كشفت دراسة حديثة أعدها الباحث المصري د. محمود ربيع، بعنوان «استخدام تقنية الواقع المعزز في الإعلانات الرقمية وانعكاسها على صورة المنتج – دراسة تطبيقية»، عن التطورات الملحوظة التي أحدثتها تقنية الواقع المعزز في مجال الإعلانات الرقمية وتأثيرها الإيجابي على صورة المنتج لدى المستخدمين.
أظهرت الدراسة أن تقنية الواقع المعزز توفر أربعة أنواع رئيسية من الإعلانات، تصدرتها “المرآة السحرية”، تلتها “الطباعة النشطة”، ثم “النافذة المزيفة”، وأخيراً “الطبقة الجغرافية”.
وأشارت النتائج إلى أن هذه الأنواع تحظى بمواقف إيجابية من الجمهور لما تقدمه من تجربة مبتكرة وغامرة تسهم في تعزيز التفاعل مع المنتج.
مستويات التفاعل
و حددت الدراسة أربعة مستويات للتفاعل بين المستخدم والإعلانات: المستوى الاول: الإدراك تعرض المستخدم للمحتوى فقط، أما المستوى الثاني: التكامل يكون المستخدم جزءاً من الإعلان دون القدرة على التغيير، أما المستوى الثالث: المعالجة إمكانية تغيير المحتوى دون أن يكون المستخدم جزءاً منه، والمستوى الرابع: التفاعل المستخدم جزء من الإعلان مع القدرة على التعديل، وهو المستوى الأكثر فاعلية.
أكدت النتائج أن المستويين الثالث والرابع هما الأنسب لتعزيز صورة إيجابية عن المنتجات، نظرًا للتفاعل القوي الذي يتيحانه للمستخدم.
المصريون و الواقع المعزز
وقال الدكتور محمود ربيع عن أهم نتائج الدراسة الميدانية التى أجريت على الجمهور المصري من حيث درجة مشاهدة الجمهور المصري لتقنية الواقع المعزز في الإعلانات الرقمة متوسطة بشكل عام، وتعد تطبيقات الواقع المعزز على الهاتف المحمول، ومنصات التواصل الاجتماعي من أبرز الوسائل التي يتعرض من خلالها الجمهور المصري لهذا النوع من الإعلان، مؤكداً أن درجة تقبل المصريين للإعلانات المصممة بتقنية الواقع المعزز أكثر من تقبلهم للإعلانات غير المعززة.
تحقيق التواجد عن بعد
وأشار إلى أن درجة تفاعل الجمهور المصري مع الإعلانات المصممة بتقنية الواقع المعزز مرتفعة بشكل عام، نتيجة الخصائص التي تميز إعلانات الواقع المعزز عن الوسائل الإعلانية الأخرى مثل: سهولة الاستخدام، والتفاعلية، وتحقيق العديد من القيم لدى المستخدمين ( قيمة المتعة المدركة، القيمة النفعية المدركة، القيمة المعرفية المدركة)، بالإضافة إلى قدرة إعلانات الواقع المعزز على تحقيق التواجد عن بعد.
وأوضح أن تصميم الإعلانات يعتمد على أسس فنية مثل التوازن والتباين والبساطة، مع دمج عناصر إبداعية مثل المجسمات ثلاثية الأبعاد، والجودة العالية للإخراج، ودمج المنتجات الافتراضية بالبيئة الحقيقية.
بيئة حقيقة
وأشار إلى أن النتائج أظهرت هيمنة اللغة الإنجليزية في إعلانات الواقع المعزز، نظرًا لاستهداف الشركات الدولية جمهوراً متعدد الجنسيات، مما يعكس ضعف المنافسة من قبل الشركات المحلية.
و أوضح أن الإعلانات بتقنية الواقع المعزز تؤثر إيجابياً على مكونات صورة المنتج مثل الثقة، الملاءمة للبيئة الحقيقية، الانطباعات، والقرار الشرائي. كما تجمع بين استمالات عاطفية (مثل المرح والسعادة) ومنطقية (مثل تجربة المنتج وإبراز خصائصه).
تحديات المستخدمين
و رصد الدكتور ربيع أبرز التحديات التي تواجه المستخدمين فى استخدام الواقع المعزز، مثل: الحاجة إلى هواتف ذات كفاءة عالية، بالإضافة إلى قلة استخدام التقنية من قبل العلامات التجارية، فضلاً عن مخاوف بشأن الخصوصية.
وأوضح أن من بين أبرز مقترحات الجمهور لتحسين مستقبل إعلانات الواقع المعزز تمثلت في: إعداد دورات مكثفة للمعلنين حول كيفية توظيف تقنية الواقع المعزز في إعلاناتهم الرقمية، نشر معلومات مكثفة عن الواقع المعزز لتعريف المستهلكين بهذا النوع من الإعلان، فضلاً عن تعزيز الوعي بأهمية إعلانات الواقع المعزز في تحسين تجربة المستخدم والثقة في المنتجات، اعتماد المعلنين على إعلانات الواقع المعزز في استراتيجياتهم التسويقية، عرض كافة أنواع المنتجات عبر تقنية الواقع المعزز وعدم الاقتصار على أنواع محددة .
يُذكر أن الباحث قد حصل على درجة الماجستير بتقدير “ممتاز” مع التوصية بالطبع والتبادل، وذلك يوم السبت الماضي بكلية الإعلام – جامعة الأزهر.
وقد ضمَّت لجنة المناقشة والحُكم على رسالة الباحث كُلًا من: الأستاذة الدكتورة ثريا أحمد البدوي، أستاذ العلاقات العامة والإعلان وعميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة – مناقشًا خارجيًا ورئيسًا، الأستاذ الدكتور أحمد سالم العيسوي، أستاذ العلاقات العامة والإعلان المساعد بكلية الإعلام بجامعة الأزهر، ووكيل الكلية السابق للدراسات العليا والبحوث – مشرفًا، الأستاذ الدكتور محمد فؤاد الدهراوي، أستاذ العلاقات العامة والإعلان المساعد بكلية الإعلام بجامعة الأزهر – مناقشًا داخليًا، وذلك وسط حضور الدكتور رضا عبد الواجد أمين، عميد كلية الإعلام، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والباحثين من مختلف الجامعات.