في تطور عسكري لافت فى قواعد الهجوم، أعلنت إيران عن تنفيذ أول هجوم صاروخي معلن باستخدام صواريخ “فتّاح” الفرط صوتية، مستهدفة مواقع داخل الأراضي المحتلة.
الخطوة التي جاءت ضمن العملية “الوعد الصادق 3″، وصفتها طهران بأنها “رسالة اقتدار” موجهة إلى إسرائيل وحلفائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
إرباك المنظومات الدفاعية الإسرائيلية
الهجوم الذي اخترق، حسب وسائل الإعلام الإيرانية، “الدرع الدفاعي الصهيوني”، الذي يُعتبر بمثابة تحول نوعي في أدوات الردع الإقليمي، ودخول الصواريخ الهايبرسونيك فعليًا إلى ميدان الاشتباك.
في بيانها العاشر منذ بدء العملية، قالت القوة الجو-فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني إن صواريخ “فتّاح” الجيل الأول نفذت هجومًا ناجحًا على أهداف محددة داخل الأراضي المحتلة، مؤكدة أن الضربة “هزّت ملاجئ الصهاينة” وتسببت في ارتباك داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
سيطرة إيرانية على الأجواء
وأضاف البيان أن الهجوم أثبت قدرة إيران على فرض سيطرة جوية على أجواء “فلسطين المحتلة”، مشيرًا إلى أن “سكانها باتوا بلا غطاء دفاعي حقيقي أمام قدرات طهران الصاروخية المتطورة”.
ظهور “فتّاح” في ساحة المعركة لا يُعد مجرد تطور تقني، بل هو مؤشر على إعادة تشكيل معادلة الردع ضد إسرائيل.
فالصاروخ، الذي أعلنت عنه إيران لأول مرة في يونيو 2023، يتمتع بقدرات فائقة، أبرزها سرعته التي تتجاوز 5 ماخ، وقدرته العالية على المناورة وتجنّب الرصد، مما يجعله تحديًا حقيقيًا لأنظمة دفاع مثل “القبة الحديدية” و”باتريوت” الأمريكية.
ماذا تعرف عن فتّاح؟ السلاح الذي أربك إسرائيل
“فتّاح” هو أول صاروخ باليستي فرط صوتي تعلن عنه إيران رسميًا، وقد طورته القوة الجو-فضائية التابعة للحرس الثوري، و يبلغ مداه ما بين 1400 و1500 كيلومتر، ويعمل بالوقود الصلب، ما يمنحه قدرة على الإطلاق السريع وتقليل زمن التجهيز.
و يبلغ الوزن الإجمالي للصاروخ 4600 كغم، وطوله 11.5 مترًا، وهو مزوّد برأس حربي يزن 1000 كغم، يعمل الصاروخ بالوقود الصلب ويُطلق من منصات متحركة، مما يمنحه قدرة أكبر على المناورة والاختفاء السريع بعد الإطلاق.
كما يتميز برأس حربي ذكي عالي القدرة على المناورة والتخفي، ويُعتقد – بحسب تصريحات إيرانية – أن سرعته قد تصل إلى 13 ماخ في بعض المراحل .
فتاح-2: نسخة أكثر تطورًا ومراوغة
وفي نوفمبر 2023، كشفت طهران عن نسخة مطوّرة من الصاروخ أطلقت عليها اسم “فتاح-2″، تعتمد على رأس انزلاقي هايبرسونيك، ما يُضاعف قدرته على المناورة ويجعل اعتراضه أكثر صعوبة.
الأهمية الاستراتيجية لاستخدام هذا النوع من الصواريخ تكمن في كونه يغيّر طبيعة الاشتباك العسكري ضد إسرائيل.
نهاية التفوق الدفاعي الإسرائيلي؟
فبينما اعتمدت إسرائيل على تفوقها الجوي وأنظمتها الدفاعية المتطورة، فإن دخول “فتاح” إلى الخدمة الميدانية يشير إلى أن إيران تسعى إلى كسر هذا التفوق، وإعادة رسم خطوط الاشتباك بمعادلة أكثر توازنًا – أو ربما أكثر تهديدًا.
إيران، من جهتها، لمّحت إلى أن هذه ليست سوى بداية لمرحلة جديدة من عقيدتها الدفاعية. وجاء في ختام بيان الحرس الثوري: “كل يد تمتد ضد إيران أو حلفائها، ستتلقى ردًّا لا يمكن اعتراضه”، في إشارة إلى أن “فتّاح” بات الآن عنصرًا أساسيًا في معادلة الردع ضد جيش الإحتلال .