أشاد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، بجهود الكفاءات الوطنية في تطوير قطاع التعدين، حيث جرى تكريم اثنين من أبرز مهندسي شركة “فوسفات مصر” تقديرًا لما قدّماه من مساهمات بحثية متميزة على هامش فعاليات منتدى مصر للتعدين في نسخته الرابعة.
وجاء التكريم تتويجًا لمشاركة فعّالة لشركة فوسفات مصر، لم تقتصر على الترويج التجاري أو العروض التسويقية، بل تجاوزت ذلك إلى تقديم محتوى علمي ومعرفي عزّز من قيمة المنتدى، ورسّخ دور الشركة في قيادة حراك التحديث في قطاع الثروات المعدنية.
جهود علمية تضع “فوسفات مصر” في مقدمة الشركات البحثية
و شاركت شركة فوسفات مصر في منتدى مصر للتعدين، الذي عُقد في نسخته الرابعة وسط حضور إقليمي ودولي بارز، حيث سلّطت الشركة الضوء على رؤيتها المستقبلية عبر ورقتين بحثيتين حملتا توقيع الدكتور الحسين إبراهيم من إدارة البحث والاستكشاف، والدكتورة هبة الله مجدي من مكتب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب.
وقد تناولت الورقتان البحثيتان أحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية المستخدمة في عمليات التعدين، مع تقديم حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه القطاع، خصوصًا فيما يتعلق بالاستكشاف والاستخلاص المستدام، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة الإنتاج وتحليل البيانات الجيولوجية.
كما أن الورقتين لاقتا اهتمامًا كبيرًا من المشاركين، وتمت الإشادة بهما داخل ورش العمل الفنية التي استضافها المنتدى، نظرًا لما تضمنتاه من محتوى تطبيقي، وتجارب واقعية، قابلة للتنفيذ والتطوير داخل السوق المصري.
المعرفة والتكنولوجيا ركيزتان لتحديث التعدين
في ختام فعاليات الورش الفنية المصاحبة للمنتدى، حرص المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، على التعبير عن تقديره العميق لكل من ساهم في إثراء الحوار الفني والتقني حول مستقبل التعدين في مصر، مؤكدًا أن قطاع التعدين يشهد مرحلة مفصلية تعتمد بشكل كبير على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة.
كما أن الورش الفنية لم تكن مجرد نشاط مصاحب، بل تحولت إلى منصة حقيقية لتبادل الخبرات، ومناقشة رؤى التطوير، وهو ما دفع الوزارة إلى تكريم المساهمين الفعليين فيها، ممن أضافوا قيمة واضحة للنقاش وأظهروا التزامًا مهنيًا يعكس مستقبلًا واعدًا للقطاع.
المشاركة إلى الريادة… فوسفات مصر تبادر علميًا
إن مشاركة الشركة في المنتدى لم تكن شكلية أو محدودة، بل جاءت ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز دورها كمؤسسة تعدين وطنية تملك رصيدًا معرفيًا وتقنيًا يُعتد به.
ورأى متابعون للقطاع أن فوسفات مصر وضعت معيارًا جديدًا للمشاركة الفعالة في مثل هذه المحافل، حيث انتقلت من مجرد التمثيل المؤسسي إلى الإسهام العملي في صياغة مستقبل القطاع، خاصةً في ظل توجه الدولة نحو توطين #التكنولوجيا وتعزيز الابتكار الصناعي.
الورش الفنية.. مختبر مفتوح لتطوير التعدين
أثبتت الورش الفنية المصاحبة لمنتدى مصر للتعدين أنها لم تكن تكميلية أو بروتوكولية، بل لعبت دورًا محوريًا في طرح رؤى قابلة للتطبيق داخل الحقول والمناجم. وقد ساهمت أوراق “فوسفات مصر” في إثراء النقاش داخل هذه الورش، خاصة في الجلسات التي تناولت تقنيات الاستخلاص منخفض التكلفة، والحد من الأثر البيئي، ومجالات التدريب وبناء القدرات.
مصادر من داخل الوزارة أشارت إلى أن ما قُدم داخل هذه الورش يُعد نواة لخطة عمل سيتم تعميمها على عدد من شركات القطاع، لتجريب التوصيات وتقييم جدواها الفعلية على أرض الواقع.
هبة الله مجدي: المستقبل للتكنولوجيا والمعرفة المحلية
أكدت الدكتورة هبة الله مجدي أن المشاركة في المنتدى لم تكن فقط للتكريم أو العرض، بل كانت فرصة عملية لاختبار قدرة المؤسسات الوطنية على تقديم حلول قائمة على الابتكار والبحث العلمي.
وأضافت: “نسعى دائمًا إلى ربط البحث الأكاديمي بالتطبيقات الميدانية، وما قدمناه في المنتدى كان نتاج تجربة ميدانية حقيقية، وتعامل مباشر مع التحديات التي تواجه عمليات التعدين في مصر.”
كما شددت على أهمية دعم جهود التطوير داخل المؤسسات الوطنية، مشيرة إلى أن الاستثمار في الكوادر الفنية والبحثية هو الطريق الأقصر نحو تحقيق قفزات نوعية في قطاع التعدين.
الحسين إبراهيم: مصر تمتلك عقولًا قادرة على المنافسة
من جانبه، عبّر الدكتور الحسين إبراهيم عن سعادته بالتكريم، معتبرًا إياه دافعًا للاستمرار في تقديم المزيد من الجهد العلمي والعملي.
وقال : المنتدى كان فرصة استثنائية لتبادل الخبرات، وقد اكتشفنا من خلاله حجم الطموح الموجود داخل مصر لتطوير هذا القطاع الحيوي، ولعل ما يميّز هذه المرحلة هو وجود دعم حكومي واضح لتبنّي المقترحات الجديدة والعمل على تنفيذها فعليًا.”
وأشار إلى أن الورقة البحثية التي قدّمها بالتعاون مع زميلته اعتمدت على استخدام تقنيات حديثة في جمع البيانات وتحليلها، بما يعزز من كفاءة التشغيل ويرفع من القيمة الاقتصادية لخام الفوسفات المصري.
نموذج يحتذى به
عكست مشاركة “فوسفات مصر” في منتدى مصر للتعدين هذا العام نموذجًا فريدًا للتكامل بين الحضور المؤسسي والتميز البحثي، حيث أثبتت الشركة أن التطوير لا يأتي فقط عبر المعدات والخطط الاستثمارية، بل يبدأ من عقل الباحث، وينمو من خلال الورقة العلمية، ويترسّخ عبر المشاركة الفعالة في محافل وطنية ودولية.
كما أن تكريم وزير البترول لمهندسي الشركة كان بمثابة رسالة دعم واضحة لكل من يختار طريق العلم والعمل معًا، في سبيل بناء قطاع تعدين مصري يواكب تطورات العصر ويقود نحو مستقبل أكثر كفاءة واستدامة.
