أطلق البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك) برنامج تدريبي متخصص، يهدف إلى تمكين الشركات من فهم الآثار التجارية المترتبة على اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، واستكشاف الإمكانات التحويلية التي توفرها.
من المقرر أن يُعقد البرنامج التدريبي في أبوجا، نيجيريا، خلال الفترة من 30 يونيو إلى 2 يوليو 2025. تم تصميم هذا البرنامج لتزويد الشركات برؤى عملية وسياسية متعمقة تتعلق بالمشهد التنظيمي والمؤسسي المتطور لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية. سيساعد البرنامج المشاركين على فهم وتفسير الصكوك الرئيسية للمعاهدات، وضمان الامتثال للقواعد التجارية الجديدة، بالإضافة إلى تعزيز معرفتهم بآليات التكامل الإقليمي والأطر التشغيلية.
كما سيشكل البرنامج منصة استراتيجية لتوجيه المصدرين الحاليين والمحتملين، وإطلاعهم على التطورات التجارية الحديثة، وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتجاوز الحواجز الجمركية وغير الجمركية عبر القارة.
من المتوقع أن يحظى البرنامج التدريبي، الذي تم تصميمه وتنفيذه بالتعاون بين بنك “أفريكسيم” ومفوضية الاتحاد الأفريقي وأمانة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، بمشاركة واسعة من قطاعات متنوعة. ومن بين المشاركين المتوقعين الشركات الأفريقية الناشطة في مجال التصدير والاستيراد، ومؤسسات دعم التجارة مثل منظمات ترويج التجارة وغرف التجارة، بالإضافة إلى وكالات ترويج الاستثمار وشركات تجارة الصادرات. كما سيستهدف البرنامج المؤسسات المالية ومجتمع التجارة الخارجية الأوسع.
كما سيستفيد المشاركون من العروض التقديمية المصممة خصيصاً حول منتجات ومبادرات أفريكسيم بنك الرئيسية التي تدعم تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، بما في ذلك النظام الأفريقي للدفع والتسوية (PAPSS)، وبوابة التجارة الأفريقية (ATG)، وحلول التمويل التجاري المختلفة.
سيتمكن المشاركون أيضًا من الاستفادة من عروض تقديمية مُصممة خصيصًا لتسليط الضوء على أبرز منتجات ومبادرات أفريكسيم بنكالتي تدعم تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية. ومن بين هذه المبادرات النظام الأفريقي للدفع والتسوية (PAPSS)، الذي يهدف إلى تسهيل المعاملات المالية عبر الحدود، وبوابة التجارة الأفريقية (ATG). بالإضافة إلى حلول التمويل التجاري.
معالجة الفجوات المعرفية اللازمة لإطلاق إمكانات منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية
وفي تعليقه على أهمية البرنامج، أكد الدكتور ييمي كيل، كبير الاقتصاديين والمدير المستقل للأبحاث في أفريكسيم بنك، أن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية تمتلك إمكانات هائلة لدفع النمو الاقتصادي في القارة. ومع ذلك، أشار إلى أن نجاح هذه الاتفاقية يعتمد بشكل كبير على قدرة الشركات على فهم وتطبيق أحكامها بشكل كامل وفعال. وأضاف الدكتور كيل أن الفهم المحدود للجوانب الفنية والتشغيلية للاتفاقية قد حال دون استفادة العديد من الشركات من المزايا التي توفرها.
وأوضح الدكتور كيل قائلًا: “منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية ليست مجرد إطار سياسي، بل هي محفز لإحداث تحول هيكلي في المشهد الاقتصادي بالقارة”. وأشار إلى أن العديد من الشركات الأفريقية لا تزال تعاني من نقص في الوعي بالأحكام الفنية للاتفاقية، والبروتوكولات التجارية المتعلقة بها، والفوائد الاستراتيجية التي يمكن أن تجنيها.
وأضاف أن هذا العجز المعرفي قد حدّ من قدرة هذه الشركات على المنافسة بفعالية، وتوسيع نطاق وصولها إلى الأسواق الجديدة، وتعزيز سلاسل القيمة عبر القارة.
وأكد الدكتور كيل أيضًا أن الشركات، حتى الأكثر تنافسية منها، قد تفوت عليها فرص نمو حاسمة دون فهم عميق لجوانب أساسية مثل جداول التعريفات الجمركية الخاصة بمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وقواعد المنشأ، وآليات التعاون الجمركي، ونظم تسوية المنازعات. كما أضاف: “هذا البرنامج التدريبي لا يقتصر فقط على تحقيق الامتثال للقواعد واللوائح. إنه يتعلق بالتمكين وتوفير الأدوات اللازمة لتحقيق النجاح. كما يجهز المشاركين ليس فقط لفهم المتطلبات التنظيمية، بل أيضًا لتطوير استراتيجيات تصدير فعالة، وتنويع الأسواق المستهدفة، وتعزيز القدرة التنافسية.
وأكد تسوتيتسي ماكونغ، مدير التنسيق والبرامج في أمانة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، هذه النقطة، قائلاً:
سيسهم هذا البرنامج التدريبي في دعم الشركات الأفريقية التي تسعى لاستكشاف فرص التصدير من خلال مساعدتها على التغلب على التحديات الرئيسية التي تعترض طريقها. ومن أبرز هذه التحديات: فهم الأسواق الأفريقية بشكل متعمق، والتنقل بفعالية عبر قواعد السوق ومتطلبات الامتثال المعقدة، بالإضافة إلى تحسين عمليات نقل المنتجات عبر الحدود. وأكد أن “الاستفادة الكاملة من إمكانات منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية تتطلب معالجة هذه الحواجز وبناء قدرات الشركات الأفريقية لتمكينها من الانتقال من نموذج الإنتاج المحلي للاستهلاك المحلي إلى نموذج يدعم الصادرات عبر القارة وخارجها
كما سلط الضوء على التزام أفريكسيم بنك بالتنفيذ الكامل لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية ، مؤكداً أنه من خلال تطوير الكفاءات والقدرات الصناعية اللازمة ، يمكن لجميع الدول الأفريقية تعظيم فوائد السوق الموحدة. ودعا أصحاب المصلحة في القطاعين العام والخاص إلى تعميق فهمهم لتفعيل الاتفاقية لدفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام.