60 عاما هى الفرق بين حلم فؤاد المهندس فى فيلم ( عائلة زيزى ) وحلم محمود عصمت وزير قطاع الأعمال، فالاثنان حلمهما أن ( المكنة نطلع قماش ) ، ومنذ عام 1963 ، وحلم ماكينات الغزل المصرية تطلع قماش فى صورته النهائية يداعب خيال المصريين ، لأنهم من يملكون العلامة التجارية ذات الثقة وهى القطن المصرى ، الذى يجذب أى عميل فى كل العالم .
ومن عائلة زيزى لعائلة قطاع الأعمال يستمر الحلم ، والوزير محمود عصمت صاحب الجولات المكوكية من القاهرة للمحلة ، لا ينام ولا يفكر الا فى حلمه ( المكنة تطلع قماش ) ، مع الفارق بين أحلام فؤاد المهندس القديمة ولكنها الحالة النفسية المتلازمة فى عدم الراحة ، وعدم التفكير فى شىء حتى يسعد بأن يشاهد القماش يخرج من الماكينة .
وقماش محمود عصمت مختلف عن قماش فؤاد المهندس ، لأن عصمت يحلم بمشروع قومي عملاق ، لتطوير صناعة الغزل والنسيج ، واعتبرها مهمة قتالية ، فقام بتحديث المصانع المتهالكة ، وأنشأ مصانع جديدة ، ودرب العمال ، وأعطى للمهندسين خبرة التعامل مع التكنولوجيا الحديثة للماكينات الجديدة ، والتقى بأصحاب المصانع الخاصة الذين يستورودون أقمشة بنوعيات خاصة ، وغزل بأحجام نادرة ، وحلم عصمت بات الأن هو حلم طلعت حرب وليس حلم فؤاد المهندس .
حلم قلعة الصناعة النسيجية المصرية بالمحلة الكبرى التى تكفى السوق المحلى وتتربع على السوق العالمى .
وزير قطاع الأعمال العام لا يدير شركات بمفهوم من سبقوه فى اعادة التأهيل والخصخصة ، وتصفية الشركات الرابحة وتسريح عمالة الشركات الخاسرة ، وانما يعمل بفكر وزير صناعة ، يريد ان تكون لمصر صناعة قوية سواءا فى القطاع العام ، أو القطاع الخاص الذى يشد من أزره ويوفر له ما يحتاجه من خامات بعيدا عن المستورد الذى يكلفه عملة صعبة وأسعار أغلى يتحملها منتجه النهائى .
خطة التطوير التى يعمل عليها محمود عصمت ، تشمل جميع المراحل المتعلقة بالصناعة فى كافة المحافظات بداية من زراعة محصول القطن وصولا إلى صناعة الملابس كمنتج نهائي مرورا بالصناعات التحويلية الأخرى مثل الأعلاف والزيوت وغيرها.
التفاصيل الجانبية بعيدا عن الصناعة شغلت بال عصمت أيضا فقام اليوم ، بجولة ميدانية داخل “غزل المحلة” ، وخارج الأسوار فى الشوارع المحيطة ، والطرق الرئيسية التى تربط المصانع بالمحافظات المختلفة ، وحصر على الطبيعة المشاكل والمعوقات التى يمكن ان تسببها الطرق لحركة سيارات النقل القادمة والخارجة من المصنع للمحافظات المختلفة ، وعقد لقاء مع طارق رحمي محافظ الغربية ومسؤولي الشركة والقائمين على تنفيذ المصانع الجديدة ، ومسئولى محافظة الغربية للانتهاء من كافة الطلبات المدرجة وحلها فى أقرب وقت .
منها إعادة رصف الطرق المؤدية إلى الشركة و فتح محاور جديدة تربط الشركة بالمحور الجديد خارج المدينة، و مراجعة الدراسات المرورية، ورفع كفاءة البنية التحتية استعدادا للتعامل مع الإنتاج الجديد، و ما يحتاجه من دخول مستلزمات صناعة ومواد خام .
ثم عقد الوزير اجتماعا مع مساعدوه ومسئولى المصانع لتنفيذ المشروع فى توقيتاته المحددة و أعمال البنية التحتية للمصانع الجديدة والمطورة، وموقف تركيب الماكينات الحديثة وتدريب العاملين وكذلك التواصل مع شركاء العمل من القطاع الخاص لتوفير احتياجاتهم من أجود الغزول الرفيعة اللازمة للصناعة بدلا من استيرادها ومراجعة خطة تسويق المنتج الجديد عالى الجودة محليا وعالميا.