قالت الدكتورة سحر خيرى عميد المعهد القومي للتغذية إن كل طفل يستحق بداية حياة أفضل، مشيرة إلى أن السنوات الأولى من حياة الطفل هي السنوات الأكثر حسمًا في وضع الأساس لنموه البدني والإدراكي والعاطفي.
وأوضحت عميد المعهد القومي للتغذية خلال إطلاق المدونة المصرية لضبط تسويق بدائل لبن الأم، أن إعطاء الأولوية لصحة الأطفال ليس مجرد ضرورة أخلاقية، بل هو أيضًا استثمار مجتمعي يعود بفوائد كبيرة على الأفراد والأسر والمجتمعات، الأطفال الأصحاء في المستقبل هم قوة عاملة أكثر صحة، ويسهمون في بناء مجتمع أكثر إنتاجية، مضيفةً أن الرضاعة الطبيعية هي الغذاء المثالي والطبيعي الذي يوفر للأطفال العناصر الغذائية الأساسية والأجسام المضادة التي يحتاجونها للنمو بشكل صحي.
تقليل معدلات الوفيات
وأشارت إلى أن الدراسات الحديثة أظهرت أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية هم أقل عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض مثل التهابات الجهاز التنفسي والتهابات الأذن، فضلاً عن تقليل خطر متلازمة موت الرضع المفاجئ.
من هذا المنطلق، كان من الضروري على الحكومات العمل على تطوير الأنظمة والإجراءات التي تدعم الرضاعة الطبيعية، وتسهلها وتشجعها، مؤكدة أن من المهم إنشاء بيئة مجتمعية تشجع على الرضاعة الطبيعية، وحماية الأمهات من العوامل التي قد تمنعها، بما في ذلك حماية الرضاعة الطبيعية من الترويج المفرط لبدائل لبن الأم.
تشجيع الرضاعة الطبيعية
وتابعت: “في إطار هذه الرؤية، ومن منطلق إيماننا بأن الأطفال هم ثروة المستقبل، وبأن الرضاعة الطبيعية هي الشكل الأمثل لمنح الرضع أفضل تغذية، وإدراكًا منا للدور الحيوي الذي تلعبه الرضاعة الطبيعية في صحة الأم والطفل على حد سواء، وكذلك إيمانًا بأهمية تشجيع وحماية الرضاعة الطبيعية في نظم الرعاية الصحية، قام المعهد القومي للتغذية بالتعاون مع المجلس القومي للسكان، وقطاعات وزارة الصحة، والجهات ذات الصلة وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ومنظمة اليونيسيف، وبرنامج الغذاء العالمي، بإعداد المدونة المصرية لتسويق بدائل لبن الأم”.
وأكدت أن هذه المدونة تأتي في إطار التحديثات العالمية التي تضمن حماية الرضاعة الطبيعية من التسويق المفرط لبدائل لبن الأم، مضيفةً أن المدونة المصرية لضبط تسويق بدائل لبن الأم بمثابة إطار سياسة صحية لتنظيم التسويق لهذه البدائل من خلال آليات وإجراءات تهدف إلى تنظيم الترويج لهذه المنتجات التي تؤثر على الرضاعة الطبيعية وعلى صحة الأم والطفل.
مواجهة التسويق الجائر
وأشارت إلى أن الأهداف الأساسية التي تقوم عليها المدونة وفلسفتها تنبع من: إيماننا بأن صحة الرضع والأطفال تشكل أهمية بالغة، بالإضافة إلى التأكيد على أن الرضاعة الطبيعية هي الأفضل لتغذية الرضع وصغار الأطفال، فضلاً إيماننا بأن التسويق الجائر لبدائل لبن الأم قد يقوض معدلات الرضاعة الطبيعية مما يؤثر على صحة الأطفال على المدى القريب والبعيد، كما أن ضمان توفير المعلومات المناسبة للأمهات والعاملين في مجال الرعاية الصحية حول صحة وتغذية الرضع، وضمان الاستخدام الصحيح لبدائل لبن الأم عند الحاجة.
وأكدت أن تقليل تكاليف الرعاية الصحية التي قد تنتج عن الاستخدام غير السليم لبدائل لبن الأم، وما يتبع ذلك من مشاكل صحية قد تؤدي إلى زيادة في معدلات السمنة وسوء التغذية.
ضبط تسويق بدائل لبن الأم
وأوضحت أن المدونة لا تحظر بيع بدائل لبن الأم ولا تقيّد تسويقها، لكنها تضع إطارًا لضمان عدم الترويج الجائر لها. المدونة أيضًا لا تقيد خيارات الوالدين في كيفية إرضاع أطفالهم، بل تضمن أن تكون اختياراتهم مبنية على معلومات دقيقة ومحايدة، بعيدًا عن أي ادعاءات تسويقية مضللة.
وأختتمت أن إطلاق المدونة ثمرة تعاون مثمر بين مختلف الجهات المعنية بصحة الطفل، مؤكدةً أن المدونة المصرية لضبط تسويق بدائل لبن الأم هي دليل واضح على أننا عندما نعمل معًا، يمكننا تحقيق إنجازات عظيمة. دعونا نواصل العمل بروح الفريق الواحد لبناء مستقبل صحي لأطفالنا، مشيدة بدور مصر النموذج الذي يجب أن يحتذى به في مجال رعاية الأمومة والطفولة، حيث يحظى كل طفل برعاية صحية متكاملة منذ ولادته.