في خطوة وُصفت بأنها بداية فصل جديد في تاريخ الطاقة بكازاخستان، انطلقت في قرية أولكن، بإقليم ألماتي، الأعمال الاستكشافية الهندسية لإنشاء محطة نووية عالية القدرة، هي الأولى من نوعها في العصر الحديث للبلاد. المشروع الذي يجمع بين الخبرة الروسية والتطلعات الكازاخستانية، يُنفذ وفق أعلى المعايير الدولية للسلامة والجودة، ويهدف إلى ضمان أمن الطاقة ودفع عجلة التنمية الاقتصادية لعقود قادمة.
بدأ خبراء “روساتوم” بحفر أول بئر استكشافية وأخذ عينات من التربة، لدراسة الاستقرار الزلزالي والخصائص الهيدروجيولوجية والبيئية للموقع.
ومن المقرر تنفيذ ما لا يقل عن 50 بئراً بعمق يتراوح بين 30 و120 متراً، قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن الموقع الدقيق للمحطة.
وتعد هذه المرحلة حجر الأساس لسلامة وكفاءة المشروع، حيث تخضع المنطقة لدراسة شاملة تضمن التوافق مع المعايير الوطنية والدولية، والحد من المخاطر البيئية والتكنولوجية، ووضع أساس متين لتصميم المحطة.
وفي هذا السياق، قال أليكسي ليخاتشوف، المدير العام لشركة “روساتوم”:”إن بدء الاعمال الاستكشافية الهندسية في أولكن يمثل الخطوة الأولى نحو إنشاء أول محطة نووية عالية القدرة في التاريخ الحديث لكازاخستان. نركز في هذه المرحلة على دراسة دقيقة للموقع لضمان ملاءمته الكاملة للمحطة المستقبلية.كما ان روساتوم على استعداد لتوظيف خبرتها المتراكمة لتنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي المهم لتنمية كازاخستان”.
من جانبه أكد ألماسادام ساتكالييف رئيس وكالة الطاقة الذرية لكازاخستان:”اليوم نخطو الخطوة الأولى، لكنها خطوة تحدد مسار كازاخستان نحو تأسيس قطاع عالي التقنية جديد لخدمة اقتصادها الوطني. نحن واثقون أن هذه المحطة النووية ستمنح دفعة قوية لتنمية المنطقة، بدءاً من إنشاء بنية تحتية حديثة ووصولاً إلى مدارس ورياض أطفال ومرافق اجتماعية جديدة. إنه خيار استراتيجي لكازاخستان ومحرك للنمو الاقتصادي الإقليمي والوطني على المدى الطويل”.
ومن المقرر أن تعتمد المحطة المستقبلية على مفاعلات VVER-1200 مفاعلات ماء مضغوط بقدرة كهربائية 1200 ميجاوات من الجيل الثالث+، والتي تلبي أعلى معايير السلامة الدولية، وتُستخدم بالفعل في محطات عاملة أو قيد الإنشاء في روسيا وبيلاروس وتركيا وبنجلاديش ومصر والصين. ويبلغ العمر التشغيلي للمفاعل 60 عاماً، مع إمكانية تمديده 20 عاماً إضافية.
وخلال الحفل، وجه موظفو محطات الطاقة النووية في لينينغراد، أكويو (تركيا)، بيلاروس، باكش-2 (المجر)، وروبّور (بنجلاديش)، التي تعمل او تحت الانشاء VVER-1200، رسائل دعم لأهالي أولكن، متمنين النجاح للمشروع ومؤكدين أهمية الطاقة النووية في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة.