الأربعاء, 25 يونيو 2025, 18:47
نافذة الرأى

مسار ومصير الارهاب في الشرق العربي

 

 مسار ومصير الارهاب في الشرق العربي :هوامش روسية !!                    بقلم د. رفعت سيدأحمد

*من المفيد علميا وسياسيا  أن يستعين  الباحث في  القضايا المركزية  لأمته ببعض الرؤي العالمية التي تقرأ ذات القضايا ولكن من منظورها ومصلحتها القومية  ؛ولعل قضية الارهاب كما عاشته منطقتنا العربية وفي القلب منها مصر  ،تعد واحدة من أهم تلك القضايا خاصة في العشر سنوات الماضية من تاريخنا . ولعل الرؤية الروسية  تعد غاية في الاهمية حين تقرأ وحين يستعان بها في فهم ما جري ويجري من مؤامرات إرهابية في الشرق العربي ،أريد بها تفكيك دوله المركزية ونشر الفوضي بها لتحقيق مصالح وأهداف لدول غربية  لا تريد خيرا ببلادنا . وهنا نقول أنه قد  يجوز للباحث والمراقب في الشأن الدولي ،أن ينتقد روسيا-بوتين في العديد من الملفات الدولية ،فهي دولة  عظمي لها أخطائها ولها سياساتها ومواقفها التي  لاتعجب البعض وقد يعتبرها ضده في المصلحة والدور …ولكن ما لايجوز –في ظني  وليس كل الظن إثم _ هو ذكاء وبراعة  روسيا- بوتين في قراءة وإدارة بعض الملفات الساخنة في منطقة الشرق الاوسط والعالم ومنها الازمة السورية التي إنتصرت فيها الدولة السورية  علي مؤامرة دولية من 83 لاعبا إقليميا ودوليا فشلوا جميعا بسبب الدعم الروسي وقوي المقاومة العربية وصبر وصمود الدولة السورية في مواجهة المؤامرة …وكانت القراءة الروسية الصحيحة هي المنطلق للدعم وللنصر علي الارهابيين  ومن ساندهم من دول وأجهزة مخابرات إقليمية ودولية ..ومن القراءات الروسية الصحيحة والناجحة أيضا والتي جعلتهم ينحازون لمصر وللدول المركزية في المنطقة ضد مشروع الاخوان الارهابي ؛هو قراءاتهم الصحيحة لهذا المشروع ومعرفتهم العميقة بتاريخه المجرم ومستقبله الارهابي  فكان  موقفهم الرافض والمقاوم له وكان دعمهم غير المحدود للدول التي واجهته  خاصة فيما سمي بالربيع العربي . ولنتأمل سطورا من هذة القراءة الروسية الناجحة  والحصيفة لملف الاخوان ومخططاتهم الارهابية  ومستقبلهم الذي بدأ في الافول                                                                                                              مشروع الاخوان الارهابى :

الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف لمشروع جماعة الإخوان  القاها في سفراء دولته في الشرق الاوسط  قال وقرأ حقائق مهمة عن تاريخ وحاضر ومستقبل الاخوان  ونظرا لطول المحاضرة وتشعبها فأننا ننتقي هنا أبرزها  علها تفيد . يقول  فرادكوف إن مشروع الاخوان من البداية كان مشروعا عميلا للقوي الغربية وتلك حقيقة مهمة لمن أراد أن يفهم مسيرة ومسار هذا المشروع ففي   عام 1928 وعندما انطلقت فكرة الإخوان المسلمين في مصر، لاقت الاحتضان الكبير والدعم اللامحدود من الاستعمار البريطاني في تلك الفترة والذي كانت سياسته “الاستعمار البريطاني” تقوم على سياسة “فرق تسد”، واعتبر أن إنشاء مثل هذه الجماعة ستمكنهم لاحقا من التصدي للخطر الاساسي المتوقع في المنطقة وهو التيار القومي العربي، “فلا بد ان تواجه هذا التيار بتيار الإخوان المسلمين الذي كان منذ بدايته الأولى مناهضا للقومية العربية”.*

*وفي بداية أفول نجم بريطانيا العظمى في الخمسينيات من القرن الماضي، أصبح الوريث الشرعي لبريطانيا في المنطقة هي الولايات المتحدة الأميركية القوةالصاعدة المهيمنة حديثا، فالعلاقة مع الإخوان المسلمين ورثت من البريطانيين إلى الأميركان واستمرت إتصالات الاخوان بالغرب وأجهزة مخابراته حتي الربيع العربي  عام 2011 وقيل إن عدد الاجهزة المخابراتية الغربية التي تعامل معها الاخوان  تجاوزت  ال 17 جهاز مخابرات غربي !!!

دور الغنوشي والعلاقة مع الغرب

*صعد نجم راشد الغنوشي كأحد أبرز وجوه الإخوان المسلمين في المغرب العربي وكان زعيم تنظيم النهضة التابع للإخوان المسلمين في تونس وبعد اعتقاله والضغوط التي مورست على الحكومة التونسية لاطلاق سراحه والسماح له بالتوجه إلى فرنسا كلاجئ سياسي فرزه التنظيم العالمي للإخوان المسلمين كقناة اتصال مع الغرب وبالذات مع أميركا.*

*وخاض الغنوشي مرحلة طويلة من الحوارات والنقاشات مع مراكز الدراسات والأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة وأوروبا، وكان قادرا على ان يبدد لهم مخاوف تستهدفهم وتستهدف مصالحهم من الإخوان المسلمين، بل على العكس من ذلك، أثبت لهم أن مشروعهم “أي الإخوان والمشروع الغربي” يلتقيان في مواجهة التيار القومي الذي ينظر له الغرب على أنه الخطر الاكبر لهم في المنطقة، وأن الإخوان المسلمين سيكونون حريصين على مصالح  هذا الغرب في المنطقة

*وفي تلك الفترة، رأى الفريق الأمني الاستراتيجي الذي يصيغ السياسة الخارجية  في بعض دول الغرب المؤثرة ان  الاخوان المسلمين، قوة منضبطة  ويمكن الرهان عليها للقيام بالتغيير في العالم العربي، بعد أن شاخت الانظمة الحليفة وخوفاً من انقلابات داخلية عليها تكون خارج  النفوذ الغربي

وهو للاسف ما صار عليه الغرب  منذ الخمسينات  ، ونفس الامر تم مع إخوان تركيا  مع صعود دور  اردوجان ووصو له للحكم

الإخوان والربيع العربي

*يقول مدير المخابرات الروسية أنه في بداية أحداث ما يسمى بالربيع العربي وبالتنسيق الكامل بين الإخوان وبعض أجهزة مخابرات الغرب ، كانت الحلقة الأضعف والأسهل هي تونس.*

*ففي الوقت الذي بدأت تتحرك فيه الحركات الشعبية العفوية في تونس بسبب حدث بسيط ضخمت هذه الاحداث واستغلت، وكانت اميركا هي وراء هذا التضخيم، بالرغم من أن بن علي هو أحد أدواتها في المنطقة، ولكنها أرادت أن تبدأ حالة التغيير من الحالة الاضعف والحالة الاكثر قوة وانفتاحا للإخوان وهي تونس راشد الغنوشي والذي كان مع بداية أحداث تونس، ومنذ انطلاقتها الأولى يعد العدة للعودة إلى تونس دون أن يكون هناك أي توقعات لتصعيد هذه الأحداث في تونس.*

*في حين لم تصل مرحلة الأحداث في تونس بالمواجهات بين الشعب والنظام إلى مرحلة دامية كبيرة، ولكنها كانت في إطار الانتفاضات المتناثرة غير المرتبطة ببرنامج وقيادة، فكل ولاية من ولايات تونس كان لها مطالبها المعيشية البسيطة والتي كانت لا تنذر بتفجير ثورة شاملة

*ومن هنا بدأ المخطط ، ففجأة يتم الاعلان عن مغادرة الرئيس التونسي وفق عملية خداع كبرى قام بها مقربون من بن علي بالتنسيق مع الغرب بضرورة مغادرة البلاد والتوجه للعربية السعودية

*وغادر ابن علي تونس بخدعة وشكلت حكومة انتقالية تتولى الحكم في البلاد كمرحلة انتقالية لتولي النهضة الحكم بشكل واضح ومباشر، على أن تشكل تونس في المرحلة القادمة عنوانا للتغيير في المنطقة وبالذات باتجاه المشرق العربي وخصوصا مصر وسوريا، دون إغفال الدور التونسي لما سيحدث في ليبيا.*

*ومع نجاح ما يسمى بالثورة التونسية، كانت الأنظار مباشرة تتجه إلى مصر، وتم خلق بيئة من خلال الإعلام الموجه لذلك لدرجة أن الجميع في العالم العربي كانت أنظاره تتجه الى مصر

*وكان الرئيس مبارك آخر من يعلم بما يجري لدرجة أنه كان يرد باستهزاء على ظروف تونس، وأن ما حصل في تونس لا يمكن أن يتكرر في مصر، ويبدو أن  الاعتقاد كان خاطئا  وبدأت الأحداث الصغيرة في مصر تضخم في الاعلام وفق مخطط إخواني غربي مدروس.*

*فمنذ الأيام الأولى لأحداث مصر، كان الخطاب الغربي يضخمها ويوجه الرسائل لنظام مبارك، حيث فهم الشارع المصري ان الدعم الغربي لمبارك قد انتهى، فتصاعدت التحركات الشعبية مراهنة ،على أن الجيش المصري لن يتدخل ولن يقمع، وأن مبارك قد فقد قوته وتأثيره بعد تخلي الغرب  عنه منذ الأيام الأولى.ونجح المخطط في مصر

المؤامرة في ليبيا

*و نجح الغرب في ليبيا أيضا من خلال مؤامرة شارك فيها حلف الاطلنطي  وبعض الدول العربية  والاخوان وبعض المسئولين في الجامعة العربية آنذاك الذين أعطوا لفرتسا والغرب قرارا عربيا يسمح بإبادة الجيش الليبي وبدعم المعارضة التي كانت في أغلبها إخواني مجرم  ويقتل القذافي بطريقة وحشية وكان هدف الغرب الرئيسي– ولايزال –  هو العمل على تجميع معظم القوى والتنظيمات الارهابية المنتشرة في جميع انحاء العالم في ليبيا وتحويلها إلى مخزون إرهاب في المنطقة ينطلق إلى دول مجاورة وفق الحاجة، وكل ذلك كان بالتنسيق المباشر بين الإخوان وأجهزة مخابرات غربية .

 ثم توالت الحلقات –وفقا للقراءة الروسية لخريف الارهاب-وكان الهدف الاكبر (سوريا)  والتي صمدت وإستطاعت أن تنتصر رغم الاف التضحيات . ثم كان لثورة الشعب المصري في 30 يونيو 2013 ضد حكم الاخوان الاثر الكبير في إجهاض مشروعهم في المنطقة  وفقا لمدير الاستخبارات الخارجية الروسية …وفي بدء خريفهم الطويل والذي قطعا لن  يتحول الي (ربيع) مجددا طالما بقي وعي وإدراك عربي   ومصري للطبيعة الدموية لتلك التنظيمات الارهابية  وفي مقدمتها ألآخوان والدواعش !