في ظل زيادة الرهانات على تراجع الإمدادات النفطية العالمية، سجلت أسعار النفط مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، مدعومة بعقوبات أمريكية جديدة على إيران وخطة تحالف “أوبك+” لخفض الإنتاج.
أغلقت العقود الآجلة لخام برنت عند 72.16 دولارًا للبرميل، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 2.1% على أساس أسبوعي، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.6% ليصل إلى 68.28 دولارًا للبرميل، وفقًا لبيانات وكالة “رويترز”.
عقوبات أمريكية على إيران
جاءت هذه المكاسب في أعقاب إعلان وزارة الخزانة الأمريكية يوم الخميس عن حزمة عقوبات جديدة تستهدف إيران، حيث شملت هذه العقوبات لأول مرة مصفاة صينية مستقلة بالإضافة إلى عدد من الكيانات والسفن المشاركة في توريد النفط الإيراني إلى الصين.
وعلق سكوت شيلتون، محلل الطاقة لدى “تي.بي.أي.سي.إيه.بي”، بأن هذه العقوبات ترسل رسالة واضحة إلى السوق بأن الشركات الصينية، التي تعد أكبر مشترٍ للنفط الإيراني، ليست بمنأى عن الضغوط الأمريكية.
توقع محللون في بنك “إيه.إن.زد” انخفاض صادرات النفط الإيرانية بمقدار مليون برميل يوميًا بسبب تشديد العقوبات، في حين أشارت منصة “كبلر” لتتبع السفن إلى أن صادرات إيران النفطية بلغت أكثر من 1.8 مليون برميل يوميًا في فبراير الماضي.
دعم من “أوبك+”
تلقت الأسعار أيضًا دعمًا من خطة جديدة لتحالف “أوبك+”، والتي تنص على خفض إضافي للإنتاج من سبعة أعضاء لتعويض تجاوزهم لمستويات الإنتاج المتفق عليها. وتشمل الخطة تخفيضات شهرية تتراوح بين 189 ألف برميل يوميًا و435 ألف برميل يوميًا، وستستمر حتى يونيو 2026.
زيادة إنتاجية محدودة
من جهة أخرى، أكد تحالف “أوبك+” في وقت سابق من هذا الشهر أن ثمانية من أعضائه سيستمرون في زيادة الإنتاج الشهري بمقدار 138 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من أبريل، وذلك لاستعادة جزء من التخفيضات السابقة التي بلغت 5.85 مليون برميل يوميًا منذ عام 2022.
مع استمرار التوترات الجيوسياسية وتدابير خفض الإنتاج، يتوقع المحللون أن تظل أسعار النفط مرتفعة في المدى القريب، خاصة مع تراجع الإمدادات الإيرانية وزيادة الطلب العالمي على الطاقة.