خطوات جادة ومخطط واضح لتصبح القاهرة واحدة من أفضل المدن التاريخية كما كانت سابقاً؛ حيث كانت مدينة القاهرة في عام 1925 واحدة من أفضل المدن حول العالم نظراً لما كانت تتمتع به من بنية تحتية، ووسائل مواصلات، ومساكن ذات طراز رفيع. وقد شهد التطور الحضري في القاهرة خلال السنوات العشر الماضية اهتماماً كبيراً، إذ واجهت المدينة تحديات صعبة للغاية، لكن بفضل الرؤية الواضحة والخطط المدروسة بعناية بدأت تعود إلى الريادة مرة أخرى. هذا ما أكده الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، في حوار خاص لـ “جلوبال إيكونومي”. وإلى نص الحوار.
ما هي الخطط المستقبلية لتطوير القاهرة؟
شهد التطور الحضري في القاهرة خلال السنوات العشر الأخيرة اهتماماً كبيراً، وذلك بناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتنمية الحضرية.
ما هي الخطوات التي تم اتخاذها للقضاء على المناطق العشوائية؟
يعد ملف العشوائيات في القاهرة تحدياً كبيراً، حيث توجد بالقاهرة 112 منطقة عشوائية تمثل أغلبها خطورة على ساكنيها. لذا كان من الضروري على الدولة اتخاذ خطوات جادة للتوسع في المساحة السكانية شرق وغرب القاهرة لإنشاء مناطق سكنية تليق بالمواطن، من خلال التوسع الرأسي والأفقي مثل العاصمة الإدارية والمدن الذكية. فضلاً عن أن هناك مناطق يمكن تطويرها على وضعها الحالي، لكن هناك أيضاً أماكن تزداد فيها الكثافة السكانية مثل عين شمس، المطرية، المرج، ومدينة الأمل، مما صعّب ربطها ببعضها البعض. لكن مع توجه الدولة نحو التطور الحضري، تم اتخاذ خطوات جادة لتسهيل حياة المواطنين وتحسين جودة الحياة، بالإضافة إلى شبكة الطرق الكبيرة التي تم شقها لربط شرق القاهرة بجنوبها، وفقاً للدراسات المخطط لها. كل هذا سيساعد المحافظة لتصبح أكثر استدامة. ونظراً للتطور السريع الذي تشهده القاهرة، سنحتفل العام القادم بمرور 100 عام على اختيار القاهرة كأنظف مدينة في العالم، وهذا يعود إلى تاريخها العريق؛ ففي عام 1925، كانت تنافس أكبر المدن العالمية، وهذا ما نشاهده في الأفلام القديمة، وهو ما نسعى لتحقيقه.
ما هي الإجراءات التي تتخذها المحافظة لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين؟ وهل هناك توسعات جديدة؟
بالتأكيد، اتخذت المحافظة خطوات جادة لتحسين الخدمات العامة المقدمة للمواطنين من خلال المشروعات القومية التي تم تنفيذها أو يجري تنفيذها حالياً، إضافةً إلى التوسع في المشروعات الخدمية التي تقدم الخدمات للمواطن في مكان واحد لتسهيل التعاملات، حيث تم افتتاح مركز خدمات المواطنين في المقطم مؤخراً، وهذه استراتيجية تتبناها الدولة.
ما هي أبرز المشروعات الصحية المزمع إنشاؤها خلال الفترة المقبلة؟
فيما يتعلق بالمشروعات الصحية، سيتم تدشين مستشفيين جديدين قريباً، أحدهما في المرج والآخر في حلوان، إلى جانب تحسين الخدمات الصحية بالتعاون مع وزارة الصحة.
ما هي الخطوات التي تتخذها المحافظة للقضاء على ازدحام طلاب المدارس؟
نظراً لأن محافظة القاهرة تضم نسبة كبيرة من السكان، نحتاج إلى إنشاء ما بين 10 إلى 20 مدرسة جديدة كل عام لمواكبة الزيادة السكانية، وتم وضع رؤية شاملة لمواجهة هذا التحدي.
ما هي أبرز المشروعات السكنية الجاري تنفيذها بالمحافظة؟
مع الزيادة السكانية، اتخذت الدولة استراتيجية وطنية للعمران من خلال المشروعات القومية مثل “سكن لكل المصريين” في أكثر من منطقة بالقاهرة، فضلاً عن مشروع 200 ألف وحدة سكنية في منطقة السلام لمحدودي ومتوسطي الدخل، لتحقيق توازن في مختلف المستويات.
هل هناك خطة واضحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال زيادة المشروعات الخضراء؟
بالتأكيد، نسعى لإضافة مساحات خضراء جديدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال زيادة الحدائق العامة. وفي إطار المنتدى الحضري، تم افتتاح حديقة “الفردوس” وهي من الحدائق التاريخية، إضافةً إلى الاهتمام بالتشجير والاعتماد على وسائل النقل الصديقة للبيئة للحد من الانبعاثات الكربونية.
ما هي الجهود المبذولة لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى القاهرة، خاصة في المجالات التي توفر فرص عمل للشباب؟
في إطار توجه الدولة لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وبالتعاون مع وزارة الصناعة، تم طرح العديد من المناطق الاستثمارية عبر البوابة الاستثمارية للهيئة العامة للاستثمار، إضافةً إلى عقد اجتماعات دورية لحل مشكلات المستثمرين، وكل ذلك بالطبع بهدف توفير فرص العمل للشباب، إلى جانب دعم الحرف اليدوية وتقديم كافة السبل من خلال المعارض المختلفة.
هل هناك خطط لتطوير البنية التحتية الرقمية في القاهرة، وتحويل المدينة إلى مدينة ذكية؟
بالتأكيد، تم وضع خطة بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتسهيل الإجراءات القانونية اللازمة، خاصة في المناطق التي لم تدخل حيز التطوير بعد، كما لدينا رؤية لرقمنة جميع المناطق التي يتم تنفيذها حديثاً.
كيف يمكن للمواطنين تقديم الشكاوى أو الاقتراحات للمحافظة؟
لدينا قنوات تواصل مفتوحة مع المواطنين، سواء من خلال الخطوط الساخنة، أو عبر لقاءات النواب مع المواطنين ورؤساء الأحياء لحل مشكلاتهم بشكل دوري، بالإضافة إلى منصة المحافظة الإلكترونية. كما سنحدد يوماً ثابتاً للاستماع إلى المواطنين.