وقّعت مجموعة البنك الأفريقي للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون وتسريع وتيرة العمل على تحقيق التحول الحضري المستدام في جميع أنحاء القارة.
وبموجب هذه الاتفاقية، ستتعاون المنظمتان في وضع خطط عمل تجمع بين المساعدة الفنية، ودعم السياسات، وبناء القدرات، وتبادل المعرفة مع الحكومات المحلية في أربعة مجالات رئيسية، وهي الحوكمة الحضرية، والإسكان، والتمويل البلدي، وتطوير البنية التحتية.
وتمّ إضفاء الطابع الرسمي على هذه الاتفاقية في أول يوليو 2025 على هامش المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية (FfD4) في إشبيلية، إسبانيا. وتجدّد مذكرة التفاهم اتفاقيةً وُقّعت عام 2006 بين الجهتين للتعاون في قطاع المياه والصرف الصحي.
كما يخطط البنك الأفريقي للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) لتنسيق جهودهما للاستفادة من المنصات الإقليمية والعالمية الرئيسية لتعبئة الموارد اللازمة للتنمية الحضرية في أفريقيا، بما في ذلك المنتدى الحضري العالمي والمنتدى الأفريقي للاستثمار.
قال رئيس البنك الأفريقي للتنمية، أكينوومي أديسينا: “أعتقد أن هناك طرقًا يمكننا من خلالها استخدام أسواق رأس المال لتطوير المدن بشكل أفضل. ويسرني أن البنك وبرنامج موئل الأمم المتحدة يتعاونان في تطوير المدن، وأنا متحمس جدًا لهذه الشراكة”.
وذكر أديسينا أن “المدن هي محرك النمو، ونحن بحاجة إلى تعبئة المزيد من رأس المال الخاص لتطوير المدن، الأمر الذي سيتطلب نهجًا مختلفًا عن رأس مال القطاع العام التقليدي”.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، أناكلوديا روسباخ “يمكن أن يكون التوسع الحضري في أفريقيا إما محركًا للازدهار أو سببًا لتعميق الفقر والإقصاء. ومن خلال هذا التعاون المتجدد مع البنك الأفريقي للتنمية، نهدف إلى مساعدة المدن على أن تصبح محركات للمرونة والإنصاف والعمل المناخي، دون ترك أحد يتخلف عن الركب”.
وعززت مجموعة البنك الأفريقي للتنمية محفظتها الحضرية بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بما في ذلك من خلال إنشاء قسم مخصص للتنمية الحضرية وصندوق التنمية الحضرية والبلدية لدعم المدن الأفريقية في تقديم حلول حضرية تحويلية وقادرة على التكيف مع تغير المناخ. ومؤخرًا، وقّع برنامج موئل الأمم المتحدة ومجموعة البنك اتفاقية خدمة لإعداد المخطط الرئيسي لمدينة إيسواتيني البيئية، في إطار مبادرة حضرية وزراعية متكاملة تهدف إلى توفير مساكن مستدامة وخلق فرص اقتصادية لأكثر من 100 ألف شخص في إيسواتيني.
ويُمثّل النمو والتوسع الحضري السريع في أفريقيا، حيث من المتوقع أن يصل عدد سكان القارة إلى 2.4 مليار نسمة بحلول عام 2050، فرصًا وتحديات في آن واحد. فمع عيش أكثر من نصف سكان الحضر في مستوطنات عشوائية يفتقرون إلى الخدمات الأساسية والسكن اللائق والبنية التحتية القادرة على التكيف مع تغير المناخ، تتعرض الحكومات المحلية لضغوط متزايدة.