فقط .. لا غير !!
شيخ محضر يا شيخ محضر، واللى عليه عفريت يحضر، هكذا كانت تتغني النساء فى بعض جلسات الزار فى الريف المصرى قديما، ولكن ما أود الكتابة عنه هو (مَحْضر) ولكنه بدون شيخ، ما أقصده هو المحضر الذى يصدره الفيدرال ريزيرف – الفيدرالي الأمريكي، أو البنك المركزي الأمريكي، وهو بمثابة تقريرًا شهريًا يعرف بـ “محضر الاجتماع الفيدرالي” (Federal Reserve Meeting Minutes).
يتم إصدار هذا المحضر بعد كل اجتماع للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC)، وهي الهيئة التي تتولى وضع سياسات السيولة وسعر الفائدة في الولايات المتحدة.
يحتوي محضر الاجتماع الفيدرالي على ملخص للمناقشات والقرارات التي اتخذتها اللجنة خلال الاجتماع. بعد دراسة المواضيع المطروحة، والتحليلات الاقتصادية المقدمة من قبل الأعضاء، والتوقعات المستقبلية للاقتصاد والسياسة النقدية.
يهدف هذا التقرير إلى توفير نظرة أفضل للأسواق والمستثمرين حول اتجاهات السياسة النقدية المستقبلية ورؤية الفيدرال ريزيرف للاقتصاد.
محضر الاجتماع الفيدرالي يعتبر وثيقة هامة تستخدمها المؤسسات المالية والمستثمرون لفهم سياسة الفائدة والتوجهات الاقتصادية في الولايات المتحدة. كما يساعد على رسم صورة أوضح للعوامل التي قد تؤثر في اتخاذ قرارات الفيدرال ريزيرف المستقبلية كما تقوم الاسواق العالمية بتسعير معاملاتها على ضوء ما يصدر فى هذا المحضر.
وعلى سبيل المثال؛ تناولت نتائج اجتماع الفيدرالى الأمريكى الصادرة يوم الأربعاء في 5 يوليو الجارى، ما يقرب من 25 نتيجة وتوقع وتوصية، فى اعتقادي أهمها الإعلان أن سياسة التقييد النقدي التراكمي التى تم اتباعها خلال العام الماضى وامتدت هذا العام، قد ساهمت بشكل فعال في خفض الطلب النقدي، وإن كان الانخفاض في معدل التضخم أبطأ مما كان متوقعاً لكى يتم تحقيق المعدل المستهدف للتضخم وهو 2%.
وفى النهاية.. اتفق أعضاء اللجنة أن الاعتدال فى وتيرة ثبات السياسة النقدية سيكون مناسباً، وقرروا تثبيت النطاق المستهدف لسعر الأموال الفيدرالية عند 5% إلى 5.25% دون تغيير، ولكن مع الإشارة لإمكانية العودة لرفعها خلال الفترة المتبقية من العام الحالى.
فور صدور التقرير، تتفاعل دول العالم معه إيجابا وسلبا، بشكل عام، ولكن تظهر (عفاريت) نتائجه على الدول النامية والفقيرة، ويتحول المحضر فعلا إلي شيخ محضر.. فبمجرد صدوره ارتفع مؤشر الدولار الأمريكى إلي مستوى 103.33 مقابل العملات الرئيسية، كما ارتفعت أسعار السندات الأمريكية إلي مستويات قياسية، الأمر الذى يشكل ضغوطا مرحلية، على عملات، وبورصات، وأسواق الدول النامية، نتيجة استمرار نزوح الأموال الساخنة، والاستثمار المباشر من تلك الأسواق إلي الأسواق الغربية التى تتحسن أسعار صرف عملاتها، وترتفع عوائدها، وتقل مخاطرها، وأخيراً قل إنه محضر، أو الشيخ محضر، اختار ما تشاء !!