الأربعاء, 15 يناير 2025, 5:02
نافذة الرأى

فرص الاستثمار في أرض النار

لا يعلم الكثيرون شيئا عن أرض النار ، الغنية بالثروات والمناظر الطبيعية ومحط أنظار المستثمرين العرب الأن ، انها جمهورية أذربيجان التى تقع بين قارتي اسيا واوروبا وذلك على ساحل بحر قزوين في منطقة القوقاز  حيث يطلق عليها أرض النار وذلك لكونها دولة غنية بالبترول وعاصمتها باكو والتي تعتبر من أسرع العواصم تغيرا على وجه الأرض. أذربيجان هي نقطة تقاطع طبيعية بين الشرق  والغرب حيث تقع في طريق الحرير  بين باريس وبكين وموسكو ودبي وتمتلك الموارد النفطية التي تجعلها تلعب دورا أساسيا في النظام العالمي.   
ومن المعلوم أن أذربيجان دولة مسلمه يتراوح عدد سكانها حوالي 10 مليون نسمة ولغتها الرسمية اللغة الأذربيجانية ويتكلم شعبها أيضا اللغة الروسية والانجليزية وقليلا منهم اللغه العربية لغة القرآن وذلك بحكم انتماؤها للعالم الاسلامي وتمتلك أذربيجان علاقات دبلوماسية مع أكثر من  158 دولة  وتحمل عضوية 38 منظمة دولية كما تحمل صفة مراقب في حركة عدم الانحياز ومنظمة التجارة العالمية. 
استطاعت اذربيجان بفضل قيادتها الحكيمة الاندماج في سوق الاقتصاد العالمي وتمكنت من جذب الاستثمارات الاجنبية المتنامية. ان اذربيجان اليوم تتبع استراتيجيات جذب الاستثمار الاجنبي والعربي مما يجعل الاستثمار في اذربيجان له بيئة حاضنة. 
و اذربيجان احتلت المرتبة 33 من بين 144 دولة في التنافسية العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي كما انها تحافظ على سياسة الاقتصاد الحر وذلك خلال السنوات الماضية.
تعمل دولة اذربيجان على تطوير البنى التحتية للاقتصاد والاسواق وتعمل على تطوير الانظمة القانونية ونظام الضرائب والقطاع المصرفي وتطوير العلاقات في وسط مجتمع الاعمال الدولي وذلك تيسيرا للمستثمرين الأجانب والعرب .
ونظرا لكون أذربيجان بلدا إسلاميا فان هذا  يجعلها دولة جاذبة للاستثمار  في المقام الأول للمستثمر الاحنبي وخصوصا المستثمر العربي.
 أهم مميزات الاستثمار في جمهورية أذربيجان ، هو تمتع الاستثمار الأجنبي في  بالحماية القانونية الكاملة التي يكفلها القانون والاتفاقيات الدولية لدولة اذربيجان وذلك من خلال وضع قوانين الاستثمار في اذربيجان لحماية كافة الاستثمارات الموجوده علي اراضيها بأنواعها المختلفة ، كما تخضع قوانين الاستثمار الاجنبي للقانون والاتفاقيات الدولية و يتعامل المستثمر الاجنبي  مع قانون يحمي حقوقه للاستثمارات في اذربيجان ، ويؤكد علي عدم خضوع الاستثمار الأجنبي للاستيلاء إلا في حالات الضرورة القصوى التي يقررها مجلس الوزراء  و تعويض  المستثمرين الأجانب بتعويضات تكون كافية وفعّالة بحيث يتناسب التعويض المدفوع مع التكلفة الفعلية للاستثمار في لحظة اتخاذ قرار الاستيلاء والتأميم ، ويحق للمستثمر الاجنبي في اذربيجان طبقا لقانون الاستثمار الي إعادة استثمار الأرباح التي تم الحصول عليها في دولة أذربيجان بنفس عملة الحساب التي تم ايداعها في البنوك و نقل وتحويل الأموال إلى أي بلد خارجي ، وحقوق المستثمرين مضمونة ولا تفضيل أو تفرقة بين المستثمر الأجنبي والاذربيجاني. بجانب  تيسير الإجراءات ومرونتها لتأسيس الشركات في أذربيجان والحصول على إعفاء ضريبي في حالة الاستثمار في القطاع الصناعي أو الزراعي.
بجانب التنوع فى القطاعات الجاذبة للاستثمار ، منها القطاع الصناعي وتدعم  الحكومة الاذربيجانية أصحاب هذه المشاريع الصناعية الاجنبية والمحلية علي حد سواء كانت الكبيرة منها أوالمتوسطه وذلك لأنها تعود بالفائدة على نمو الاقتصاد الأذربيجاني كما تحقق للمستثمر الكثير من التسهيلات الخاصة بمشروعه ليحقق النجاح والاستمرار.
وكونها بيئة خصبة للأراضي الزراعية و للثروة الحيوانية وذلك علاوة علي الاختلافات في الظروف المناخية والتضاريس والتي تكون مواتية للتنوع البيولوجي الطبيعي والزراعي .ولذلك  فان الدولة تولي اهتماما كبيرا بالقطاع الزراعي من خلال دعم المستثمرين في هذا القطاع ومنحهم التسهيلات اللازمة سواء كانوا مواطنين أو مستثمرين اجانب في اذربيجان.
الاستثمار التجاري هو أكثر الاستثمارات انتشارا على الاطلاق في جميع أنحاء العالم وذلك لانه يشكل نسبة عالية من المستثمرين حول العالم
واغلب رجال الأعمال يفضلونه وذلك لأن حجم الاستثمار فيه ليس مرتفعا كباقي القطاعات الاخري في الاستثمارات حيث توجد الكثير من الفرص في المشاريع التجارية والتي من الممكن تنفيذها في اذربيجان.
ويأتى الاستثمار في القطاع السياحي لأنها وجهة ومقصدا سياحيا  بشكل كبير للسائحين العرب والأجانب حيث يعد قطاع  السياحة من القطاعات المهمة في الدولة ولذلك فقد اولت الدولة اهتماما كبيرا في  الاستثمار السياحي في اذربيجان من خلال تحديث البنية التحتية وبناء الفنادق العالمية وتطوير المنتجعات السياحية والعلاجية ليتردد عليها السائحين<span;> من كل دول العالم.
وأخيرا الاستثمار في القطاع العقاري ، فقد تم تصنيف مدينة باكو العاصمة بأنها من أسرع العواصم تطورا على الاطلاق حيث شهدت في السنوات الاخيرة نمواً اقتصادياً وعمرانياً كبيرا جعلها محط انظار المستثمرين من كل من الدول العربية والغربية حيث تتمتع اذربيجان بجمال عمراني فريد يلفت الأنظار وبنى تحتية متكاملة مما جعل الاستثمار في اذربيجان بالقطاع العقاري فرصة حقيقية للمستثمرين وذلك بالإضافة إلى العائد المالي السريع الذي يتم تحقيقه من خلال طرح العقار للايجار المباشر سواء كان بقصد الاستثمار السياحي أو المحلي للمواطنين أو الأجانب المقيمين في جمهورية اذربيجان ولهذا فان الاستثمار العقاري في اذربيجان يكون له  نصيبا كبيرا في الاستثمار بدولة أذربيجان.

ا.دعادل درويش
أستاذ بجامعة حلوان
مستشار الجامعة المصرية الصينية بالقاهرة
المستشار الثقافي ومدير المركز الثقافي المصري بسفارة جمهورية مصر العربية بأذربيجان سابقا.