الخميس, 21 نوفمبر 2024, 19:07
أسواق المال أسواق مصر الرئيسية تجارة وصناعة مقال رئيس التحرير

عاجل | أيمن الشندويلي يكتب : بصل الحكومة ودموع الشعب !!

ايمن الشندويلي

دائما تعمل الحكومة فى أى دولة لصالح الشعب ، وإذا قصرت فى مهامها يتم محاسبتها فى المجالس التشريعية المنوط بها أداء السلطة التنفيذية ، ولكن فى مصر يحدث العكس تماما ، فالحكومة لا تعمل لصالح الشعب ، ولا البرلمان يستطيع محاسبة الحكومة.

المركزي للتعبئة والإحصاء: أسعار البصل قفزت بنحو 433.8% خلال اغسطس

لماذا عكست الآية فى مصر ؟ ، لأن فلسفة الحكم تعتبر أن الشعب قاصر فى تفكيره ولا يدرى مصالحه ، ولا يعلم ما يحاك له ، وبالتالي فكل السلطات تسير خلف سراب اسمه التهديد والمؤامرات الخارجية ، ويتم نسج خيوط الخوف للشعب من هذا الخيال ، حتى يصمت الجميع ولا يتكلم .

الله سبحانه وتعالى ، ذكر فى القرأن الكريم آية ( الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) ، فهو يقدم لقمة العيش التى تسد الجوع على الأمن ، لأن الجوع لا يستقر معه الأمن ، والأمن إذا قدم على الجوع فهو أمن زائف وخداع وفى لحظة يمكن أن ينهار .

نحن أمام مجموعة عمل لا تتغير ، وكلها تعزف سيمفونية واحدة يعتقدون خطأ أنها موسيقى تسكين الجراح ، لشعب ينزف داخليا ومكتئب خارجيا ، ولكن الحقيقة لحن الحكومة حزين ، وآلات الإيقاع أصابها الصدأ ، فالعزف نشاز ، وتغيير الفرقة فيه صعوبة لأنها شبكة مصالح مترابطة يخاف الجميع من انفراط عقدها .

عاجل | حظر تصدير البصل المصرى لمدة 3 أشهر بعد انتهاء الموسم

عندما تستدين الحكومة لتبني أبراج وتبيع المصانع والشركات الرابحة ، فلا الشعب يسكن أبراجهم ولا الشباب يجد فرصة عمل ، ولا دولة تربح .

قضية مسئولين مصر ، أنهم يتلقون أوامر ينفذونها بلا تفكير وهى فلسفة اختيار المسؤول ، لأن هناك من يفكر له ويخطط ويعطى الأمر ، وهو مجرد تزيين للصورة .

ولكن متى يفكر المسؤولين فى مصر ؟ ، عندما يتنافسون في اختراعات قوانين لنهب المواطن وسلب مدخراته ، لسد عجزها فى التخطيط السليم والكسب من الإنتاج والتصدير .

خرج تصريح اليوم من وزير المالية، يؤكد أن مصر اتفقت مع صندوق النقد الدولي، لتتم المراجعة الأولي والثانية لقرض المليارات الثلاثة فى نهاية العام ، أى بعد الانتخابات الرئاسية ليتم خفض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار، وهو ما سيجلب للمصريين المعاناة والخراب فى حياتهم ومعيشتهم لأن ما يحصلون عليه من دخل لا يكفي حتى لقمة العيش وليس أعباء الحياة بكل تفاصيلها من إيجار مسكن ودفع فواتير ومصاريف مدارس وغيرها وغيرها .

قوة العملة من قوة اقتصاد الدولة ، وقوة مصارفها وبنوكها بما تحمله من ودائع بالعملات الأجنبية والمحلية ، فإذا انهارت العملة المحلية ستكون ودائعها المحلية مجرد ورق ملون ، وستكون الودائع الأجنبية في خطر ، وبالتالي المخاطر جسام ، وإذا كان الضمير هو الذى يحكم وليس تنفيذ الأوامر فيجب أن يقف أصحاب الضمائر الحية لإجهاض أى محاولات للخراب.

ربما يقول أحدكم بأننى متحامل على الحكومة وأنها تعمل بقدر المستطاع، ولكن التحديات كبيرة! وسيكون ردى أن  الحكومة التى لا تنظر للشعب هى فاقدة للبصر والبصيرة ، لأن الحكومة موظفة عند الشعب وليست منزلة من السماء، أو أتت من كوكب الأذكياء والأخيار البررة ،  وبالتالي نحن نقيمهم من تجارب واقعية لأدائهم ، فهؤلاء تركوا الشعب فريسة للمحتكرين، والفسدة، وناهبوا الثروات ، فارتفعت الأسعار حسب مزاج التجار دون رقابة ولا تحريك جفن من سلطة تنفيذية تدعي القوة والجبروت.

عاجل| مصلحة الجمارك تصدر قراراً هاماً بشأن تصدير البصل

ولنا فى تجربة البصل خير دليل، فمنذ عام كان يباع الكيلوجرام بين 3 و 4 جنيهات، وهذا العام يباع ب 25 جنيها ، لأن الدولة سمحت للمصدرين بالحصول على النسبة الأكبر من المحصول وتصديره للخارج ، ويعلم الجميع أن سعر طن البصل الممتاز للتصدير بسعر 12 ألف جنيها، والمصدر يحصل على حوافز دعم تصدير من الحكومة على هذا السعر، وعندما يحصل قيمته بالدولار ويحول للبنك من حق المصدر أن يستورد بنسبة من العملات الأجنبي، أى ان كيلو البصل يخرج من مصر بسعر 12 جنيها، ويدعم أيضا من الحكومة ويتم استغلال العملة الأجنبية، والمواطن يشترى كيلو البصل فرز ثاني وثالث ب 25 جنيها للكيلو.

ضربت مثلا بأقل سلعة تدخل فى تركيبة طعام المواطن الفقير اليومية ، فحولت الحكومة بصلها إلي دموع للشعب الغلبان.

ستقولون صدر قرار منع التصدير ، وسأقول لكم تم إرجاء القرار اليوم من الحكومة لأول أكتوبر القادم حتى يتم تصدير ما تبقى من محصول متفق على تصديره .

الشعب ينظر للحكومة على كونها خراب وكل يوم تستمر فى عملها هو خراب على الشعب أكثر ، فطول المدة فى موقع المسؤولية تجعل من الشخص فاقدا للفكر السليم وكل همه هو الحفاظ على مكانه بالسمع والطاعة وتنفيذ الأوامر .

لنا الله ، هو القادر على كل شىء .