الخميس, 12 ديسمبر 2024, 15:49
أسواق المال أسواق عربية الرئيسية بنوك وتأمين

عاجل | صندوق النقد الدولي يحذر الاقتصاد الجزائري من التعرض بشدة لآثار تغير المناخ

قامت بعثة صندوق النقد الدولي برئاسة كريس جيريغات بزيارة الجزائر العاصمة خلال الفترة من 3 إلى 14 ديسمبر لإجراء مشاورات المادة الرابعة لعام 2023 مع الجزائر.

وفي نهاية الزيارة، أصدر  غيريجات ​​البيان التالي:

من المتوقع أن يصل النمو الاقتصادي إلى 4.2% في عام 2023، مدعوماً بالنشاط القوي في قطاعات النفط والغاز والصناعة والبناء والخدمات.

ومن المتوقع أن يسجل الحساب الجاري فائضا للعام الثاني على التوالي رغم انخفاض أسعار المواد الهيدروكربونية، كما أن الاحتياطيات الدولية عند مستوى مريح، أي ما يعادل نحو 14 شهرا من الواردات حتى نهاية أكتوبر.

ومن المتوقع أن يظل متوسط ​​التضخم السنوي مرتفعا عند 9.2% في عام 2023، مع استمرار أسعار المواد الغذائية الطازجة في كونها محركا رئيسيا، على الرغم من أن ارتفاع سعر الصرف ساعد في احتواء التضخم المستورد.

  وظلت السياسة النقدية تيسيرية، على الرغم من الإجراء الذي اتخذه البنك المركزي في أبريل لزيادة متطلبات الاحتياطي وزيادة امتصاص السيولة في القطاع المصرفي.

  ومن المتوقع أن يصل عجز الموازنة إلى 6.7% من إجمالي الناتج المحلي، مدفوعًا جزئيًا بزيادة فاتورة الأجور العامة والتحويلات والإنفاق الاستثماري.

التوقعات على المدى القريب مواتية على نطاق واسع.  ومن المتوقع أن يظل النمو قويا في عام 2024، وأن يظل التضخم معتدلا، وأن يسجل الحساب الجاري فائضا صغيرا، حيث من المتوقع أن تتراجع أسعار النفط والغاز بشكل أكبر وأن ترتفع الواردات بشكل معتدل.

ومن المتوقع أن يستمر عجز المالية العامة في الاتساع في عام 2024 مما يعكس ارتفاع فاتورة الأجور العامة والتحويلات والاستثمارات العامة.

وسيتم تمويل العجز جزئيا عن طريق سحب إيرادات الهيدروكربون المتراكمة في صندوق تنظيم الإيرادات.

إن الآفاق الاقتصادية معرضة لمخاطر عديدة.  ومن الممكن أن يظل التضخم مرتفعا، وقد يؤثر التقلب في أسعار النفط والغاز على النمو وإيرادات الميزانية.

ومن شأن العجز المالي الضخم المستمر أن يؤدي إلى تآكل الاحتياطيات المالية، مما يؤدي إلى تشديد قيود التمويل وارتفاع الدين العام.

كما أن الاقتصاد الجزائري معرض بشدة لآثار تغير المناخ، كما أظهرت حالات الجفاف الأخيرة بشكل واضح.

وعلى العكس من ذلك، سترتفع الآفاق الاقتصادية على المدى المتوسط ​​مع الإصلاحات المستدامة لتنويع الاقتصاد (وبالتالي تقليل الاعتماد على قطاع النفط والغاز) وخلق نمو أعلى ومستدام وخلق فرص العمل.  وتتطلب مثل هذه الإصلاحات التنفيذ المطرد لخطة عمل الحكومة، وزيادة الاستثمار الخاص، وتحسين مناخ الأعمال بشكل عام، وأسواق مالية محلية أكثر تطورا، وفرص تصدير جديدة للمنتجات غير الهيدروكربونية ، وهو ما تسعى إليه السلطات حاليا.

وتوصي البعثة بإعادة التوازن التدريجي للسياسة المالية لاحتواء الزيادة المتوقعة في احتياجات التمويل والدين العام على المدى المتوسط.

ومن الممكن أن يساعد اعتماد إطار ميزانية متوسط ​​الأجل في حماية السياسة المالية من تقلب إيرادات النفط والغاز والصدمات الأخرى.

كما أن إعداد خطط تمويل متوسطة الأجل من شأنه أن يساعد في تنويع مصادر التمويل (مثل منتجات الادخار طويلة الأجل) وبالتالي تقليل الاعتماد على القطاع المصرفي المحلي.

وترحب البعثة بالتقدم المستمر في إصلاحات المالية العامة مثل إدخال الميزانية البرنامجية وإدخال عقود الأداء للمديرين، الأمر الذي سيؤدي إلى تحسين الشفافية والمساءلة في تنفيذ الميزانية.