كشف البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية عن استراتيجيته الاستثمارية في تركيا للأعوام الخمسة المقبلة، حتى نهاية عام 2029.
وحدد البنك أربعة مجالات رئيسية لأولويات الاستثمار في البلاد: تكثيف التحول الأخضر، وتعزيز تنمية رأس المال البشري، وزيادة القدرة التنافسية العالمية لتركيا، وتعزيز البنية التحتية للبلاد والتكامل الإقليمي.
على مدى السنوات الخمس الماضية، قدم البنك ما يقرب من 10 مليارات يورو لأهدافه الاستثمارية بموجب استراتيجية الدولة السابقة، مما ساعد في دفع التقدم الكبير في القطاع الخاص في تركيا فيما يتعلق بالاستثمارات الخضراء والتحول الرقمي والسياسات الشاملة. في عام 2023 وحده، استثمر البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية مبلغًا قياسيًا قدره 2.5 مليار يورو في البلاد، مدعومًا بحزمة الدعم البالغة 1.5 مليار يورو التي قدمها البنك للمنطقة المتضررة من الزلزال.
وبناءً على سجله القوي، سيعمل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية على توجيه الاستثمارات والحوار السياسي ضمن الإطار الاستراتيجي، مع التركيز القوي على التحول الأخضر والقدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ.
المجالات ذات الأولوية لتوجيه الاستثمار
يظل المجال الرئيسي للاستثمار بالنسبة للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية هو التحول الأخضر والتخفيف من آثار المناخ، حيث التزم البنك بتقديم الدعم لزيادة تكامل الطاقة المتجددة، وكفاءة الموارد، وإزالة الكربون، واستدامة الخدمات البلدية، وتعزيز القدرة على التكيف مع المناخ.
وتتمثل الأولوية الثانية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في تنمية رأس المال البشري في تركيا، من خلال الاستثمارات التي تسعى إلى تعزيز المساواة بين الجنسين والإدماج الاقتصادي والإقليمي. ويأمل البنك في تحقيق ذلك في مشاريعه من خلال التركيز على الوصول إلى تنمية المهارات والمساواة بين الجنسين والمشاركة الاقتصادية الشاملة ومعالجة التفاوتات الإقليمية.
وتتمثل الأولوية الاستثمارية الثالثة للبنك في تعزيز القدرة التنافسية لتركيا من خلال الاستثمارات التي من شأنها أن تؤدي إلى زيادة الإنتاجية والابتكار وتعزيز الحوكمة.
وأخيرا، ستعمل مشاريع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية على تعزيز البنية الأساسية في تركيا والتكامل الإقليمي من خلال الاستثمار في زيادة الاتصال بين شبكات النقل والبنية الأساسية التجارية، وتحسين جودة البنية الأساسية والخدمات الرقمية، وزيادة القدرة على الصمود في مواجهة الكوارث الطبيعية. وسيعمل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية مع الجهات المانحة والشركاء لإعادة دمج المناطق المتضررة من الزلزال في الاقتصاد التركي الأوسع مع التركيز على إعادة البناء بشكل أفضل وتقديم المشورة للشركات المتضررة.
وقالت إليزابيتا فالتشيتي، المديرة التنفيذية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في تركيا: “على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، استثمر البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أكثر من 20 مليار يورو في اقتصاد تركيا – وهو ما يدل على أهمية البلاد كواحدة من أسواقنا الرئيسية. ومن خلال تعزيز الشراكات القوية مع القطاع الخاص والمشاركة في حوار شامل حول السياسات، سنواصل دعم تطور تركيا كلاعب اقتصادي عالمي”.
وفي تقرير حديث ، شارك البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية توقعاته للنمو في تركيا، حيث توقع نموًا بنسبة 2.7 في المائة في عام 2024 و3.0 في المائة في عام 2025. كما سلط التقرير الضوء على بعض نقاط الضعف في الاقتصاد، بما في ذلك ارتفاع التضخم والتوترات الجيوسياسية واحتياجات التمويل الخارجي.
ويعد البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية من بين المستثمرين الرئيسيين في تركيا، إذ تعهد بأكثر من 20.3 مليار يورو من خلال 455 مشروعاً وحدوداً للتمويل التجاري منذ عام 2009، معظمها في القطاع الخاص.