤكدة أهمية المؤتمر الطبي لتبادل الخبرات بين الجميع في خطوة مهمة ضمن تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية لمواجهة الاستخدام غير الآمن لمضادات الميكروبات وحماية صحة المصريين من مخاطرها، لافتة إلى أهمية التركيز على التدريب الكامل للأطباء والصيادلة وأعضاء الفريق الصحي المعنيين على أحدث بروتوكولات العلاج وخاصة المضادات الحيوية، إلى جانب زيادة وعي الجمهور العام حول الاستخدام الرشيد لها، ومؤكدة أهمية ذلك موضحة أنه إذا حدثت مقاومة من جانب الميكروبات والفيروسات للأدوية يمثل ذلك خطرًا وجائحة كبيرة، مثلما رأينا ذلك في جائحة فيروس كورونا.

وأشار الدكتور عمرو قنديل، أنه تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمقاومة المضادات الحيوية كخطوة حاسمة للتصدي لظاهرة انتشار الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، والتي تشكل تهديدًا عالميًا للصحة والعلاجات الطبية، وتتضمن عدة مبادئ أساسية، أبرزها تعزيز التوعية والتثقيف لدى الجمهور، وتدريب المهنيين الصحيين حول الاستخدام السليم لمضادات الميكروبات وأهمية التقليل من استخدامها غير الضروري، وتعزيز البحث والتطوير في مجال العلوم الحيوية والمضادات الحيوية، وتعزيز التدابير الوقائية والسيطرة على العدوى، فيما ترتكز الاستراتيجية الوطنية لمقاومة المضادات الحيوية إلى تعاون شامل بين الحكومة والقطاع الصحي والباحثين والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني، لتحقيق الأهداف المنشودة في مجال مكافحة المقاومة المضادة وضمان صحة المجتمع واستدامة العلاجات الطبية.