فند الأمير محمد بن سلمان ولى عهد السعودية فى مقال له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك أوراق اللعبة السياسية التى بدأها منذ تعيينه وليا للعهد، وحتى توقيع المصالحة مع إيران برعاية صينية .
أوراق السياسة السعودية من رأى ولى العهد التى فندها من جديد حسب المصالح السعودية لتكون لها استقلالية القرار دون تبعية لدول عظمى ، هو جزء من اللعبة ولم تستخدم باقى الأوراق كما يعتقد بن سلمان، الذى لم يذكر الخمسة تريليونات من الدولارات التى انقض عليها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، ولا ملايين التيرعات لجمعية ايفانكا الخيرية.. ولم يتطرق فى أوراق لعبته إلي الحرب في اليمن، وهل كانت فى صالح السعودية والخليج أم استدرج لها بقصد وعن عمد.
الأوراق مع أمريكا ليست كلها التى القيت على الطاولة، وأوراق الصين مازالت منعكشة ولم تكن متشابهة فى أرقامها، لأنها تتجمع بتخطيط من الدب الروسي.
لم تكن المصالحة مع إيران فتح مبين، ولاتزال الضمانات الصينية ملتوية أشبه بالتنين، رغم أن بن سلمان لم يفصح عن بنود الضمانات، ولكنه فى الكلام عبر عن ضعف طرفي المصالحة السابقين وهما العراق وسلطنة عمان.
بن سلمان في مخاض التجربة القصيرة يقول إننا نتعامل مع الجميع باستقلالية تامة وبتوازن فى المصالح وحرية واستقلال فى القرار، بعيدا عن بعبع إيران والحماية الوهمية للأمريكان ضد الخطر القادم من الشيعة ودولة الفرس التى تترقب الانقضاض على أرض المملكة والخليج.
بن سلمان يريد أن يجعل القوى العظمى المتناحرة الآن على مسافة واحدة من السعودية، وكل منها تمر بمحطات مصالح مشتركة وليس مصالح من طرف واحد.
فماذا قال ولى العهد السعودى فى مقاله ؟!!
بعد توقيع المصالحة بين السعودية وإيران بوساطة صينية، يعتقد البعض أن السعودية سوف تنثر الأموال على الدول وتعود لسياستها القديمة ( لا ياعزيزي انت واهم ) ولم تفهم القيادة السياسية السعودية إلي الآن.
يحاول الصغار التسلق على انجازات الغير وتقول بعض الدول أن لها الفضل في اتفاق الصين ..!
الاتفاق السعودي الإيراني تم بعد ثلاث سنوات وللأمانة وإنصافا للحق من بادر بالتوسط (العراق بطلب إيراني ثم سلطنة عمان، ولكن فشلت الوساطة لعدم وجود ضمانات)، وتدخلت الصين بكل قوة وبضمانات للطرفين وتم التوقيع والاتفاق في الصين، لأنها محايدة وضمنت للسعودية إلتزام إيران.. لم نعطي بال لأحد ولم نخبر تحد بالاتفاق إلا بعد التوقيع.
هل السياسة السعودية تدخل مرحلة جديدة في 2023؟
من يريد قراءة المشهد السعودي خارج سياق مخاض التغيير وضروراته لن يستوعب ماحدث، كان مخاضًا صعبًا قاتلت فيه الرياض الجديدة داخليا وخارجيا في معركة هي الأشرس في تاريخ البلاد لتحرير قرارها السياسي من أعباء الماضي .!
كيف يتخذ الحاكم قراره السياسي.؟
الوضع الصحي سياسيًا أن يكون القرار معياره الأبرز بناء على مصلحة البلاد وشعبها وأن لايكون مضادًا لها.
في الأوضاع غير المريحة سياسياً؛ يكون بناء على مصالح قوى تجارية ومجتمعية نافذة وتيارات مؤدلجة ضاغطة داخليًا وأعباء موروثة، ومصالح حلفاء ودول خارجية.
السعودية الجديدة كانت أمام خيارين لا ثالث لهما :
إما الاستمرار بإعطاء كل تيار وحليف خارجي وتاجر ونافذ مصالحه بما لا يؤثر على المصلحة الوطنية والحفاظ على التوازنات.
أو مواجهة وتفتيت كل مكبلات القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ! هذا الخيار ليس نزهة ، بل معركة كسر عظم حقيقية.
قررت السعودية أن تسير مع الخيار الثاني وتدخل مرحلة كسر العظم.
بدأ المخاض الداخلي بتفتيت كل قوى تكبيل القرار السياسي وكانت البداية بمعركة داخل أروقة الحكومة بايقاف واستبعاد كل شخصية مسؤولة مرتبطة بتيارات أيدلوجية أو تجارية أو علاقات خارجية مع دول وجماعات وكانت صادمة للكثير.
انتقل المخاض لمحاربة كل مكبلات القرار السياسي بتفتيت التيارات الأيدلوجية الضاغطة على القرار والمرتبطة بالخارج سواء بدول “صديقة” أو عدوة مما سبب أزمات سياسية، ضنت بعض التيارات الليبرالية كمثال أن الحملة انتصار لها حتى صدمت بالتحجيم الذي طالها، هذه المعركة كانت الأخطر على المملكة العربية السعودية.
مع نهاية عام 2020 تقريباً اتخذت السعودية خطة بإعادة ترتيب أوراقها بعد نجاح تفتيت القوى المكبلة للقرار :
– داخل الحكومة.
– تيارات أيدلوجية.
– قوى تجارية ومتنفذة وشبكات فساد.
– تجفيف النفوذ الخارجي”عربي وإقليمي ودولي”.
وقامت بالبدء بمرحلة 2021 وفتح صفحة مصالحات سياسية وإعادة رسم قواعد جديدة وصحية.
انطلاقاً من 2021 فتحت السعودية ملف مكبلات القرار السياسي”خارجيا”.
قامت بإعادة ضبط علاقتها بالحليف الأهم”أمريكا” والتي تزايدت رغبتها بالكسب من السعودية والخليج منذ آواخر التسعينات ولم تعطي مقابل مجزي للخليج والسعودية.. قدمت السعودية مصلحتها الوطنية.
ماذا فعلت الولايات المتحدة الامريكية لمواجهة ما قامت بتسميته”تمرد” سعودي؟.
قامت واشنطن بحملة ابتزاز واسعة للرياض وقيادتها بالتلويح بعقوبات، والضغط في ملف التسليح والتهديد بإنهاء التحالف الأمني وضوء أخضر غير مباشر لخصوم الرياض بإمكانية الإضرار بها.
شكك الكثير على قدرة الرياض على الصمود في وجه هذه الضغوط ، لكن النهاية كانت بمشهد زيارة بايدن للسعودية عام 2022.
في عام 2022 فتحت السعودية ملف تنويع العلاقات مع كل دول العالم ومعيار ذلك “المصلحة الوطنية”وهذا ماكان في القمة الصينية وفتح علاقات قوية مع روسيا في ملف الطاقة، رغم موقف الرياض الرافض للحرب في أوكرانيا! فهم الروس كما فهم الأمريكان أن الرياض تضع استقلال قرارها كقاعدة لعلاقاتها الخارجية.
المرحلة القادمة هي مرحلة بناء وطنية وصناعة مشروع عظيم مع قيادة شجاعة وصفحة جديدة متجاوزة ومتسامية تفتحها البلاد بسواعد رجالها، وهذا المشروع يجب أن ينجح لمصلحة استقلال أمننا وصناعتنا ومستقبلنا، بما يحقق كرامة وحرية المواطن السعودي وهذه البلاد وإصلاح حاضرها ومستقبلها.
انتهى كلام محمد بن سلمان ، ولم تنكشف كل الأوراق ، ومازالت الطاولة لم تزدحم بأوراق اللعبة التى تأتى أحداثها سريعة ومتلاحقة !!.