الأربعاء, 18 يونيو 2025, 0:38
نافذة الرأى

د. محمود عطيه يكتب : الخوف من المستقبل.. !

كل خميس
بقلم : د.محمود عطية
بالتأكيد اللحظة الحاضرة ليست بروفة لما سيحدث لنا مستقبلا.. لأنه ليس هناك من يضمن أننا سوف نعيش المستقبل.. لكن ما نحن متأكدون منه هو أننا نحيا ونمتلك اللحظة الحاضرة بين أيدينا وبتركيزنا عليها- أى اللحظة الحاضرة- نكون قد تجهزنا جيدًا للمستقبل، وبتحسين الحاضر والتركيز عليه يمكن أن نملك المستقبل ونضمنه أحيانا ولا نخافه.

فالخوف ضيف ثقيل الظل يزورنا حين نفكر بترك كل شىء والتحضير للمستقبل،وفيما يمكن أن يحدث لنا مستقبلا.. وكأن المستقبل صورة من الحاضر.. علينا أن نتعلم كيف نركز على اللحظة الحاضرة بغض النظر عن المستقبل، وأن نبذل كل طاقتنا فيها وهى أفضل وسيلة للاستعداد للغد ولطرد الخوف من عقولنا نحو المستقبل.

درس الحياة الذى ننساه دائما هو أن علينا ترك الأمنيات السعيدة للمستقبل والتبشير بها، ولم نتعلم من الماضى والتاريخ أن ما نتمناه أو حتى يقلقنا لا يحدث أبدا ويستهلك منا الكثير من الحذر والخوف ، وربما يضيع منا اللحظة الحاضرة وهى التى نملكها فقط ويمكن التحكم فيها بالفعل وليس لدينا رهان مؤكد على ما سوف يجرى ويحدث فى المستقبل.

فأذكر ما قاله الكتاب “مارك توين”: لقد مررت ببعض الأمور الصعاب في حياتي ولقد حدث بعضها بالفعل واغلبها أخذ من طاقتي ولم يحدث أبدا..! ويذكر أحد الحاصلين على نوبل: “حين ننشغل كثيرا بالمستقبل فإن أطفالنا ينامون وأحباؤنا يبتعدون عنا ويموتون كما يسوء مظهر أجسامنا وكذلك فإن أحلامنا تنسل من بين أصابعنا باختصار فإننا نُضيع حياتنا”.

ولعل أغبى ما يحدث أن نقنع انفسنا بأن يوما ما في المستقبل سيكون أفضل من اليوم.. وأن نعتقد أن السعادة تأتى حين نحقق آمالنا فى المستقبل.. مع أن تجارب الإنسانية تثبت أن السعادة وحتى الرفاهية لاعلاقة لها بما يتحقق من آمالنا بقدر علاقتها بما نفكر ونعتقد فى الوقت الحاضر اللحظة الحالية الحاضرة بين أيدينا.
وفي الغالب السعادة تزورنا حين نركز على اللحظة الآنية وننسى ما سوف يجرى فى المستقبل ونطرد الخوف منه..وقيل عيش اللحظة حتى يأتى الغد وأنت عائش وسعيد..ولا تترك الحاضر وتمنى نفسك بأمنيات المستقبل المجهول لنا جميعا.