الأربعاء, 4 ديسمبر 2024, 11:15
نافذة الرأى

الدكتور محمود عطيه يكتب : التعليم مفتاح الفرج

 

كل خميس :

بقلم : د.محمود عطية

 

مشهد طلاب الثانوية العامة وهم منطلقون للامتحان ومعهم أوراق المراجعة التى دبجت من خلال الدروس الخصوصية والسناتر تعلن وفاة الكتاب واختفاء المدرسة كمركز لتلقى التربية والعلم..فالمدرسة كما كنا نعرفها مكان لتربية العقل الوجدان والبدن.!

وفى ظروف معلومة تماما تم اخفاء المدرسة لصالح الدروس الخصوصية والسناتر المقامة داخل الأبنية السكنية وقاعات الجوامع والمنازل القديمة وفى الحارات والشوارع والميادين وتم الاستغناء عن تربية الوجدان  والجسد واستخدام ملكة واحدة للعقل وهى الحفظ والاستظهار..!

وكالأسطوانة المشروخة يردد مسئولو الحكومة من وقت لآخر عبر العديد من وسائل الإعلام أنه لا تنمية ولا تقدم بغير تعليم حقيقي منفتح على العالم يبنى العقل النقدى ويساهم فى التنمية الاقتصادية الحقيقية ويظهر فى استخدام الموارد البشرية كعنصر فاعل فى تقدم وازدهار اقتصاد الأمة..وعلى أرض الواقع نجد نفس المسئولين يتركون التعليم يتدهور أكثر وأكثر ،ويتم ترك التعليم ممددا كجسد الذبيحة وسط البلاد للتجارة والشطارة بين الدروس الخصوصية والسناتر وبين معاول هدم المدارس الانترناشيونال والجامعات التابعة لدول أجنبية،وتوابعها الجامعات الخاصة التى يقال أنها لا تهدف للربح وصدقنا على طريقة  القائل”اليوم اللى يتولد فيه نصاب بينولد فيه سبعين مغفلا..!

وكل الأجراس تنذرنا بفساد التعليم في بلادنا ولا حياة لمن تنادى,كل الدلائل تؤكد أن ما يحدث هو إفساد متعمد للتعليم ولا أحد يهتم، وإذا كانت ورقة يكتب فيها الطالب ما يحفظه يعد تعليما فهذا فى نظرى اكبر عملية نصب على عقول الأمة ومستقبلها ونموها الحقيقي.

فلماذا لا يخبرنا أي مسئول ويجيب علينا هل استطاعت أمة من الأمم أو بلد من البلدان أن تنمو وتتطور بعيدا عن التعليم الحقيقى وهل يمكن لنا الخروج من أزمتنا بدون تعليم حقيقى وإنسان قادر على الفهم واستيعاب آليات التقدم والتكنولوجيا الحديثة بذكائها الاصطناعى ؟!.

فلم يعد سرًا أن تقدم ورقى الانسان مرهونان بالتعليم الحقيقى، وسعادة الأمم وتحليقها فى السماء راجع لاهتمامها بالتعليم، ومن يشك فى ذلك فيدلنا على بلد استطاع التقدم وتبنى القيم الإنسانية دون اهتمام حقيقى بالتعليم، التعلم الحقيقى يخلق العقل الناقد لدى الافراد حتى يمكن لهم تجاوز أزماتهم وفك كربهم, وبتفكير بسيط نكتشف أننا فرطنا فى تعليم ابنائنا وما نحن فيه من أزمات من جراء ذلك التفريط.

ولا أفهم لماذا نتناسى ونتغافل عن الدرس الأعظم من التعاليم السماوية،فلما كانت مهمة بنى آدم أن يكون خليفة الله فى الأرض ليبنى ويعمر , جاءت أولى المهام كما جاء فى القرآن الكريم هى تعليمه  حتى يكون مؤهلا للتعمير والبناء فقال تعالى”وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الملائكة”، البداية دائما من التعليم، وفى الاناجيل ” فى البدء كان الكلمة”.

التعليم يا عالم هو مفتاح التقدم والازدهار ..التعليم هو مفتاح التقدم الاقتصادى..ومفتاح الفرج لو تعلمون .