الإثنين, 16 يونيو 2025, 20:16
الرئيسية طاقة

تقرير| أقوى سلاح أمريكي يتجه للشرق الأوسط.. ماذا تعرف عن حاملة الطائرات النووية “نيميتز”؟

في خطوة تحمل دلالات استراتيجية عميقة، غادرت حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة “يو إس إس نيميتز” (USS Nimitz CVN-68) بحر الصين الجنوبي متجهة إلى الشرق الأوسط، وسط تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، واحتمالات انزلاق المنطقة نحو مواجهة عسكرية مفتوحة.

وتُعد “نيميتز” أقدم حاملة طائرات نووية لا تزال في الخدمة ضمن الأسطول الأمريكي، وقد غادرت دون أن تُنفذ زيارة مقررة إلى مدينة دانانغ في فيتنام، بعد أن تلقت البحرية الأمريكية أوامر بضرورة تلبية ” متطلبات عملياتية عاجلة”، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء .

مواصفات فنية مهيبة

بدأت “نيميتز” خدمتها الفعلية عام 1975، وهي الأولى ضمن فئة من عشر حاملات من نفس الطراز. وقد سميت تيمنًا بالأدميرال تشيستر نيميتز، أحد أبرز قادة البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية.

يبلغ طولها أكثر من 332 مترًا، وعرض سطحها نحو 76.8 مترًا، ويصل وزنها عند الإزاحة القصوى إلى 100 ألف طن.

و تضم الحاملة على متنها أكثر من 5,000 فرد، بينهم طاقم السفينة والجناح الجوي، وتعمل بمفاعلين نوويين من طراز A4W، يمنحانها قدرة تشغيلية طويلة الأمد دون الحاجة لإعادة التزود بالوقود.

وتبلغ سرعتها القصوى أكثر من 30 عقدة بحرية، فيما يتوقع أن تمتد خدمتها إلى نحو 50 عامًا، مع خضوعها سابقًا لعملية تجديد شاملة بين عامي 1998 و2001.

قدرات جوية متقدمة

تمتلك “نيميتز” قدرة جوية كبيرة، إذ تحمل ما يزيد عن 60 طائرة ومروحية، من أبرزها مقاتلات “سوبر هورنيت” F/A-18، وطائرات الحرب الإلكترونية EA-18G Growler، وطائرات الإنذار المبكر E-2D Hawkeye، إضافة إلى مروحيات MH-60 Seahawk متعددة المهام.

وتتضمن أنظمة الدفاع الخاصة بها صواريخ Sea Sparrow للدفاع الجوي، ومدافع Phalanx المضادة للصواريخ والطائرات، فضلًا عن أنظمة متقدمة للتشويش الإلكتروني.

تكاليف تشغيل باهظة

من الناحية الاقتصادية، قُدرت تكلفة بنائها بنحو 4.5 مليار دولار بأسعار إطلاقها، في حين تجاوزت تكلفة دورة حياتها الكاملة 22 مليار دولار، تشمل الصيانة والتشغيل والتحديثات.

أما تكلفة تشغيلها اليومية فتتراوح بين 6 إلى 8 ملايين دولار، بما يشمل الدعم اللوجستي والجناح الجوي. وقد تجاوزت كلفة تجديد منتصف العمر وحدها 3 مليارات دولار.

سجل عمليات حافل

على مدار تاريخها العملياتي، شاركت “نيميتز” في معظم النزاعات الكبرى التي خاضتها الولايات المتحدة منذ السبعينيات، من أبرزها أزمة الرهائن في إيران (1979–1981)، وعملية عاصفة الصحراء في الخليج عام 1991.

كما لعبت دورًا في الحرب في أفغانستان 2001، وغزو العراق 2003، بالإضافة إلى مهام طويلة في الخليج والمحيط الهندي لدعم عمليات مكافحة الإرهاب .

دعم ردع إقليمي

ويأتي تحرك “نيميتز” نحو الشرق الأوسط في ظل تصعيد خطير بين طهران وتل أبيب، شمل ضربات بطائرات مسيّرة وهجمات سيبرانية وتصريحات عالية النبرة من الطرفين.

ويُنظر إلى الحاملة الأمريكية باعتبارها رسالة ردع مباشرة من واشنطن، ورسالة دعم استراتيجي لحلفائها في المنطقة.

مهام بحرية متوقعة

ومن المتوقع أن تشمل مهام الحاملة تأمين الملاحة البحرية في الخليج ومضيق هرمز، وتعزيز القدرات الأمريكية في الردع الجوي والبحري، وردع أي تحركات إيرانية محتملة تستهدف المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية.

رمز للهيمنة العسكرية

وفي خضم هذا التوتر الإقليمي، يمثل وجود “نيميتز” في مياه الشرق الأوسط أداة ضغط استراتيجية قابلة لتغيير المعادلات العسكرية والسياسية.

فهذه الحاملة النووية الهائلة ليست فقط رمزًا للقوة، بل أيضًا ذراعًا تنفيذية لسياسات الردع الأمريكي، في منطقة تموج بالتقلبات والصراعات المفتوحة.