أختتم اليوم الأول لمؤتمر الأمم المتحدة للبلدان الأقل نموا بحفل عشاء فخم فى درب لوسيل حضره الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، ورؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود المشاركين .
كما حضر المأدبة حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، وعدد من الشيوخ والوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى قطر، وكبار المسؤولين وضيوف المؤتمر.
أكد عدد من رؤساء الدول المشاركين في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا، أن برنامج عمل الدوحة سيسهم في تخفيض نسب الفقر ويواجه الكثير من التحديات ويحقق الأهداف المأمولة لتحقيق التنمية المستدامة والنمو والازدهار في الدول الأقل نموا، مشددين على ضرورة تعزيز الإنتاجية ودعم الاستثمار وتقديم المنح التعليمية للطلبة الموجودين في الدول الأقل نمواً لتحقيق العدالة الاجتماعية وحماية الحق في التعليم.
جاء ذلك خلال “المائدة المستديرة عن الاستثمار في الناس بأقل البلدان نمواً لكي لا يترك أحد خلف الركب”، التي أقيمت على هامش أعمال المؤتمر، بحضور عدد من رؤساء الدول وكبار الشخصيات.
وأكد الرئيس الدكتور لازاروس شاكويرا رئيس جمهورية مالاوي، الذي ترأس الجزء الأول من الفعالية، على ضرورة الاستثمار في البشر لتحقيق الطموحات المتمثلة في رسم مستقبل باهر، لافتاً إلى أن برنامج عمل الدوحة سلط الضوء على أهمية عدم ترك أحد خلف الركب في البلدان الأقل نمواً.
وأوضح أن تحقيق برنامج عمل الدوحة سيسهم في تخفيض الفقر ويعزز السلامة في البلدان الأقل نمواً، مشيراً إلى أن الأسرة الدولية لديها الموارد الكافية لتحقيق الرفاهية للجميع.. مشددا على ضرورة تعزيز الإنتاجية وعملية التصنيع في البلدان الأقل نمواً التي تحتاج اليوم لكثير من الدعم، ولافتاً إلى أهمية تخفيض أوجه الضعف أمام الأزمات الصحية والبيئية وغيرها من المشاكل التي تعاني منها تلك الدول.
ومن جانبه، قال الرئيس أندريه دودا رئيس جمهورية بولندا، خلال ترؤسه الجزء الثاني من الفعالية، إن برنامج عمل الدوحة الخاص بالبلدان الأقل نموًا يعتبر أداة عالمية تركز على قيم الأمم المتحدة الأساسية، معرباً عن أمله أن يساهم برنامج عمل الدوحة في تعزيز العمل الوطني والعالمي الذي يصب في مصلحة ما يزيد عن مليار نسمة من البلدان الأقل نمواً.
وأوضح أن المناقشات اليوم جاءت لدعم تطلعات ما يزيد عن مليار نسمة يعيشون في البلدان الأقل نمواً، لافتاً إلى أن التنمية البشرية تعتبر من الدعائم الرئيسية لمنظومة الأمم المتحدة.
ونوه بأن المائدة المستديرة ستحقق الفرصة لكي يتم تناول الأبعاد المختلفة في التنمية البشرية كأساس لعمل الدوحة الجديد بالبلدان الأقل نمواً، مشيراً إلى أهم الملفات التي سيتم الحديث عنها خلال المائدة المستديرة، منها دور الشباب اليوم بما يتميزون به من إمكانيات ضخمة لرسم مستقبلهم.
وأضاف أنه سيتم النظر في الدور الكبير الذي يلعبه التعليم برسم المستقبل في المجتمعات وتحقيق التعليم الأفضل بالمدارس من خلال توفير البنية التحتية مع تسخير معلمين مؤهلين ومناهج تعليمية تؤدي إلى الاستثمار في المجتمع، معرباً عن أمله في تحقيق النقاشات المثرية لتحقيق الأهداف والطموحات المنشودة.
ومن ناحيتها، قالت تارجا كارينا هالونين، رئيسة جمهورية فنلندا السابقة، إن جائحة كورونا أظهرت أهمية عدم ترك أحد خلف الركب، بعد أن أظهرت حجم انعدام العدالة الاجتماعية مما يشدد على ضرورة السير قدماً نحو التنمية المستدامة في ظل التحديات الخطيرة التي تتم مواجهتها.
وأوضحت أن تعزيز الحماية الاجتماعية له أهمية كبيرة بالاستثمار المجتمعي، متوقعة بأن يترك برنامج عمل الدوحة أثرا ملموسا في البلدان الأقل نمواً بجهود جميع الفئات، لافتة إلى ضرورة تسهيل الانتقال من الاقتصاد الرسمي وغير الرسمي.
و نوه أكيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بأن دور الأمم المتحدة الإنمائي يتماشى عمله مع المجالات الستة لبرنامج عمل الدوحة، مشيراً إلى أن هناك حوالي 50 بالمائة من الأشخاص لا يمكنهم الوصول إلى الكهرباء في البلدان الأقل نمواً مما يحتم ضرورة الاستثمار في الكهرباء النظيفة؛ لضمان عدم تخلف الناس عن الركب، وهو ما يتماشى مع برنامج عمل الدوحة.
وأشار مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى حوالي 33 بالمائة من سكان تلك البلدان الذين بإمكانهم الوصول إلى الاقتصاد الرقمي، موضحاً أن نمو الفرص والوصول إلى التكنولوجيا سوف يحقق التنمية لضمان عدم تخلف تلك الفئة عن الركب.
ومن جهة أخرى، استعرض عدد من الخبراء المشاركين أهم الملفات والقضايا التي تواجهها البلدان الأقل نمواً، مشددين على ضرورة السير قدماً نحو التنمية المستدامة والعمل على دعم الأنظمة الحمائية وتعزيز الجانب الاستثماري للتخلص من الفقر.
وثمن المشاركون جهود دولة قطر والأمم المتحدة لإقامة المؤتمر الخامس المعني بالبلدان الأقل نمواً، مشيرين إلى أن برنامج عمل الدوحة سيترك الأثر الملموس لتحقيق التنمية المستدامة.
وعقدت مناقشة تفاعلية بين الأمم المتحدة والدول أصحاب المصلحة الآخرين ذوي الصلة، لتقديم الملاحظات الختامية للرؤساء المشاركين.
وأكد الرئيس حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، خلال المناقشة التفاعلية، أن مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً، يحقق أهدافا تنموية تسعى لتحسين الحياة البشرية ليتم تمكين الفئات من تحقيق الأهداف في ظل التحديات الكبيرة، لافتاً إلى أن تكلفة الأزمة المعيشية كبيرة جداً، وهناك العديد من الأفكار ستساعد الدول الأقل نمواً على مواجهة الظروف والتحديات.
ونوه بأن الصومال ملتزم ببناء مستقبل أفضل ويسعى للعمل مع الشركاء في مجال التنمية، مضيفاً أن الاستثمار بالبلدان الأقل نموًا يعد عاملاً ضرورياً للغاية لتحقيق النمو والازدهار.
ومن ناحيته، قال الدكتور فيليب آي.مبانجو، نائب رئيس جمهورية تنزانيا المتحدة، خلال المناقشة التفاعلية، إن جمهورية تنزانيا المتحدة، قامت بتوفير التعليم المجاني للجميع، وسعت لتطوير البنية التحتية المدرسية، واستكملت استعراضها للمناهج بحيث تكون أكثر التصاقاً مع الواقع.