بكين / شينخوا
عُقد مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي السنوي في بكين على مدى اليومين الماضيين ، حيث حدد القادة الصينيون أولويات العمل الاقتصادي لعام 2026.
وألقى شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، كلمة مهمة خلال المؤتمر.
وفي كلمته، استعرض شي العمل الاقتصادي للبلاد في عام 2025، وحلل الوضع الاقتصادي الحالي، ورتب العمل الاقتصادي للعام المقبل.
وأشار الاجتماع إلى أن عام 2025 هو عام استثنائي بكل معنى الكلمة، وأن الأهداف الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية سيتم تحقيقها بنجاح.
وأشار الاجتماع إلى أنه تزامناً مع اقتراب الخطة الخمسية الـ14 (2021-2025) من نهايتها الناجحة، من المؤكد أن الصين استطاعت خلال السنوات الخمس الماضية أن تتخطى بنجاح مختلف الصدمات والتحديات، وحققت إنجازات كبيرة جديدة في قضية الحزب والدولة.
وأكد الاجتماع ضرورة استغلال الإمكانات الاقتصادية بالكامل، ومواصلة تقديم السياسات الداعمة وتعزيز الإصلاح والابتكار، وضمان حيوية السوق وفعالية التنظيم الاقتصادي، والجمع بين الاستثمار في الأصول المادية والاستثمار في رأس المال البشري، ومواجهة التحديات الخارجية من خلال تعزيز القدرات الداخلية.
وأشار الاجتماع إلى وجود تحديات قديمة وجديدة لا تزال تواجهها التنمية الاقتصادية للصين، وإلى تعمُق تأثير التغيرات في البيئة الخارجية، مع استمرار وجود الأخطار المحتملة والكامنة في بعض المجالات الرئيسية، مؤكدا أن هذه القضايا قابلة للحل من خلال بذل الجهود، وأن الظروف الأساسية والاتجاهات الرئيسية التي تدعم النمو الاقتصادي طويل الأجل في الصين لا تزال باقية دون تغيير.
وأكد المؤتمر ضرورة تطبيق فلسفة التنمية الجديدة بشكل كامل ودقيق، والتحرك بخطى أسرع نحو صياغة نمط تنموي جديد، والتركيز على تعزيز التنمية عالية الجودة.
وأوضح الاجتماع أن الصين ستلتزم بالمبدأ العام المتمثل في مواصلة التقدم مع ضمان الاستقرار، وستعمل من أجل تنسيق أفضل بين تعزيز العمل الاقتصادي المحلي وتعزيز القدرة على مواجهة الصراعات على الساحة الاقتصادية والتجارية الدولية، وستسعى إلى ضمان تحقيق التنمية والأمن معاً.
وأوضح الاجتماع أن البلاد تعتزم تنفيذ سياسات أكثر استباقية وتأثيرا في مجال الاقتصاد الكلي، وستضع سياسات تتسم ببعد نظر أكبر وبكونها أكثر استهدافاً وتنسيقاً، وستعمل باستمرار على توسيع الطلب المحلي وتحسين العرض وتطوير قوى إنتاجية حديثة النوعية تتناسب مع الظروف المحلية.
وأكد الاجتماع أن البلاد ستبذل الجهود لتطوير سوق وطنية موحدة وستعمل باستمرار على منع الأخطار المحتملة ونزع فتيلها في المجالات الرئيسية، لافتاً إلى أنه من الضروري ضمان التنمية المطردة للتوظيف والأعمال التجارية والأسواق والتطلعات، بما يضمن انطلاقة قوية للخطة الخمسية الـ15 (2026-2030).
وأوضح الاجتماع أن الصين ستواصل تنفيذ سياسة مالية أكثر استباقية والحفاظ على مستويات العجز المالي ومستويات الدين العام وحجم الإنفاق عند الحد الأدنى الضروري، مع توحيد سياسات الحوافز الضريبية والدعم المالي.
ولفت الاجتماع إلى أنه ينبغي إيلاء اهتمام أكبر لمعالجة الصعوبات المالية المحلية، موضحاً أن أجهزة الحزب والدولة ستواصل الحفاظ على ترشيد نفقاتها.
وأوضح الاجتماع أن الصين ستواصل تنفيذ سياسة نقدية معتدلة التيسير، وستوظف الأدوات السياساتية النقدية المختلفة- مثل نسَب الاحتياطي الإلزامي وأسعار الفائدة – بطريقة مرنة وفعّالة للحفاظ على سيولة وفيرة.
وأوضح الاجتماع أن الصين ستوجه المؤسسات المالية إلى تعزيز الدعم الموجه إلى توسيع الطلب المحلي، وإلى الابتكار العلمي والتكنولوجي، وإلى الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، وغير ذلك من المجالات الرئيسية.
وأشار الاجتماع إلى أنه سيتم الإبقاء على سعر صرف الرنمينبي مستقرا بشكل عام عند مستوى متوازن وقابل للتكيف، مضيفا أن الصين ستجعل توجهات سياسات الاقتصاد الكلي أكثر اتساقا وفعالية، وستعمل على تحسين آليات إدارة التطلعات لتعزيز الثقة المجتمعية.
وفي ما يتعلق بمهام العمل الاقتصادي للعام المقبل، أكد الاجتماع أن الطلب المحلي سيظل محور التركيز في بناء سوق محلية قوية.
وأوضح الاجتماع أنه ينبغي المضي قدماً في تنفيذ المبادرات الخاصة لتعزيز الاستهلاك، وينبغي توسيع نطاق توفير السلع والخدمات الاستهلاكية عالية الجودة، فضلا عن إزالة القيود غير المبررة في قطاع الاستهلاك، وإطلاق العنان لإمكانات استهلاك الخدمات.
وأشار الاجتماع إلى أن الصين ستعمل على استقرار الاستثمار وإنعاشه، وزيادة حجم الاستثمار ضمن ميزانية الحكومة المركزية بشكل مناسب، ومواصلة الاستفادة من دور الأدوات المالية الجديدة القائمة على السياسات. وستواصل الصين أيضا تطوير مشاريع التجديد الحضري وفق معايير عالية الجودة.
وأكد الاجتماع أنه من الضروري تعزيز التنمية القائمة على الابتكار لتسريع تنمية محركات النمو الجديدة. وأضاف أن الصين ستنشئ مراكز دولية للابتكار التكنولوجي في بكين (منطقة بكين-تيانجين-خبي)، وشانغهاي (دلتا نهر اليانغتسي)، ومنطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى.
وستُبذل الجهود للنهوض بمبادرة الذكاء الاصطناعي بلس، وتحسين حوكمة الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الابتكار في تمويل العلوم والتكنولوجيا.
وخلال الاجتماع، تم التشديد على أن تعميق الإصلاحات ضروري لتعزيز زخم وحيوية التنمية عالية الجودة.
وأكد الاجتماع أن الصين ستكثف جهودها لمعالجة المنافسة الشرسة ذات النتائج الاقتصادية السلبية، وصياغة وتنفيذ خطة إصلاحية تشمل الأصول والشركات المملوكة للدولة، وتحسين اللوائح والسياسات الداعمة لقانون تعزيز القطاع الخاص. وستواصل البلاد أيضا تعميق الإصلاحات الشاملة في استثمارات وتمويل أسواق رأس المال.
وشدد الاجتماع على ضرورة المضي قدما بثبات في الانفتاح المؤسسي، وتوسيع نطاق الانفتاح الذاتي في قطاع الخدمات بطريقة منظمة، وإحراز تقدم ملموس في تطوير ميناء هاينان للتجارة الحرة.
ووفقا للاجتماع، ينبغي بذل الجهود لدعم صادرات الخدمات، وتطوير التجارة الرقمية والخضراء بنشاط، وإصلاح وتحسين أنظمة تشجيع الاستثمار الأجنبي، وتحسين أنظمة الخدمات المتكاملة في الخارج.
وشدد الاجتماع على ضرورة تعزيز التعاون عالي الجودة في إطار الحزام والطريق، فضلا عن السعي إلى توقيع المزيد من اتفاقيات التجارة والاستثمار الإقليمية والثنائية.
وأكد الاجتماع ضرورة تعزيز التنسيق في التنمية لتيسير التنمية المتكاملة بين المناطق الحضرية والريفية، وتحقيق التضافر التنموي بين مختلف مناطق البلاد، مشيرا إلى ضرورة اتخاذ خطوات منسقة لدفع عجلة التوسع الحضري مع التركيز على المحافظات والنهوض الريفي الشامل، ما يعزز التنمية عالية الجودة لاقتصادات المحافظات.
وأوضح الاجتماع أن الصين ستضمن بقاء المساحة الإجمالية للأراضي الزراعية فوق الخط الأحمر المحدد، وستحافظ على بقاء أسعار الحبوب وغيرها من المنتجات الزراعية الرئيسية عند مستوى معقول. وستواصل الصين تعزيز إنجازاتها في الحد من الفقر، وضمان عدم حدوث انتكاسات واسعة النطاق إلى الفقر، فضلا عن تعزيز التنمية عالية الجودة للاقتصاد البحري.
وأشار الاجتماع إلى أنه من أجل تحقيق الهدفين المتمثلين في الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون والحياد الكربوني، ينبغي بذل الجهود لتعزيز التحول الأخضر الشامل.
وشدد الاجتماع على الحاجة إلى مواصلة تطوير ترشيد استهلاك الطاقة وخفض انبعاثات الكربون في الصناعات الرئيسية، ووضع خطة لجعل الصين قوة رائدة في مجال الطاقة، وتوسيع نطاق استخدام الكهرباء النظيفة، وتعزيز تطوير السوق الوطنية لتجارة انبعاثات الكربون.
وشدد الاجتماع على ضرورة تنفيذ مبادرة شاملة لإدارة النفايات، والمضي قدما بثبات في برنامج غابات الحزام الواقي في المناطق الشمالية الثلاث، وتعزيز قدرة البلاد على التعامل مع الأحوال الجوية المتطرفة.
وأشار الاجتماع إلى أنه في ظل سياسة الدولة المتمثلة في منح الأولوية لتحسين معيشة المواطنين، سيتم اتخاذ تدابير عملية لتلبية احتياجاتهم.
وشدد الاجتماع على أهمية بذل الجهود لتحقيق استقرار فرص العمل للفئات الرئيسية مثل خريجي الجامعات والعمال المهاجرين، وتعديل توزيع الموارد التعليمية، وتعميق إصلاح طرق سداد تكاليف التأمين الصحي، وتعزيز الرعاية والمساعدة للمحتاجين.
وشدد الاجتماع على ضرورة الحفاظ على معدل المواليد عند مستوى مستقر، مضيفا أنه ينبغي بذل جهود جادة في مجالات سلامة أماكن العمل، والوقاية من الكوارث والتخفيف من آثارها والإغاثة منها، وسلامة الغذاء والدواء.
وأكد الاجتماع أيضا ضرورة الوقاية من الأخطار في المجالات الرئيسية بشكل فعال وحكيم، مع التركيز على استقرار سوق العقارات. وأكد أنه ينبغي بذل الجهود للمضي قدما بثبات في بناء “مساكن عالية الجودة” والوقاية من أخطار ديون الحكومات المحلية بطريقة منظمة.
وأشار الاجتماع إلى أنه يجب على الدولة استغلال الفرص الجديدة لنمو الطلب لتعزيز التداول الاقتصادي المحلي، وتعزيز التكامل العميق بين الابتكار العلمي والتكنولوجي والابتكار الصناعي من أجل تطوير قوى إنتاجية حديثة النوعية، والمضي قدما بثبات في تعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح من أجل إطلاق العنان لزخم وحيوية التنمية عالية الجودة.
وأشار الاجتماع إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لتعزيز حماية وتحسين سبل عيش المواطنين، والعمل بفعالية وحكمة على الوقاية من الأخطار في المجالات الرئيسية.
وشدد الاجتماع على أهمية التمسك بالقيادة المركزية الموحدة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. ودعا إلى تأدية العمل الاقتصادي بكفاءة عالية بما يتناسب مع الظروف المحلية، وإلى التحلي بفهم صحيح لمعنى الأداء الجيد. وحث الاجتماع أيضا على بذل الجهود من أجل صياغة جيدة للخطة الخمسية الـ15 على الصعيدين الوطني والمحلي، والخطط الخاصة ذوات الصلة، والسعي لتحقيق تنمية مستدامة وعالية الجودة.
وأكد الاجتماع ضرورة العمل الجاد لضمان توفير الإمدادات الكافية من السلع الأساسية اللازمة لتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين مع بداية العام الجديد، والاهتمام بعمل وحياة المحتاجين، والوقاية من أخطار الحوادث الكبرى والخطيرة .
وأكد الاجتماع ضرورة تعزيز الالتفاف الوثيق حول اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وفي القلب منها الرفيق شي جين بينغ، والسعي بقوة لتحقيق أهداف ومهام التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المقبل، وبدء الخطة الخمسية الـ15 (2026-2030) بداية موفقة.
حضر الاجتماع لي تشيانغ، وتشاو له جي، ووانغ هو نينغ، وتساي تشي، ودينغ شيويه شيانغ، ولي شي، وجميعهم أعضاء باللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
وألقى لي تشيانغ كلمة ختامية، طرح فيها المتطلبات اللازمة لتنفيذ المبادئ التوجيهية التي حددها شي في كلمته المهمة، ولإنجاز العمل الاقتصادي على أكمل وجه خلال العام المقبل.


