أثارت صفقة استحواذ شركة «انجلو اشانتي» على شركة «سنتامين» المالك الوحيد للشركة «الفرعونية» لمناجم الذهب شريك الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية فى منجم «السكرى» حالة من التساؤلات منذ إعلان الشركة الجنوب أفريقية نجاحها في الاستحواذ الكامل على أسهم شركة «سنتامين» المشغلة للمنجم مقابل 2.5 مليار دولار، ما جعل البعض يصف الصفقة بأنها صفقة بيع نهائي لمنجم السكري المصري.
البداية
البداية عندما عزمت شركة «أنجلوجولد أشانتي» المفاوضات منذ 6 أشهر في سرية تامة وبعيد عن أعين الجميع لشراء أسهم شركة «سنتامين»، المشغلة للمنجم في صفقة تجارية بين شركتين عالميتين مدرجتين بالبورصة، حيث أن شركة سنتامين مدرجة ببورصة لندن بينما شركة أنجلو جولد اشانتي مدرجة ببورصة نيويورك، وبعد توقيع الصفقة الذي كان عامل السرية سبب نجاحها، وذلك بحسب محللين دوليين بأنه لو تم تسريب الخبر قبل التوقيع لارتفعت أسهم الشركة بشكل مضاعف وعليه لصعدت الصفقة إلى 4 مليارات دولار .
الإعلان السبب!
أثار انتشار الخبر في مصر حالة من التكهنات ماجعل البعض يصف الصفقة بأنها لصالح شركة إسرائيلية في المقام الأول، وهو ما شكل إتجاه معاكس للرأي العام المصري نظراً لعملية البيع التى تمت بين الشركتين في سرية تامة كالعادة و بعلم من الحكومة، ما جعل عنصر التكهنات هو الفائز في هذا المقام، في حين لم تبدى الحكومة أي تعليق من جهتها إلا بعد إتمام الصفقة بالكامل، ليخرج رئيس الوزراء أمس الأربعاء في مؤتمر صحفي رسمي ويعلق قائلاً ” إن الاتفاق الذي تم مؤخراً بشأن منجم السكري يتضمن حقوق الدولة المصرية بشكل كامل، والحصة الخاصة بها”.
شركة سنتامين
علقت أيضاً وزارة البترول على الصفقة قائلة: إن هذة الصفقة ليس لها أى تاثير على حقوق الدولة المصرية فى منجم السكري وإيراداته حيث تظل أحكام إتفاقية الالتزام الصادرة بموجب القانون رقم ٢٢٢ لسنة ١٩٩٤ هي السارية بكافة بنودها، وهي التي تحكم العلاقه بين الأطراف المساهمين «الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية والشركة الفرعونية»، كما ستظل شركة السكرى لمناجم الذهب هى الشركة المشتركة والقائمة بالعمليات كما هي دون أي تعديل.
إدارة السكري
ووفقاً لتعليق وزارة البترول فإن منجم السكري يدار بواسطة شركة السكري لمناجم الذهب بإعتبارها هي الشركة القائمة بالعمليات وفقا لأحكام اتفاقيات الامتياز، حيث أن شركة السكري هي شركة مشتركة بنسبه 50% لهيئة الثروة المعدنية و 50% للشركة الفرعونيّة لمناجم الذهب التابعة لشركة سنتامين، الأمر الذي لا يرتب هذا الاستحواذ أي تأثير علي الشركة القائمة بالعمليات، وأن توقيع الصفقة بين الشركتين لا يستلزم موافقة الجانب المصري علي إتمام تلك الصفقة، مضيفة أن الاستحواذ يشمل جميع أسهم شركة سنتامين و بجميع مناطق عملها بالعالم .
شهادة عالمية
وقالت وزارة البترول إن وجود شركة «انجلو اشانتي» التى تحتل المرتبة الرابعة على العالم فى تصنيف الشركات المنتجة للذهب للعمل والاستثمار فى قطاع التعدين المصرى هو شهادة عالمية على ثقة الشركات العالمية فى مناخ الاستثمار بمصر ودليل قاطع على نجاح سياسة الدولة فى جذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة و نتوقع بعد هذه الخطوة إقبال أكثر من شركة عالمية أخرى للعمل فى مصر.