الأحد, 15 يونيو 2025, 4:30
الرئيسية طاقة

عاجل | مصر تشغل محولًا جديدًا بالسد العالي لتوفير 269 مليون دولار سنويًا في الوقود

أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن الدولة تولي اهتماماً كبيراً بالمحطات المائية لتوليد الكهرباء، وعلى رأسها محطة السد العالي، في إطار خطة دائمة للتطوير وزيادة العمر الافتراضي للمحطات ورفع كفاءة التشغيل وخفض الاعتماد على الوقود التقليدي.

جاء ذلك خلال زيارة ميدانية أجراها الوزير، اليوم السبت، إلى محطة توليد كهرباء السد العالي بمحافظة أسوان، حيث شهد بدء تشغيل أول محول قدرة بعد تجديده وربطه بالشبكة القومية، وذلك ضمن خطة إحلال وتجديد محولات ووحدات محطات السد العالي وأسوان 1 و2، والتي تهدف إلى رفع كفاءة الأداء، وتحقيق استقرار الشبكة، وإضافة 300 ميجاوات جديدة إلى إجمالي الطاقة المولدة، بتكلفة بلغت 52 مليون يورو، و226 مليون جنيه.

وتابع الوزير خلال جولته سير العمل ومعدلات التنفيذ، ضمن مشروع تطوير المحطة وزيادة قدرتها الإنتاجية من 2100 إلى 2400 ميجاوات، بما يسهم في تحقيق وفر سنوي في استهلاك الوقود يعادل نحو 269 مليون دولار، فضلاً عن إطالة العمر الإنتاجي للمحطة، التي تُعد من مصادر الطاقة النظيفة، وداعماً رئيسياً لاستقرار الشبكة الكهربائية الموحدة.

وأوضح الوزير أن مشروع الإحلال والتجديد يأتي في إطار استراتيجية الدولة للطاقة، التي تستهدف رفع نسبة مساهمة الطاقات المتجددة إلى 42% بحلول عام 2030، و65% بحلول عام 2040، مشيراً إلى أن الطاقة المائية تُعد حجر الزاوية في استقرار الشبكات، خاصة مع تزايد الاعتماد على طاقتي الشمس والرياح.

واستعرض الدكتور محمود عصمت الموقف التنفيذي لمشروع تطوير محولات القدرة، واطمأن على وصول المهمات الفنية، واستمرار العمل لاستكمال باقي المحولات، مشدداً على أهمية المحطات الكهرومائية، وفي مقدمتها محطة السد العالي، في إطار القناعة الراسخة بأن الطاقة المتجددة هي الأساس لتحقيق التنمية المستدامة.

من جانبه، قدّم المهندس هشام كمال، رئيس شركة المحطات المائية، عرضاً توضيحياً حول أداء المحطات المائية التابعة للشركة، والتي تشمل محطات أسوان 1 و2، ونجع حمادي، وإسنا، وأسيوط، بالإضافة إلى محطة السد العالي، بإجمالي قدرات إنتاجية تصل إلى 2832 ميجاوات. كما استعرض مستجدات مشروع التطوير، والجداول الزمنية للربط على الشبكة، والحالة الفنية لكل محطة، وبرامج الصيانة والتدريب والتكامل بين المحطات لضمان استقرار الشبكة.

وشملت جولة الوزير التفقدية محطة السد العالي، حيث تفقد غرفة التحكم، ومنطقة ربط المحطة على الجهود المختلفة، وصالة التوربينات والمولدات، ومكونات المنظومة الكهربائية كافة، بما في ذلك أنظمة المتابعة الإلكترونية والتأمين والسلامة المهنية. كما ناقش مع مسؤولي التشغيل ومديري القطاعات والورديات سبل تحسين الأداء، وخطط الصيانة، ومدى الالتزام بالجداول الزمنية، والتنسيق مع مركز التحكم لضمان كفاءة التشغيل.

وأكد الدكتور محمود عصمت أن محطة السد العالي تمثل صرحاً هندسياً وتاريخياً عظيماً، وأحد أهم موارد الطاقة المتجددة ومنخفضة التكاليف في مصر، لافتاً إلى أن الوزارة تعمل على تطوير هذه الأصول الحيوية، وزيادة قدراتها، وتعظيم عوائدها ضمن خطة شاملة لتحديث قطاع الكهرباء.

واختتم الوزير زيارته بتوجيه تعليماته بالإسراع في استكمال أعمال الإحلال لباقي المحولات في محطة السد العالي ومحطتي أسوان 1 و2، مع تنفيذ برامج تدريبية متخصصة تتناسب مع طبيعة العمل في المحطات المائية، لضمان جاهزية الكوادر الفنية واستدامة التشغيل بكفاءة عالية.