الجمعة, 21 مارس 2025, 17:12
أسواق عالمية الرئيسية تجارة وصناعة

السفير الصينى بالقاهرة : لا يمكن لأي دولة أن تتوهم ممارسة الردع على الصين

أكد السفير الصينى بالقاهرة لياو ليتشيانج، أن الاحترام المتبادل هو المبدأ الأساسي في التعامل بين الدول، وكذلك شرط مهم للعلاقات الصينية الأمريكية. لا يمكن لأي دولة أن تتوهم ممارسة الردع على الصين من جهة، وتطوير علاقة جيدة معها من جهة أخرى. إن هذا النهج المنافق لا يضر بالعلاقة الثنائية فحسب، بل يعيق بناء الثقة المتبادلة بين الجانبين.

وفيما يتعلق بالفنتانيل، أود التأكيد على أن الصين دائما تلتزم بحزم بمكافحة تهريب وتصنيع المخدرات، وهي الدولة التي تتخذ السياسة الأكثر صرامة وشمولا لمكافحة المخدرات في العالم. فمنذ عام 2019، تجاوبنا لطلب الجانب الأمريكي، بادرنا إلى إدراج جميع المواد المرتبطة بالفنتانيل في قائمة المراقبة. وانتشار الفنتانيل في الولايات المتحدة هو مشكلة داخلية، يتعين على الجانب الأمريكي مواجهتها بنفسه. انطلاقا من الروح الإنسانية، قدمت الصين المساعدة للولايات المتحدة، ويجب ألا يقابل الإحسان بالجحود، ناهيك عن فرض رسوم جمركية غير مبررة، إنه تصرف لا يليق دولة كبيرة ومسؤولة.

و”لمواجهة الفشل، يجب مراجعة نفسه.” على الولايات المتحدة أن تراجع نفسها: ماذا حصلتم من الحروب الجمركية والتجارية خلال السنوات الماضية؟ هل تقلص العجز التجاري أم لا؟ هل ازدادت التنافسية لقطاع التصنيع أم لا؟ هل تحسن التضخم أم لا؟ هل تحسنت معيشة الشعب أم لا؟ إن العلاقة الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة قائمة على المساواة والمنفعة المتبادلة، فإذا اختار الجانبان التعاون، سيكسبان معا، أما إذا استمرت الضغوط، سترد عليها الصين بكل حزم.

وأكد السفير الصينى بالقاهرة لياو ليتشيانج فى مؤتمر صحفى عقده اليوم بأن الصين والولايات المتحدة، كأكبر دولة نامية وأكبر دولة متقدمة في العالم، لا بد من التعايش بسلام على هذا الكوكب. كما ذكر الرئيس شي جين بينغ في مكالمته مع الرئيس ترامب في بداية هذا العام، يجب ألا يكون الصراع والمواجهة خيارا، ويمتلك البلدان مصالح مشتركة واسعة وآفاقا رحبة للتعاون، ويمكن أن تكونا الشركاء لتحقيق الازدهار المشترك.

وأكد السفير الصينى بالقاهرة لياو ليتشيانج، إلتزام الصين بما طرحه الرئيس شي جين بينغ من مبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي، والتعاون متبادل المنفعة، وتعمل على تحقيق الاستقرار والتنمية السليمة والمستدامة للعلاقات الصينية الأمريكية. في الوقت نفسه، نأمل من الجانب الأمريكي الاستماع إلى أصوات الشعبين، وإدراك الاتجاه العام، والنظر إلى تطور الصين بشكل موضوعي وعقلاني، التواصل مع الصين بشكل إيجابي وعملي، والسير في الطريق الذي يخدم مصلحة البلدين ويعود بالنفع على العالم كله.

وعن موقف الصين من خطط الدول العربية لإعادة إعمار غزة ، أضاف السفير الصينى بالقاهرة ، أن إسرائيل شنت مؤخرا هجوما واسع النطاق على قطاع غزة، الأمر الذي يشكل انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار ويؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين. ما تعليقكم على ذلك؟

و أعرب الجانب الصيني عن أسفه لانهيار وقف إطلاق النار الذي لم يأت بسهولة، وعن قلقه البالغ وإدانته الشديد إزاء قيام اسرائيل باستئناف الحرب على غزة. لغة القوة ليست الحل للقضية الفلسطينية. نحث الجانب الاسرائيلي على التخلي عن إصراره على اللجوء للقوة، وسرعة وقف عملياته العسكرية في غزة، ووقف العقاب الجماعي المفروض على المدنيين في غزة. ندعو الأطراف المعنية إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل شامل ومتسق. ونأمل من الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار اتخاذ موقف منصف ومسؤول لتعزيز التنفيذ المتسق للاتفاق المتكون من 3 المراحل وضمان دوام وقف إطلاق نار في غزة. ونعارض بشدة تسليح وتسييس المساعدات الإنسانية، ونحث إسرائيل على الوفاء بالتزاماتها كقوة احتلال بموجب القانون الإنساني الدولي وإعادة السماح للمساعدات الإنسانية بدخول غزة على الفور.

وقال االسفير الصينى بالقاهرة لياو ليتشيانج، أن “حل الدولتين” هو السبيل الوحيد القابل للتنفيذ لحل القضية الفلسطينية. إن قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين. نقدر دور مصر الإيجابي والبناء في حل قضية غزة. وندعم خطة إنعاش وإعادة إعمار غزة التي أطلقتها مصر والدول العربية بشكل مشترك. ونؤكد على أهمية إعادة الإعمار في أقرب وقت ممكن، على أساس مبدأ “حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين”، ليتمكن الشعب الفلسطيني من إعادة بناء دياره على أرضه.

وأشار السفير الصينى بالقاهرة لياو ليتشيانج، إن الصين كشريك استراتيجي لدول الشرق الأوسط وصديق مخلص للإخوة العرب، ستواصل الوقوف إلى جانب شعوب الشرق الأوسط بكل ثبات لكسب العدل والسلام والتنمية، وتدعم دول الشرق الأوسط للتحكم في مستقبلها ومصيرها واستكشاف الطرق التنموية بإرادتها المستقلة، بما يحقق في يوم مبكر السلام والنهضة اللتين تحلم بهما.

أكد السفير الصينى بالقاهرة لياو ليتشيانج، أنه لا يوجد في العالم سوى صين واحدة، وتايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وحكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها. يصادف هذا العام الذكرى الثمانين لاستعادة تايوان. فقد أسهم انتصار الشعب الصيني في حرب ضد العدوان الياباني في عودة تايوان إلى السيادة الصينية. وأكدت “إعلان القاهرة” و”إعلان بوتسدام” بشكل واضح على سيادة الصين على تايوان، وتشكل هذه الوثائق جزءا أساسيا للنظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية.

في عام 1971، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 2758 بأغلبية ساحقة، وقررت استعادة جميع الحقوق المشروعة لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة، وطرد ممثلي سلطات تايوان من الأمم المتحدة وجميع وكالاتها على الفور. وحسم هذا القرار بشكل نهائي حق التمثيل للصين، بما فيه تايوان، في الأمم المتحدة، ومنع جميع المحاولة لخلق “صينين” أو “صين واحدة وتايوان واحدة”. والتسمية الوحيدة لتايوان في الأمم المتحدة هي “مقاطعة تايوان الصينية”. لم تكن تايوان دولة مستقلة، لا في الماضي ولن في المستقبل. إن الترويج لما يسمى بـ”استقلال تايوان” هو محاولة لتقسيم الصين، ودعم “استقلال تايوان” هو التدخل السافر في الشؤون الداخلية للصين، والتساهل مع “قوى انفصال تايوان” تعبث باستقرار منطقة مضيق تايوان.

يعد مبدأ السيادة حجر الأساس لميثاق الأمم المتحدة، ويجب ألا يمارس أي دولة المعايير المزدوجة في هذا المجال. إن احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها يتطلب دعم جهود الصين لتوحيد أراضيها، والالتزام بمبدأ “الصين الواحدة” يتطلب رفض أي محاولة لـ”استقلال تايوان”. تعد الوحدة الوطنية الكاملة التطلع المشترك لجميع أبناء الشعب الصيني، وهو اتجاه حتمي وضروري. إن محاولة “استقلال تايوان” لا تؤدي إلا إلى الهلاك الذاتي، والسعي لاستخدام تايوان لاحتواء الصين أشبه بمحاولة إيقاف عجلة التاريخ بيد واهنة. إن الصين ستتحد في نهاية المطاف، وذلك سيتحقق بلا أدنى شك.