نجح مصنع “زي أو-بودولسك” (التابع لقسم الهندسة الميكانيكية في شركة روساتوم الحكومية) في إتمام عملية التجميع التجريبي للوحدة الثانية من مفاعل RITM-400 المخصصة لكاسحة الجليد النووية الأضخم عالميًا “روسيا”. سيتمكن هذا الإنجاز أن يتيح حركة ملاحية على مدار العام للسفن في القطاع الشرقي من “الممر البحري الشمالي”، وأن يمنح دفعة قوية لتطوير منطقة القطب الشمالي.
ويُعد التجميع التجريبي المرحلة النهائية في تصنيع “قلب” السفينة النووية، حيث يتم خلالها اختبار جميع المكونات بدقة لضمان توافقها قبل نقلها إلى حوض بناء السفن.
تتكون وحدة الدفع الرئيسية لكاسحة الجليد من مفاعلين RITM-400. وكان المفاعل الأول قد صُنّع في مايو 2025. وبفضل القدرة الاستثنائية لهذه المفاعلات، التي ستمكّن الكاسحة من تحطيم جليد يصل سُمكه إلى أربعة أمتار، أُطلق عليها اسما بطلين روسيين أسطوريين هما “دوبرينيا نيكيتش” و”إيليا موروميتس”.
وقال إيغور كوتوف، رئيس قسم الهندسة الميكانيكية في روساتوم:”يوفر قسمنا تجهيزات المفاعلات لأسطول كاسحات الجليد النووية الأحدث في البلاد. وقد ضمنت وحدات RITM-200 التي قمنا بإنتاجها بالفعل تشغيل كاسحات الجليد من مشروع 22220 على طول الممر البحري الشمالي.
وتابع: أما الآن، فقد أكملنا تصنيع مجموعة مفاعلات RITM-400 لكاسحة الجليد النووية ’روسيا‘، التي ستصبح الأقوى في العالم. وبإجمالي 12 وحدة من سلسلة مفاعلات RITM أنتجناها حتى الآن، هناك 14 وحدة أخرى قيد التصنيع لدعم أسطول كاسحات الجليد النووية ومشروعات المفاعلات الصغيرة المعيارية”.
وقد استغرق تصنيع هذه المجموعة من وحدات الدفع الأقوى في العالم ثلاث سنوات، جرى خلالها تطبيق مائة أسلوب تقني مبتكر، وتسجيل سبعة ابتكارات كبراءات اختراع.
وفي هذا السياق، أوضح أنطون ليبيديف، رئيس مصنع زيو-بودولسك:”يُعد RITM-400 نسخة مطوّرة من RITM-200، وتكمن ميزته الجوهرية في دمج مولدات البخار داخل وعاء المفاعل، مما أسفر عن تقليص كبير في الحجم والوزن. وهذان العاملان في غاية الأهمية في مجال بناء السفن.
وأوضح أنه قد تم أنجاز ذلك بنجاح، والمفاعل يُعد الأول من نوعه. وفي فترة زمنية قصيرة للغاية بالنسبة لمشروع بهذا الطموح، استطعنا بناء وحدتين من المفاعلات ستُحدثان ثورة في مجال اللوجستيات على طول الممر البحري الشمالي”.