عقدت إدارة الاعلام بصندوق النقد الدولي مؤتمرا صحفيا تحدثت فيه مديرة الصندوق كريستالينا جورجييفا وأدارته جولي كوزاك مديرة إدارة الاعلام ، و نظم ضمن الاجتماعات المشتركة لصندوق النقد والبنك الدوليين ،وتم طرح سؤالا عن تأثير التوترات الجيوسياسية والصراع في غزة على المنطقة، وخاصة أو بشكل خاص على الدول المجاورة؛ ومصر تنفذ حالياً برنامج الإصلاح الاقتصادي الحالي وسط صعوبات إقليمية ودولية بالغة الصعوبة، وظروف صارمة للغاية. وبالتالي فإن صندوق النقد الدولي في هذه المرحلة يثقل كاهل الشعب المصري بسبب الجدول الزمني الصارم للإصلاحات وانخفاض عائدات قناة السويس بنحو 6 مليارات دولار، وعدم اليقين بشأن مستقبل الاقتصاد المصري العالمي. فهل ناقشت السلطات المصرية مراجعة برنامج الإصلاح الاقتصادي الحالي مع صندوق النقد الدولي؟
وأجابت جورجيفا: بدأت اليوم بالتفكير في الأشخاص المتضررين من الصراعات. وبالطبع، في الشرق الأوسط، هناك عدد متزايد من الأشخاص. إنها مأساة شخصية، لكنها أيضًا مأساة للاقتصادات في المنطقة. لقد شهدنا في مركز الصراع انكماشًا دراماتيكيًا للغاية في غزة والضفة الغربية ولبنان، وتأثرت بشكل كبير للغاية. كما شهدنا بعض التأثيرات غير المباشرة على اقتصادات أخرى.
وأضافت لقد تأثرت مصر سلبًا ، فهى تخسر 70 في المائة من الإيرادات التي كانت تجمعها من قناة السويس بسبب تأثير الصراع، وبسبب هجمات الحوثيين، وبسبب الصعوبات.
وأكدت بقولها ، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ككل تشهد تعديلاً كبيراً لتوقعات النمو إلى الأسفل ــ تعديل بنسبة 0.6% عن أبريل حتى الآن. والآن نتوقع نمواً بنسبة 2.1% فقط. والسبب الرئيسي وراء هذا التخفيض هو الصراع.
وقالت كريستالينا ، إن مصر تتحمل تكاليف كبيرة للغاية لما يحدث في الجوار، بالإضافة إلى الصراع في السودان. وتستضيف مصر، إن لم أكن مخطئًة، حوالي 9 ملايين شخص من عدم الاستقرار في المنطقة.
ولقد كنا نقف بثبات إلى جانب مصر. كان لدينا برنامج، برنامج بقيمة 3 مليارات دولار؛ وبسبب كل هذه الضغوط المتزايدة على مصر، قمنا بزيادة البرنامج بشكل كبير. لقد قمنا بزيادة هذا البرنامج بمقدار 5 مليارات دولار.
لقد كنا حريصين للغاية على تحديد الإجراءات الصحيحة، ولكن دعوني أقول لكم إن مصر سوف تكون في موقف أفضل إذا ما أقدمت على تنفيذ الإصلاحات في وقت أقرب وليس آجلاً. والواقع أن الإجراءات كانت قد تأخرت بعض الشيء في الماضي، وهذا من شأنه أن يزيد من التكلفة ، وفي نهاية المطاف فإن هذه التكلفة تقع على عاتق الناس.
سأذهب إلى مصر في غضون عشرة أيام لهذا السبب بالتحديد. أود أن أرى بنفسي ما يحدث في البلاد. أريد أن أسمع آراء الناس. وسننظر في دعم الصندوق من منظور ما هو الأفضل للبلاد.
لقد كنا منفتحين للغاية على تعديل البرنامج المصري أو أي برنامج آخر بما يخدم الشعب المصري على أفضل وجه ، ولكن دعوني أقول إننا لن نقوم بوظيفتنا لصالح البلاد وشعبها إذا تظاهرنا بأن الإجراءات التي يتعين اتخاذها يمكن التخلي عنها، لأن الشيء الوحيد الذي سيحدث هو ارتفاع ثمن هذه الإجراءات. إنني أعبر عن أعمق مشاعر التعاطف مع الجميع في الشرق الأوسط، وأشعر بصداقة صادقة مع الناس هناك، لذا فإنني أتطلع إلى زيارة مصر .
