أفتتحت اليوم أعمال منتدى الاستدامة والتمويل المستدام الذى ينظمه اتحاد المصارف العربية بشرم الشيخ، ويشاركه فيه اتحاد بنوك مصر ، تحت رعاية البنك المركزى المصرى .
وقال شريف لقمان وكيل المحافظ لقطاع الشمول المالي والاستدامة بالبنك المركزي المصري ، ان المؤتمر يرسم لنا الطريق نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهو أحد أهم الملفات الحالية في دولنا العربية.
وفي إطار التوجه العالمي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة والاتجاه نحو اقتصاد منخفض الكربون خاصةً مع تفاقم الأحداث المناخية والمخاطر الناجمة عنها، برز مفهوم التمويل المستدام والدور الحيوي للقطاع المصرفي في الدفع بعجلة التنمية، فالقطاع المصرفي يوفر التمويل للأفراد والشركات لتنفيذ مشاريعهم وتلبية احتياجاتهم لذا يمتلك القدرة على توجيه القطاعات الاقتصادية نحو أنشطة أكثر استدامة تحقق خطط وأهداف التنمية المنشودة.
وأضاف لقمان إن التمويل المستدام يلعب دورًا رئيسيًا في دعم الاستقرار المالي والمصرفي وكذلك تحقيق الالتزامات الدولية المتعلقة بأهداف المناخ والاستدامة. كما يقوم التمويل المستدام بدور كبير في خفض التكاليف وزيادة الكفاءة وتخفيف المخاطر وخلق أسواق جديدة ودعم الابتكار وتعزيزه بدولنا العربية. وقد ازدادت مطالبات المستهلكين والمستثمرين في القطاعات المالية بالتحول نحو الاستدامة لما لها من تأثير إيجابي على أداء الاعمال والشركات.
وأشار لقمان، يعد الانتقال إلى اقتصاد مستدام التزامًا طويل الأجل يقدم العديد من الفرص لمواجهة التداعيات البيئية والاجتماعية والتي قد تؤثر سلبًا على الأنشطة الاقتصادية. فالبلدان العربية شديدة التأثر بالتغيّر المناخي نظرًا لموقعها الجغرافي الذي يعرضها للعديد من الأحداث مثل ارتفاع مستويات البحار وندرة المياه العذبة وعدد من الكوارث الطبيعية، والتي تنعكس على الإنتاج الغذائي، مما جعل التخفيف من حدتها أمرًا حاسمًا. وكبنوك مركزية، لدينا دور محوري في تعزيز الانتقال نحو تمويل مستدام من خلال وضع الأطر الرقابية التي تأخذ المخاطر والفرص البيئية والاجتماعية في الاعتبار وكذلك توفير الآليات والأدوات التي تعزز فرص البنوك نحو تفعيل مبادئ التمويل المستدام وتعزيز فرص التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وأكد شريف لقمان لا يقتصر التمويل المستدام على دمج المخاطر البيئية والاجتماعية في الأنشطة المصرفية إنما يتعلق الأمر أيضًا بإيجاد مصادر جديدة للإيرادات من خلال توجيه رؤوس الاموال نحو ممارسات الإقراض والاستثمار التي تولد قيمة بيئية واجتماعية ايجابية، حيث يمثل التمويل المستدام فرصة كبيرة غير مستغلة بالشكل الامثل، خاصة في دول الشرق الأوسط والتي تتميز بما لديها من أسواق رأس مال متطورة، تجذب المستثمرين من جميع أنحاء العالم نحو ضخ رؤوس أموالهم في المشاريع ذات التأثير البيئي والاجتماعي الايجابي. كما تتمتع المنطقة العربية بما تمتلكه من طاقة متجددة وفيرة ومنخفضة التكلفة فرصاً عظيمة في هذا المجال بالإضافة إلى ذلك، فإن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يساعد في مواجهة التحديات المترابطة بين المياه والطاقة والغذاء، إلى جانب تحديات التنمية الاجتماعية بشكل عام.
و قال لقمان فى كلمته بالافتتاح ، أظهرت الدولة المصرية التزامها بأجندة التنمية المستدامة من خلال تصديقها على اتفاقية باريس للمناخ وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. كما أطلقت الحكومة المصرية إستراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر ٢٠٣٠ والإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ ٢٠٥٠ وإستراتيجية الطاقة المستدامة المتكاملة لعام ٢٠٣٥.
وأكد بقوله ، يأتي التمويل المستدام على رأس أولويات البنك المركزي المصري وسيبقى كذلك في السنوات القادمة. فقد وجه المركزي المصري البنوك نحو ادراج مفاهيم الاستدامة والتمويل المستدام في العمليات الداخلية للبنوك وكذلك أنشطة التمويل والاستثمار من خلال العديد من الإجراءات والمبادرات والتعليمات الرقابية التي تعزز مفاهيم الاستدامة .
وأضاف إن التحول إلى اقتصاد أكثر استدامة يتطلب التخطيط المناسب للتأكد من كون الإجراءات والسياسات المتخذة تضمن تحقيق النمو الاقتصادي المنشود وضمان ان الاقتصادات الناشئة تتطور بما يلبي احتياجاتها على المدى القصير والطويل. كما يتعين على البلدان المتقدمة أن تقوم بدورها بتوفير الدعم اللازم من اجل تحقيق النمو المستدام للبلدان النامية بشكل عادل وهوالدعم الذي تم إقراره في مؤتمر قمة المناخ بشرم الشيخ COP27 من خلال قرار إنشاء صندوق لتعويض “الخسائر والأضرار” التي تتكبدها الدول النامية. وأود التأكيد على أن تعاون جميع دولنا العربية وتوحيد الأهداف يعدا عاملان رئيسيان للصمود ضد المخاطر البيئية والاجتماعية التي تواجه الجميع .