الخميس, 21 نوفمبر 2024, 20:03
الرئيسية بنوك وتأمين طاقة

عاجل | نصف مليار شخص في إفريقيا محرومين من الكهرباء

عبير فؤاد

قال البروفيسور إكينوومي أديسينا رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية علي التزام البنك الأفريقي للتنمية بمساعدة البلاد على تدعيم أُطرها المؤسسية والتنظيمية وتطوير مرافق قوية، وهما عاملان أساسيان لازدهار قطاع الكهرباء.

وأضاف أن أكثر من نصف مليار شخص في مناطق بأفريقيا محرومين من الحصول على الكهرباء. علي الرغم مما حباها الله من موارد طاقة هائلة، ولكنها لا تزال غير مستغلة.

وحذر أديسينا من أنه بدون الحصول على طاقة مستدامة بأسعار معقولة للمستخدم وبشكل مستدام دون انقطاع، لن تحقق المنطقة تطلعاتها الإنمائية أو التحول الاقتصادي المنشود لانتشال الملايين من الفقر ودفع مسيرة التنمية الشاملة. واصفاً الشراكة بمثابة اتفاق لإعطاء الأمل لأفريقيا، وهو أمل نأمل بقدرتنا معنا على تحقيقه.

مضيفا “لقد بدأنا العمل وقد استطعنا بالشراكة على الصعيد العالمي في زيادة نسبة الوصول إلى الكهرباء في أفريقيا إلي 57% من خلال إنفاق 18.9 مليون دولار. ونطمح بالوصول الي 50 مليون بحلول 2030”. وذلك من خلال فتح قنوات الشراكة مع مجموعة البنك الدولي والاتحاد الأفريقي وبالتعاون مع الشركاء، لتوجيه الجهود لتطبيق الحلول المالية والفنية المبتكرة الضرورية لتسريع توفير الكهرباء بمعدلات تواكب النمو السكاني.

و هذه الحلول المبتكرة تهدف إلي زيادة مساندة الشبكات الصغيرة التي تعمل بمصادر الطاقة المتجددة، وأنظمة الطاقة الشمسية التي تعمل خارج نطاق الشبكة العمومية، والتي تستطيع توفير إمدادات الكهرباء المستدامة من خلال الطاقة الشمسية لمنشآت الرعاية الصحية والمستشفيات والمدارس.

كما تعهد ممثلون عن المجتمع الدولي بتوفير الطاقة للجميع، وبخاصة لأفريقيا التي يعاني أكثر من 600 مليون مواطن فيها من الحرمان من الكهرباء بما يوازي نحو 83% من سكان العالم المحرومين عن خدمات الطاقة والكهرباء.

وهو ما يعني توفير التمويلات اللازمة واستراتيجيات العمل المشترك مع الحكومات لإتاحة مصادر الكهرباء الفعالة ومناسبة التكلفة لنحو 300 مليون مواطن في أفريقيا خلال الست سنوات القادمة بحلول 2030.

وهذا الإلتزام الدولي أعلنه أجاي بانجا رئيس مجموعة البنك الدولي، وأكينوومي أديسينا رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، خلال اجتماعات مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والذي اختتمت فعالياته أمس.

وتم مناقشة القضايا التي تركز على الآفاق الاقتصادية العالمية والتنمية المستدامة ،وذلك بمشاركة محافظي البنوك المركزية ووزراء المالية والتنمية بجانب عدد من ممثلي القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين.

تبرز الآليات المتعددة والحلول التكنولوجية المبتكرة لإتاحة الكهرباء بوصفها عاملاً هاماً لدعم تنفيذ الشراكة الطموحة نحو توفير الكهرباء لأفريقيا. والتي ترتكز علي تعزيز البنية التحتية وطرح فرص تشاركية واستثمارية بمشاركة المتخصصين من القطاعين الحكومي والخاص وشركاء التنمية الدوليين بهدف تحقيق السرعة والاستدامة في توفير الكهرباء بمعدلات تواكب الاحتياجات السكانية.

يأتي هذا في الوقت الذي تشير فيه التقديرات إلى الحاجة إلي زيادة الاستثمارات في البلاد النامية بواقع سبعة أضعاف بحلول عام 2030 للتمكن من توفير الكهرباء للجميع. ويتوقع أن يأتي ثلثي هذه الاستثمارات من القطاع الخاص.

وهو ما يتطلب اجتذاب الاستثمارات لكسب التمويلات المالية اللازمة، وتعزيز البينية التحتية وإدارة المرافق التي يمكنها نقل وتوزيع الكهرباء لتحقيق الاستدامة، والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، مع تعزيز البيئة الداعمة من اللوائح والسياسات التنظيمية لتوفير الضمانات وتقليل المخاطر المحتملة.

من جانبه تحدث أجاي بانجا رئيس مجموعة البنك الدولي عن استغلال الفرص والتكنولوجيات الحديثة بوصفها الحل لخلق رؤية أوسع للعالم الذي نريده في أجواء عاصفة من التحديات الدولية التي تعج بأزمات الفقر والتعثر الاقتصادي، وتغير المناخ، وتزايد الصراعات والحروب. مما أدي إلى تباطؤ الهدف العالمي في توفير خدمات الطاقة والكهرباء. وهو ما يستدعي حله بدعم العمل المشترك بيننا وبين الحكومات والقطاع الخاص على حد قوله.

مستطرداً: إذ كان توفير الطاقة هو محور هام للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فإن الاستثمار في قطاع الكهرباء أمر متزايدا الأهمية لتوفير الطاقة النظيفة ومواجهة التغيرات المناخية من خلال زيادة استخدام الطاقة المتجددة وتحقيق كفاءة استخدام الطاقة، مع الخفض التدريجي للوقود الأحفوري.

استكشاف قوة العمل الجماعي ودور القطاع الخاص في تحقيق هدف توفير الطاقة لأفريقيا كان محور حديث أكينوومي أديسينا رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، الذي يؤمن أن تيسير الحصول على الطاقة أصبح أمراً حتمياً للتنفيذ السريع لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة لأهلها. واصفاً الشراكة الجديدة بالطموحة بسبب ما تستهدفه من إتاحة الحصول على الطاقة لنحو 300 مليون أفريقي بحلول 2030، ونطمح أن نحقق ذلك في أقرب بحلول 2025 وهو تحدي طموح- بحسب قوله- ولكن يمكن تحقيقه، وفي المقام الأول بالاستفادة من الموارد المتجددة.

وجانب هام طرحه المتخصصون خلال المناقشات لرؤيتهم حول الحديث في تكنولوجيا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتي أحدثت ثورة في قطاع الكهرباء. حيث أكد كيفن كاريوكي نائب الرئيس لشؤون الكهرباء والطاقة والمناخ والنمو الأخضر بالبنك الأفريقي للتنمية علي التحول إلي تكنولوجيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بوصفها نقطة تحول وبخاصة للبلاد النامية. إذ تتميز بالوفرة والقدرة التنافسية من حيث التكلفة، كما أنها مصدر للحصول على إمدادات كهرباء منتظمة عندما تقترن بتخزين الطاقة بالبطاريات.

بجانب أهمية استنساخ التجارب الناجحة والتأكيد على هيكلة المشاريع لتحقق الهدف المرجو منها بدون تحميل تكلفة مرتفعة. مع التركيز على جذب الاستثمارات الي مشاريع التوصيل من خلال الشبكات العامة وغير العامة على السواء.

حيث تقدم شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة حلاً لتوفير كهرباء عالية الجودة دون انقطاع لنحو نصف مليار مواطن في المناطق المحرومة من الخدمات. بما يؤهلها لتكون الحل الأقل تكلفة لسد فجوة الحصول على الطاقة بحلول عام 2030. ومن المقدر أن يشارك الاستثمار الخاص في توفير 43% من مشاريع توصيل الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة في المناطق التي يصعب ربطها بالشبكات المعتادة.