افتُتحت اليوم فعاليات الدورة الأولى من القمة العالمية للعقار والاستثمار في رأس الخيمة ضمن مركز الحمرا العالمي للمعارض والمؤتمرات، بحضور الشيخ خالد بن سعود بن صقر القاسمي، نائب رئيس مجلس إدارة مكتب الاستثمار والتطوير في رأس الخيمة.
وتجمع القمة، الممتدة على مدار يومين، نخبة من المستثمرين والمطورين وصناع القرار من مختلف دول العالم، في محطة جديدة تدعم مسيرة الإمارة نحو ترسيخ موقعها كوجهة عالمية رائدة للاستثمار. وقد أكد الشيخ خالد بن سعود بن صقر القاسمي أن إمارة رأس الخيمة تمضي بثقة نحو ترسيخ مكانتها كوجهة عالمية رائدة للعيش والعمل والاستكشاف والاستثمار، بفضل رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، التي تضع الإنسان في صميم التنمية، وتستند إلى تنوّع اقتصادي وبيئة أعمال جاذبة وبنية تحتية متطورة.
وتأتي القمة في توقيت استراتيجي يشهد ازدهاراً في حركة الاستثمار العقاري العالمي، إذ تشير تقديرات الشركات العالمية للاستشارات العقارية إلى ارتفاع حجم الاستثمارات بنسبة 27% ليصل إلى 952 مليار دولار خلال عام 2025، مع توقعات بتجاوزه حاجز التريليون دولار بحلول عام 2026.
وفي هذا السياق، تبرز دولة الإمارات كوجهة رئيسية لاستقطاب هذه التدفقات، بعدما نجحت في جذب 45.6 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في عام 2024، بزيادة سنوية بلغت 48.7%، واستحوذت المشاريع العقارية الجديدة منها على نحو 7.8%.
وقد ناقش خبراء عالميون في اليوم الأول الاتجاهات الاقتصادية الدولية وسلوك المستثمرين. وخلال جلسة بعنوان “التكيف مع النظام العالمي الجديد: الاستثمار في أوقات عدم اليقين”، استعرض راجيف سيبال، نائب كبير الاقتصاديين العالميين في مورغان ستانلي، المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية وتأثيراتها على الأسواق. وأكد سيبال أن دولة الإمارات تواصل الاستفادة من سياسة التنويع الاقتصادي التي انتهجتها خلال العقد الماضي، ما منح اقتصادها مرونة قوية مقارنة بالأسواق الناشئة الأخرى، مشيرًا إلى أن القطاع العقاري من المتوقع أن يحافظ على أدائه القوي في ظل هذه المعطيات.
وفي جلسة بعنوان “الازدهار العقاري في الشرق الأوسط: جاذبية المنطقة المتنامية”، تناول جيمس جوغين، المدير التنفيذي
في كوليرز الإمارات، مؤشرات السوق العقاري الإقليمي، مؤكداً أن معظم مؤشرات القطاع لا تزال إيجابية مع استمرارية ارتفاع نسب الإشغال وقوة أداء المطورين الرئيسيين، مع وجود إشارات تحذيرية محدودة في سوق الإيجارات.
وأضاف جوغين بأنّه لا يمكن التنبؤ بموعد انتهاء الأداء القوي للقطاع العقاري في دولة الإمارات في الآونة الأخيرة، لكن لا تزال هناك توقعات إيجابية للغاية حول السوق، مشيراً: “نرى مستويات إشغال قوية جداً، ولا تزال مبيعات المطورين من الدرجة الأولى في المواقع الجيدة تحقق أداءً ممتازاً، لكن من المرجح أن كل إمارة وكل فئة أصول تمر بمرحلة مختلفة من الدورة”.
كما ركزت جلسة خاصة عُقدت بعد الظهر على الدور الريادي لشركة “أمنيّات”، إحدى أبرز شركات التطوير العقاري الفاخر في دولة الإمارات، وعلى النمو المستمرّ لقطاع العقارات الفاخرة ًا ضمن فئات محددة، مع تجاوز الشركة لتوقعاتها وأهدافها المعلنة. وخلال مشاركته في القمة، قال المهندس مهدي أمجد، مؤسس ورئيس شركة أمنيات: “نشهد تحولاً عالمياً نحو التجارب الاستثنائية، ودولة الإمارات اليوم تجذب بعضاً من أكبر الأسماء حول العالم. ونحن نلمس ذلك على مستوى شركتنا أيضاً، إذ حققت مجموعة أمنيات هذا العام إيرادات تزيد بأكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الماضي. وقد أعلنّا العام الماضي عن عزمنا تعزيز نمو محفظتنا لتصل إلى قيمة 200 مليار درهم، ويمكنني القول بثقة إننا قد وصلنا بالفعل إلى هذا الرقم، وسنرفع هدفنا مجدداً. ونعتبر بأنّ هذه هي القوة الحقيقية لجذب الاستثمارات الدولية”.
وتعليقاً على نجاح اليوم الافتتاحي للقمة، قال ألكسندر هوف، مدير مجموعة سيتي سكيب: “يمتلك قطاع العقارات في دولة الإمارات وفي رأس الخيمة على وجه الخصوص الكثير ليقدمه على صعيد الابتكار والاستثمار والنمو والاستدامة، وهذا ما يؤكده حجم الحضور اليوم والرغبة الكبيرة في تبادل المعرفة والجلسات الغنية التي قدمها نخبة من أبرز الاقتصاديين والمطورين وقادة القطاع حول العالم. وقد أثبتت القمة العالمية للعقار والاستثمار في رأس الخيمة من تنظيم سيتي سكيب مكانتها كمنصة مثالية للأعمال لاستعراض أفضل الفرص الاستثمارية، وتوقعات الاقتصاد المستقبلية، وفرص التواصل والشراكات لقطاع يواصل تحقيق نمو متصاعد وزخم قوي”.


